الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي

انت في الصفحة 54 من 107 صفحات

موقع أيام نيوز

بعدما رشقت رهف بنظرة ثائرة مشټعلة استقبلتها ببسمة متشفية وبنظرة واثقة لامعة بقوة تنم عن شخصية جديدة تشكلت من جديد بفضل ذلك الساخط وبفضل كم الخذلان الذي أغدقها به في كنفه.
هو فين
قالتها ميرال پبكاء مرير وبتلهف وهي تندفع لداخل الشقة بعدما فتحت لها شهد التي تنهدت وأخبرتها
في أوضته من ساعة ما جه ومخرجش منها وقافل على نفسه هو في أيه يا ميرال أنتو اتخنقتوا
أيدت ميرال برأسها ودمعاتها ټغرق وجهها وتوجهت نحو باب غرفته تطرق عليه راجية
محمد أفتح وخلينا نتكلم... متعملش فيا كده...محمد...افتح لو سمحت خليني افهمك...محمد علشان خاطر ربنا اسمعني... 
كانت تتوسله من خلف الباب بنشيج قوي يقطع نياط القلب ولكنه لم يجيبها ولم يصلها رد منه شهدمنها تواسيها في حنان وهي تربت على ظهرها بتعاطف بين
بس... وحياة الغالين عندك بطلي عياط واهدي هو لما بيزعل مش بيحب يتكلم وبيفضل قافل على نفسه لغاية ما يهدى ده طبعه من صغره...
بس أنا لازم افهمه يا شهد ولازم يسمعني أنا مش عايزة اخسره يا شهد بالله عليك متخلهوش يسبني
زفرت شهدوحاولت تهدئتها من جديد وهي تجرها لردهة منزلهم المتواضعة وتجلسها على أحد الأرائك
طب اهدي يا ميرال وفهميني
حاولت تنظيم انفاسها وكبح شهقاتها المټألمة ثم أجابتها بنهنهة متقطعة
الكلب طارق قاله إن كان ليا علاقات قبله... وانا والله مفيش واحد فيهم كان زيه...أنا كنت تايهة يا شهد كنت ضايعة ومش فاهمة... محدش كان بيوجهني ويفهمني الصح من الغلط كنت بدور على الحنية وبدور على حد يعوضني عن الأهتمام اللي اتحرمت منه أنا مكنش حد جنبي كنت لوحدي وهو الوحيد اللي لملم اللي باقي مني وشكلني من جديد أنا لو سابني ھموت ...ھموت يا شهد ساعديني علشان خاطر ربنا ساعديني
كانت تتحدث بإنهيار تام وبنبرة باكية مټألمة جعلت دمعات شهد تفر تضامنا معها قائلة بنبرة مواسية
اهدي يا ميرال...اهدي علشان خاطري هو مش هيسيبك
ده هو كمان روحه فيك بس كان لازم تحكيله ليه خبيتي عليه
رفعت رأسها قائلة بعيون يكسوها الحمرة من شدة نحيبها
خۏفت اخسره وميفهمنيش...وبعدين أنا أي حاجة حصلت قبل ما اعرفه ملهاش قيمة بالنسبالي و مجاش في بالي أني اتحاسب دلوقتي على طيشي وعلى اختياراتي الغلط...مجاش في بالي أن ربنا هيعاقبني فيه ويبعده عني
هزت شهد رأسها بتفهم بعدما استشعرت مدى صدقها و طمئنتها
هيروق والله أنا عارفاه سبيه يهدى وانا هفهمه وإن شاء الله خير
كفكفت دمعاتها بظهر يدها وسألتها بترقب
بجد هتكلميه
هزت شهد رأسها وأخبرتها بتعاطف وبقلب عطوف
أنا مصدقاك ومتأكدة انك بتحبيه ومش بتكدبي عليا...هكلمه وهبقى على أتواصل معاك بس الأهم من كل ده تركزي في امتحاناتك ومتشغليش بالك
نفت برأسها واخبرتها بضعف وكأنها فقدت شغف كل شيء
مش هعرف أعمل حاجة ولا أركز وهو بعيد عني
شهد أذنها بخفة و وبختها قاصدة تحفيزها
اجمدي يا بت وبطلي دلع ده مستقبلك وعليا النعمة لو ما شوفتي حالك وركزتي لكون مسخناه بزيادة وابقي قابليني بقى لو كلمك ولا عبرك من الأساس
لأ يا شهد الله يخليك والله لو حصل ھموت من غيره...أنا هعمل كل اللي تقوليلي عليه
قالتها بصدق شديد وبعيون باكية متوسلة جعلت شهد تنهرها قائلة وهي تترك أذنها بعيون دامعة متعاطفة معها
يخربيت فقرك قطعتي قلبي اسكتي بقى إلا انا لو اتفتحت في العياط مش بتسد وانا اصلا فرفوشة يا ختي ومليش في النكد
حانت من ميرال بسمة باهتة من بين نهنهتها لتربت شهد على ظهرها وهي تتنهد داعية ان يتفهم شقيقها ويرأف بتلك المسكينة التي استشعرت مدى صدقها وتعاطفت كثيرا مع اڼهيارها بلاه.
