الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي

انت في الصفحة 55 من 107 صفحات

موقع أيام نيوز

ينصاع لها بينما هي كانت تنتظر فرصة لتفاتحه بالأمر.
دخلت صغيرتها وجلست دون أن تلقي عليه تحية الصباح فقط جلست وربعت ذراعيها ونظرت له نظرات تحمل العتاب لذلك تسأل متوجسا
مالك يا مفعوصة على الصبح
مطت طمطم فمها وقالت معاتبة
زعلانة منك يا حمود ومش بكلمك علشان زعلت طنط ميرال وخلتها ټعيط وهي طيبة وانا بحبها...
أبتلع غصة بحلقه ونظر نظرة عابرة ل شهد كي تجيب بالنيابة عنه وبالفعل فعلت وقالت لصغيرتها
دي مواضيع كبار يا طمطم وعيب ندخل فيها...ويلا قومي ألبسي لبس المدرسة الأول قبل ما تفطري
دبت الصغيرة بقدمها الأرض و انصاعت لوالدتها بينما هو اسند أحد ذراعيه على الطاولة وأخذ يمسد جبهته وهو يشعر پألم رهيب يداهم رأسه ودون حديث كانت تعلم شهد ما يحتاجه لتحضر له حبة مسكنة وكوب ماء قائلة وهي تربت على كتفه
الصداع من التفكير يا قلب أختك...كفاية وارحم نفسك
زفر انفاسه دفعة واحدة وتناول من يدها كوب الماء يرتشف منه بعدما وضع الحبة داخل فمه
لتستأنف هي
أنا عارفة انك عاقل وعقلك كبير...البت بتحبك يا حمود وقطعت قلبي لما حكتلي على اللي حصل
سمعتها...
قالها بنفاذ صبر وهو يتذكر ذلك
الشعور القاټل النابع من شدة المقاومة الذي أنتابه بالأمس وهو يستمع لكل كلمة تفوهت بها.
واصلت شهد حديثها
البت بتحبك وبتقول أنها خبت عليك علشان خاڤت تخسرك
حانت منه بسمة مټألمة وأجابها بعيون تقطر بالحزن
حتى لو كانت قالتلي يا شهد أزاي كنت هتقبل ده ببساطة كده...ليمسد جبهته من جديد كي يخفف حدة الألم ويستأنف بخيبة أمل
أنا عمري ما كان ليا علاقات قبل كده...وكان نفسي البنت اللي أحبها أكون أنا أول راجل في حياتها...
ربتت شهد على ظهره و واسته
يا قلب أختك هي اعترفت أنها كانت طايشة وأنت اللي شكلتها من جديد
أنا كان عندي استعداد اتقبل أي حاجة إلا دي يا شهد انا كنت عارف أنها مستهترة قبلي ومنكرش انها اتغيرت بس مجاش في بالي أن كان واصل الاستهتار بيها لكده...صدقيني يا شهد مش سهل استوعب ده وأتخطاه بسهولة
بس أنت ملكش حق تعاتبها في اللي فات أنت ليك من وقت ما عرفتها...وبعدين انت راجل و قدرت تغيرها وهي البت من ساعتها تحت طوعك ومشوفتش عليها حاجة بالعكس دي مش بتكسرلك كلمة وطالعة بيك السما يا ولاا دي لما بتبصلك عنيها بطلع قلوب 
قالت آخر جملة وهي تنكزه بكتفه كي تشاكسه وتخرجه من الحالة التي هو عليها ولكنه لم يتأثر بل
نفى برأسه التي يسيطر عليها تلك الأفكار العرفية وقال بحمئة شديدة ودمائه الحامية تتدفق بعروقه
عارف انها بتحبني... وأنا كمان محبتش غيرها بس لمايوصل الموضوع انه يمس سمعتها والتشكيك في سلوكها يبقى من حقي يا شهد أنا راجل شرقي بسيط وعايش في مجتمع ما بيرحمش حد...
صدقيني صعب عليا انا كنت فاكر أن الفوارق الأجتماعية بينا هي العائق الوحيد بيني وبينها بس دلوقتي استوعبت أن في فوارق تانية عقلي مش هيعرف يتخطاها ولو بتحبي أخوك بلاش تفتحي الموضوع ده تاني معايا على الاقل دلوقتي
ذلك أخر ما نطق به قبل أن يغادر تاركها تنظر لآثاره بحزن وبتعاطف بين على تقاسيمها فلأول مرة ترى شقيقها على تلك الحالة فكان يتحدث بنبرة مټألمة تفيض بخيبة الأمل مما جعلها تستمع له وتكف عن الجدال وتقرر أنها ستتركه لحين يهدأ على الأخير وحينها ستحاول مرة أخرى ولكن بعدما يتغلب عليه لوعة قلبه دون مالكته فهي تعلم أن شقيقها يعشقها وسوف يتغلب على تلك القناعات بمفرده. 
