حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي
المملة مراتك تاخدك مني وتتسهولك لما تكلمها
احتدت بنيتاه القاتمة وهدر من بين اسنانه بنفاذ صبر وبآخر حيلة لديه
مش هكلمها هي ....هكلم يامن وهخليه يطمني على الولاد هاتي التليفون يا منار ومتعصبنيش اكتر من كده
زفرت بضيق من إصراره ولم تريد أن تعاند أكثر كي لا تفسد الأمر بأوله فرغم تخوفها من استعطاف رهف له إلا انها التي تجعله يرضخ لها ويصبح كالخاتم بإصبعها ولذلك وافقت قائلة بخبث
لتسير بضع خطوات ثم تفتح خزانة الملابس وتدس يدها بين طياتها تخرج هاتفه وتناوله إياه قائلة بوداعة لا تليق ابدا بها
كلم يامن ومتنساش تسلملي عليه وتقوله انا نفسي اتعرف عليه وعلى خالتك
تناوله من يدها بتلهف شديد وقام بفتحه
هاخد Shower وهستناك متتأخرش عليا يا سونة
ليكور قبضته بقوة ويضعها بين أسنانه كي يتحكم بزمام نفسه كي لا يفتضح غبائه أمام الآخرى وتشعر به ثم أغمض عينه وأخذ يهدأ نفسه ولكن من داخله يتوعد لها بأشد الوعيد حين عودته الذي قرر أن تكون فور إرسال يامن للمال في صباح الغد.
تنهيدات ونظرات هائمة كانوا يتبادلونها وهم يستندون على مقدمة سيارتها في المكان ذاته أعلى تلك الهضبة العالية التي تكشف
مسح على وجهه وقال وهو ينظر لما حل بالجو وكأنه فاق لتوه من غفوة قلبه
عجبك كده مش كنت روحتك احسن من الپهدلة دي
نفت برأسها واخبرته ببسمة واسعة وهي ترفع رأسها للسماء وتفرد ذراعيها ترحب بالمزيد
انا جيت هنا مخصوص علشان كده ...انا بحب المطر أوي يا محمد بحب ريحته وبحس براحة غريبة بعديه
أبتسم لتبريرها المرهف وقال
نفت برأسها وظلت تدور وتدور حول نفسها ببسمة واسعة واستمتاع غريب دغدغ حواسه وجعله يتأملها بنظرات والهة يردد بداخله
كم أود أن أشاركك صخبك وسعادتك الآن كم أود إطلاق العنان
لنفسي وأغدق دون حسبان ياليتني أستطيع أن
امنحك لحظات لا تليق سوى بك و أبوح لك بمعسول الكلام ولكن يوجد حديث يعجز عنه اللسان فأنا عاشق يعلم أن كافة أحلامه يستحيل تحقيقها ويجب أن تظل طي النسيان.
لا يعلم كم مر من الوقت وهو يتأملها ولكن ما يعلمه أن قلبه يهفو لها حد العناء
فقد تنهد بعمق ولعڼ تلك الحالة الغريبة التي أصبح عليها و تلك المشاعر التي لم يعد يستطيع التحكم بها وتعدت حدود عقله ومنطقه وكل ما نشأ عليه حين نزع سترته الحانية المفعمة بالاهتمام
عارف أن أنا أسعد واحدة في الدنيا اللحظة دي
غرق في بحر عينيها دون وعي وتمنى أن لن ينجو أبدا وهي تميل برأسها لتواجه وجهه أكثر حتى انفاسه واستأنفت بنبرة حالمة مفعمة بالسعادة غير عابئة بزخات المطر التي كانت تزف حديثها
علشان جمعت بين أكتر تلات حاجات بحبهم المكان ده والمطر وأنت يا محمد
زلزلت قاع قلبه بل عصفت به وجعلت ارادته وعزيمته للصمود ذهبت ادراج الرياح من وطأة تصريحها الخطېر له ورغم ان لسانه عجز عن الرد إلا أن بندقيتاه كانت تعصاه و تهيم بها وكأنها تود أن تمتعه بتلك اللحظة الفريدة المميزة فكانت عيناها تدعوه دعوة صريحة للبوح ولكن الأمر كان عليه ليس بيسير ابدا فمكنون قلبه بمثابة وعد صادق وهو لم يتعود أن يصدر وعود يستحيل أن يفي بها يأست من رده وكم شعرت بالإحباط حين تحمحم و أزاح برأسه قائلا بجدية شديدة وبصوت مرتبك
لازم نمشي الوقت اتأخر و المطر بيزيد
حانت منها بسمة باهتة بعدما اندثرت لمعة عيناها وهزت رأسها بطاعة ليسبقها لداخل السيارة ليحتل الحزن من جديد عيناها وهي تظن انه لم يبادلها مشاعرها غافلة كونه أصبح غارق بها ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك فنعم هي تعدت حواجز قلبه وحدود منطقه ولكن يستحيل أن يتخطى هو تلك الفجوة الطبقية بينهم.