أنت ازاي تخبي عليا انها خدت فلوسك
قالتها منار بنبرة عدائية وبتأهب ثار أعصابه وجعله يتساءل بتوجس
عرفتي منين
أجابته بغيظ
ده كل اللي يهمك...عرفت منين ...أيه مكنتش عايزني اعرف مش كده
تأفف هو بنفاذ صبر 
ردي عليا وقوليلي عرفتي منين
رمقته شذرا ونتشت ذراعها من قبضته ثم أخبرته بنبرة تقطر بالحقد
من الهانم بتاعتك اللي غفلتك وضحكت عليك
زمجر غاضبا وتساءل وقاتمتيه تحتد من شدة الڠضب
شوفتيها فين
لوت جانب فمها وأخبرته ساخطة
روحتلها لغاية عندها علشان اترجاها تتنازل علشان كنت ھموت من زعلي عليك والهانم قالتلي بكل جبروت أنها خليتك على الحديدة ده غير الكلام اللي زي السم اللي قالتهولي وأنا بحاول أدافع عنك
مرر يده بخصلاته الفحمية يشعر أنه سيفقد عقله وهدرا بعدم رضا
ليه عملتي كده...ليه
أجابته بإنفعال مصرحة بتلك النوايا الغير بريئة بالمرة التي تتواري خلف فعلتها
روحت علشان بحبك وخاېفة عليك وكنت فاكرة الهانم هتغير رأيها لما اتنازل عن كرامتي و اروح اتراجها بس هي اهانتني وغلطت فيك وقالتلي أنك مبقتش تلزمها ورفضت تتنازل
جلس بأنهزام مكوب رأسه بكفوف يده لا يقوى على استيعاب هذا الكم منها بينما هي حرضته من جديد
لما سرقتك سكت ليه
أجابها بقلة حيلة
حسابنا كان مشترك ومكنتش مخونها ومفيش حاجة تدينها
نفخت أوداجها وتساءلت وهي تربع ذراعها وتهز قدمها بإنفعال
والعمل دلوقتي
زفر بقوة ومرر يده على وجهه المكفهر قائلا
مش عارف...الشركة الشغل فيها واقف والعمال في الموقع رافضين يشتغلوا ومواد البنا مرمية في الموقع ده غير أن المرحلة التانية للوحدات لو متسلمتش في معادها في شرط جزائي ملزم بيه في العقد
حانت منها بسمة هازئة محملة بسخط عظيم من حساباتها وتأملاتها التي ذهبت أدراج الرياح 
منار دي ازمة وهتعدي خليك جنبي انا مبقاليش حد غيرك
زفرت هي بقوة ودست أناملها بين خصلاته بملامح جامدة وعيون محتدة من شدة غيظها وظل يدور برأسها كل الأحداث السابقة لتزيد من حقدها وسخطها لكل شيء ثم تقرر أنها لن تظل مكتوفة الأيدي بعد الآن فلابد من إيجاد حل لتلك المعضلة وفي أقرب وقت ممكن كي تعوض إهدارها للوقت.
فياترى ماذا تخبىء لك الأيام القادمة إيها الساخط على يدها! هل سترأف بك و بمصائبك وتبقى معك أم ستتركك خائب الرجاء بعدها! حسنا دعني أبشرك فإن كنت تظن أن نوائب الدهر تكاثرت عليك وأحنت ظهرك فصدقا القادم سيكون اعظم.
الخامس والعشرون
أفضل إنتقام ممن تخلى عنك أن تعيش حياتك جيدا بدونه.
جويس كارول أوتس
زفرت انفاسها بسعادة عارمة حين جلست خلف مكتبها بتلك الشركة التي تملكها صديقتها بعدما ألحت عليها بشدة أن تباشر بالعمل معها وها هي تفرد ظهرها على ذلك المقعد الدوار وتسند ذراعيها على مسانده وهي تشعر بشعور عظيم من الثقة والقوة التي حقا سلبوا منها بفضله وبفضل فترة السبات التي كانت عليها.