أما عن صاحبة الفيروزتان التي انطفأت لمعتها من دونه فقد تحضرت لمذاكرة موادها ولكن صعب عليها الأمر فكلما ركزت نظراتها على الورق يترأى ذلك المشهد البغيض أمام عيناها ويذكرها كونها خسرته وعند تلك الفكرة تناولت هاتفها وهاتفت شهد لعلها تريح قلبها وما أن أتاها ردها قالت متلهفة
شهد كلمتيه
غاب ردها ثم أجابتها متلعثمة
هاااا...اه
شهد اتكلمي الله يخليك أنا حاسة إني بمۏت بالبطيء
أنا عيزاك تهدي شوية وتصبري كام يوم كده لغاية ما يهدى وبإذن الله خير
سألتها ميرال بضعف وبقلب مړتعب يخشى خسارته
قوليلي قالك ايه
اتاها تنهيدة شهدمن الجانب الآخر مما جعلها تتساءل من جديد متوجسة وبعيون غامت لتوها
يعني كرهني خلاص وصدق اللي اتقاله عني مش كده
لأ بس...أصل هو...
هو أيه يا شهد قولي
يوووه بقى اسمعي أنا مش هيأس وهتكلم معاه تاني بس عايزاك تجمدي وتسبيه كام يوم يهدىوأنت كمان استهدي بالله وركزي في امتحاناتك وبإذن الله خير
فرت دمعاتها وهي تجيبها بصوت مخټنق بسبب عبراتها
حاضر يا شهد بس علشان خاطري لو في جديد قوليلي وطمنيني عليه
حاضر من عيني هكلمك كل يوم و ربنا يصلح الحال
أغلقت الخط وارتمت على فراشها تبكي كمدا بسبب ما استشفته بنفسها فيبدو أن لعڼة التخلي مازالت تلاحقها. 
مش هتقوليلي ادخل يا خالتي
قالها حسن برأس منكس وهو يقف على أعتاب منزلها بعدما شجعته منار على ذلك وملئت رأسه بحديثها المسمۏم وحرضته فكان تأثيرها تأثير السحر عليه بعدما أوهمته أنها فقط من تحبه وټموت ړعبا عليه وعلى مصلحته.
تنهدت ثريا و دعته للدخول دون حفاوة كما كانت تفعل معه في سابق عهدها ليدخل هو ويجلس على مقعد قائلا
أنا عارف أنك زعلانة مني وجاي استسمحك ع
جلست ثريا بجواره ناطقة بعتاب
بعد أيه بعد اما معملتش اعتبار لحد ومشيت بدماغك
تأفف هو وقال بخزي من نفسه قبل أي شيء
بالله عليك يا خالتي متزوديش همي أنا اصلا مخڼوق وتعبان وربنا عالم بيا 
ضړبتثريا كف على آخر وأنبته
لازم تتخنق وتتعب بعد ما بعت الغالي واشتريت الرخيص بأغلى تمن يا ابن اختي
زفر بقوة ومرر يده بين خصلاته الفحمية وقال وهو مغيب متأثر بحديث الأخرى
وحتى لو غلطت مستهلش اللي حصل ولا أنها تبعني وتسبني بالسهولة دي...انا روحت اتأسفتلها واترجيتها وحاولت ادافع عن نفسي بس هي رفضت وبهدلتني ...وكأن مكفهاش انها خربت البيت و وقفت شغلي لأ كمان عايزة تسجني
تعلقت عيون ثريا به لثوان تستوعب ما تفوه به ثم قالت بفطنه
وده بقى الكلام اللي الحرباية التانية ملت بيه دماغك
أبتلع رمقه ودافع دون تفكير
منار مش حرباية دي الوحيدة اللي قلبها عليا واتنازلت و راحتلها
وحاولت تقنعها بس هي مصممة
شهقت ثريا وضړبت صدرها
يا لهوي وليها عين البجحة دي تروح لغاية عندها...صحيح يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته
منار خاېفة عليا وراحت علشان خاېفة اتحبس
التوى فمها يمنا ويسارا وڼهرته حازمة
هتفضل طول عمرك غبي و ودني يا ابن اختي كلمة توديك وكلمة تجيبك لغاية ما بقيت خايب الرجا 
سقطت كلماتها الچارحة عليه كدلو ماء بارد لينتفض قلبه حين قرع ضميره ويقول بعتاب ليس للشخص الصحيح وكأنه يترأى له صورة رهف امامه ويعاتبها
انا مش غبي...أنا ضايع ومتلخبط وحاسس أن حاجة كبيرة ومهمة اوي نقصاني لا عارف آكل ولا أشرب ولا أنام كل ما أفكر إني وصلتها أنها تكرهني للدرجة اللي تخليها عايزة تأذيني...أنا كنت مش بهون عليها ده لما كنت بكح بس كانت بتعمل مناحة وتفضل قاعدة فوق راسي معرفش جابت القسۏة دي منين وعايزة تحرمني منها بعد كل الحب و العشرة اللي بينا أنا لغاية دلوقتي مش مصدق ولا عارف هي اتغيرت كده أزاي دي بقت واحدة تانية أنا عمري ما عرفتها.
تنهدت ثريا بأسى وقالت في حسرة
كتر القسۏة يا ابني بتعلم الجفا وأنت اللي وصلتها لكده رهف مفيش احن من قلبها بس أنت مرحمتهاش بأي عين عايزها ترحمك ده انت كتير استقويت عليها وياما نصحناك بس أنت ولا كان في بالك وكنت ماشي بدماغك وروحت اتجوزت عليها بفلوسها ومهمكش كسرة نفسها
تناول علبة سجائره يشعل احدهم وينفث دخانها وقال بنبرة نادمة تقطر بالخزي
عارف يا خالتي وبعترف إني كنت غبي وحاولت كتير أدافع عن نفسي واعتذرلها بس هي راكبة دماغها ومصممة وطلعت قليلة الأصل وعايزة تسبني وتخرب بيتي
شهقت ثريا واستنكرت بدفاع قوي
والله ما حد قليل الأصل غيرك وتصدق حلال فيك... وبعدين غريبة قهرك اوي أنها عايزة تسيبك وطلبت الطلاق طب ما ده حقها زي ما كان حقك تتجوز عليها
أنا مغلطتش وده شرع ربنا لكن هي غلطت لما خدت الفلوس وسابت بيتها من الأول
اه قول بقى أن كل اللي حرقك انها رجعت فلوسها و ورثها اللي اهلها سبهولها وأنت استوليت عليه بكل قوة واستقدار دي يا واطي عمرها ما حسبتك ولا قالتلك رجعلي فلوسي وكانت مأمناك على روحها ومالها بس أنت طلعت خسيس واتنمردت على النعمة وكسرت قلبها
زمجر غاضبا ودس السېجارة بداخل المنفضة هادرا
ا كفاية أنا تعبت واعصابي مبقتش متحملة كلامك...أنت مفروض تبقي معايا
أنا مع الحق والحق بيقول أن حقها ورجعلها أما بقى طلاقها منك فهي حرة ومحدش يقدر يجبرها تعيش معاك بالعافية بعد عملتك السوده معاها
استطرد في عتاب وبملامح تملك منها اليأس بسبب عدم تعاطفها معه
يظهر إني غلطت لما جتلك وكنت فاكرك هتفهميني وتواسيني يا خالتي
تنهدت ثريا بأسى وقالت بنفس العتاب
وأنا كان نفسي تفوق يا ابن اختي قبل ما تخسرها وكان نفسي تعرف تصلح غلطك بس يظهر أنك مصمم ولسة ماشي بدماغك...ويظهر برضو أن الكلام مفيش منه فايدة وعلشان كده قول نواياك وقول جيت ليه وعايز مني ايه
رغم صعوبة شعور الخزي الذي يكنه لنفسه ورغم الندم الذي يعتريه ويؤرق مضجعه ورغم ايضا عدم استيعابه للأن أنها مقتته وخلفت ذلك الخواء بروحه قبل حياته إلا انه استرسل وهو مازال تحت تأثير سم كلمات منار التي بثتها بعقله
كلميها تتنازل عن جنحة الضړب وترجعلي جزء من الفلوس وانا مستعد اعملها كل اللي هي عايزاه طالما مصممة على الطلاق أنا كرامتي متسمحليش افرض نفسي عليها اكتر من كده ولا اتذللها... هطلقها وهديها كل حقوقها فلوسها انا اللي كبرتها وشغلتها وليا حق فيها انا خلاص خدت قراري بلاها محاكم وقضايا وخليها تعمل حساب للعشرة اللي كانت بينا
هزت ثريا رأسها بلافائدة واحتل الحزن تقاسيم وجهها فكانت تظن أنه سيموت قهرا لفقدانها ويسعى لإصلاح ذاته ويسعى خلفها من أجل اطفاله ولكنه حتى لم يذكرهم بحديثه وكيف يفعل وهناك افعى رقطاء تبث سمها بعقله وتجعل كل شيء يهون عليه فحقا اثبت لها انه مازال ساخط اناني لا يهمه شيء سوى مصلحته فقط لذلك أخبرته متهكمة وهي تضع يد على أخرى وتلوي فمها مستعيرة نفس حديثه
قليلة الأصل اللي مبتعملش حساب للعشرة اتنازلت عن الجنحة اللي كانت ضدك ولسة قافلة معايا من شوية ومبلغاني
انفرجت معالم وجهه وهب من موضعه بإندفاع وبكل تناقض الدنيا تساءل وكأن قلبه هو من ېصرخ بالسؤال لا هو
بجد يا خالتي واتنازلت عن قضية الطلاق كمان...
حانت من ثريا بسمة ماكرة اخفتها سريعا حين نفت برأسها وتشدقت كي تستفزه وتحرك
54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 107 صفحات