هاااا المكتب عجبك
انتشلها صوت صديقتها سارة التي دخلت لتوها اعتدلت بجلستها واخبرتها ببسمة واسعة
أوي أوي يا سارة المكتب يجنن
طب الحمد لله انه عجبك علشان تشتغلي بنفس كده وتطلعي المواهب المدفونة
هزت رهف رأسها وقالت بحماس أصبح جلي على وجهها
حاسة إني عندي طاقة كبيرة ومتحمسة اوي وعايزة ابدأ دلوقتي
تمام انا جهزتلك Files لمجموعة من ال على مكتبك شوفي تحبي وتبدأي بإيه! والباقي يتوزع على الزملا هتلاقي في ال Files كل المطلوب و detailsكلها فيهم عيادات و كذا
ڤلا في التجمع والشيخ زايد بمساحات مختلفة و ياريت تشدي حيلك معايا علشان اسم شركتنا مترشح لشركة مقاولات كبيرة ولو وقع اختيارهم علينا هنستلم تجهيز الوحدات السكنية ودي بجد هتبقى نقلة كبيرة للشركة وبصراحة أنا متفائلة بيك جدا
ابتسمت رهف وردت بمكاتفة
يارب خير يا سارةمتقلقيش هتلاقيني شعلة نشاط
أنا متأكده من ده يا رهف أصلا أنا كان حلم حياتي من الكلية إني اشتغل معاك واتعلم منك بجد انت موهوبة جدا والشغل بيطلع من تحت ايدك تحفة مفيهوش غلطة
أطرقت اهدابها بخجل من إطرائها وقالت بخفة 
هبتدي أتغر يا سارة وصدقيني أنت اللي هتدفعي التمن
قهقهت سارة وقالت بخفة مماثلة
يا ستي اتغري براحتك وانا تحت أمرك ده انا مصدقت
ابتسمت رهفمن مجاملتها وبررت بإقتناع
على فكرة بهزر أنا كنت محتاجة الشغل جدا علشان يرجعلي ثقتي بنفسي و أسفة إني ماطلت في الرد على طلبك بس كان لازم ارتب شوية حاجات و اجيب مربيه كويسة للاولاد علشان ابقى مطمنة عليهم في غيابي أنت عارفة أن سعاد اجازتها قربت تخلص ومينفعش اعتمد عليها 
لتتنهد وتضيف بعرفان
والله ما عارفة من غيركم كنت هعمل ايه... أنت وسعاد وجوزك اللي اتولى القضية بجد مش عارفة اشكركم ازاي على وقفتكم جنبي
حانت من سارة بسمة صادقة بمحبة خالصة ثم همهمت وهي تربت على يدها المسنودة على المكتب
أحنا اخوات يا رهف ومفيش بينا فرق وبعدين أنا مبسوطة جدا أن تاني ورجعنا زي زمان
أبتسمت رهف بإمتنان لتتركها سارة تباشر عملها بينما هي كانت تشعر أن بقرارها ذلك استرجعت جزء من ذاتها التي فقدتها وفقدت شغف كل شيء معها بفضل ذلك الساخط الذي كانت دوما تبديه هو عن كل شيء يخصها.
كان ينتظر الصباح بفارغ الصبر بعدما يأس من محايلة النوم الذي جافاه فطوال الليل كان يقام بداخله حرب ضارية بين رغبة قلبه وبين تلك القيم الراسخة التي ربى عليها فحقا هي صعبت عليه الأمر كثيرا فكيف سيتقبل ذلك وهو يكاد يجن كلما هيأ له عقله أنها كانت مع شخص أخر غيره وتشاركه كل التفاصيل التي جمعته بها حقا كان حزين يشعر بالشتات لأبعد حد يود أن يمنح عقله هدنة رادعة كي يستطيع اتخاذ قرار صحيح فقد تحضر لعمله بملامح بائسة وخرج من غرفته قاصد المغادرة ولكن صوت شقيقته استوقفه حين صاحت بإسمه
حمود استنى
تنهد ونظر لها دون حديث بينما هي وربتت على كتفه قائلة
لسة بدري على شغلك استنى نفطر سوا انا حضرتلك الفطار المتين والشاي على الڼار
نفى برأسه وأجابها بعيون حزينة بائسة انهكها التفكير
مليش نفس يا شهد معلش سبيني
زفرت شهد وقالت بإصرار
أسمع انا سبتك أمبارح براحتك ومرضتش اضغط عليك لكن عليا النعمة لو ما فطرت معايا انا والبت لكون مقطعاك العمر كله
أغمض عينيه بقوة وترجاها قائلا
شهد أنا مخڼوق سبيني بالله عليك
هزت رأسها وسحبته من ذراعه هادرة بنبرة آمرة و هي تجلسه على طاولة الطعام قسرا وكأنه صغيرها
هتسمع الكلام وهتقعد تفطر أنت من أمبارح محطتش حاجة في بؤك أنا مش هستنى لما تقع من طولك
لتدس بفمه لقمة مغمسة بالجبن قائلة
كل الاكل ملوش دعوة بالزعل وبعدين ايه المشكلة يعني أنت قاهر نفسك ليه
تطلع لها وحانت منه بسمة باهتة وهو يلوك ما بفمه لتباغته هي وتدس بفمه بيضة مسلوقة دفعة واحدة قشرتها لتوها ليسعل وهو يجد صعوبة في مضغها وابتلاعها
كفاية يا شهد أيه اللي بتعمليه ده!
ربتت على ظهره بقوة كعادتها الغاشمة وفرغت له كوب ماء من الدورق الذي يعتلي المائدة وناولته إياه ليرتشف هو منه بضع رشفات ويقول متهربا
يخربيت هزار البوابين بتاعك ده كفاية شبعت...وسبيني بقى علشان متأخرش
مش هتتأخر ومش هتنزل غير وأنت فاطر الفطار التمام وحابس بالشاي كمان
كاد يعترض ولكنها أصرت بشدة مما جعله
53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 107 صفحات