رغم ذلك الفراغ الموحش الذي يخيم على قلبها ويكاد يبتلع روحها إلا انها كانت تقاوم كي تصمد وتستعيد عزيمتها وتقف في مواجهة مع ذاتها لتردع ذلك التشتت المريب الذي أحتل كافة تفكيرها وجعلها تستغرب ما يحل بها وحين أشتد الصراع بين ألم قلبها وهواجس عقلها انتصر من له سلطة كبرى عليها فقد اسعفها بتلك الذكريات الأليمة التي يحتفظ بها بين طياته منذ زمن بعيد ودعم ظهورها ذلك اليوم الممطر الحافل بتلك الأصوات المرعبة التي طالما ذكرتها بتلك الليلة المشؤومة حين توفت والدتها فكانت ترفع رأسها تنظر لعطاء السماء وهي تجلس على أرضية شرفتها الباردة دون أن تعير أن أطرافها تكاد تتجمد من برودة الجو بل كل ما كانت تعيره أهمية هو أن تعاند تأثير تلك الذكرى التي كلما راودتها سلبتها انفاسها وجعلت الرجفة تسيطر عليها وينتابها حالة من الهلع مثل تماما ما حدث معها في ذلك اليوم فكان كل شيء يمر أمام عيناها وكأنه حدث منذ قليل وليس من سنوات طويلة فإلي الأن تتذكر أدق التفاصيل بتلك الليلة الباردة التي لم تنعم بعدها بدفء ابدا
flash back
كانت ليلة ممطرة يلفحها الصقيع وصوت الرعد يتسلل إلى مسامعها أثناء نومها فزت هرعة من فراشها تفرك عيناها وتسير نحو غرفة والدتها بخطوات وئيدة وهي تأمل أن تدثرها وتنعمها بدفئها الذي لا يضاهيه شيء ولكن عندما وصلت إلى باب الغرفة الموارب قليلا استمعت لذلك الحوار المحتد بين أبويها
أنا تعبت منك ومش عارف أعمل ايه علشان اقنعك
قالها عادل بحدة وبنفاذ صبر جعل غالية ترد عليه بنبرة منفعلة شديدة الإصرار
عمري ما هقتنع يا عادل دي حياتي وانا حرة فيها
لأ مش حرة يا غالية ولو مرضتيش هجبرك وهيبقى ڠصب عنك ومش معنى اني وافقت
على رغبتك وسمعت كلامك يبقى كده عملتي اللي عليك تجاهي وتجاه بنتك
نفت غالية برأسها بعدم اقتناع وصړخت بهستيرية
اللي حصل ده كان علشانك أنت وعلشان اديك فرصة تعوض كل اللي معرفتش ادهولك أنا عارفة أني قصرت معاك وأنت صبرت معايا كتير بس ياريت كان بإيدي علشان خاطري يا عادل بلاش تضغط على اعصابي انا مش عايزة اتعذب أكتر من كده صدقني مش هقدر اتحمل اللي أنت بتطلبه مني ...
يووووووه انت تفكيرك غلط... وانا يأست من عنادك ولعلمك بقى لو فضلتي على إصرارك هخالف رغبتك وهقول لبنتك وساعتها بقى هخليها تعرف اد ايه امها ضعيفة وانانية ومبتفكرش غير في نفسها
قالها بنفاذ صبر وهو يغادر الغرفة ويترك المنزل بأكمله دون أن يلحظ كون نادين تنكمش في أحد الزوايا و وصلها كل ما دار بينهم.
نظرت نظرة معاتبة لأثر أبيها وكم شعرت بلاستياء حينها كونه يتشاجر مع والدتها ويحزنها ثم سارت خطوتين داخل الغرفة لتجد والدتها تجثو على ركبتيها بإنهزام تام وتبكي بكاء مرير جعل الدمع يتكون بعيناها أيضا ويتهدل من سودويتاها التي كانت مفعمة بالبراءة حين غمغمت بحزن
ماما
رفعت غالية رأسها المنكسة بضعف وكفكفت دمعاتها
انا
كويسة يا قلب ماما متعيطيش انا بس اعصابي تعبانة وبابا مصر يفرض عليا ال...
ابتلعت باقي حديثها بمرارة وصمتت وكأن شيء اقوى منها يمنعها عن الايضاح اكثر لتربت نادين على ذراعها بحركة حانية بريئة و پبكاء تشارك به بؤس والدتها حين استأنفت
هو مش قادر يفهم اني خاېفة ...خاېفة اوي ...خاېفة اتعذب يا نادين أنا اتعذبت كتيير اوي وكل يوم بستنى قدري يخبط على بابي كل يوم بنام وببقى خاېفة مصحاش سامحيني يا بنتي انا عارفة إنك اتظلمتي بأم زي بس أنا تعبت ....والله تعبت ومبقتش قادرة استنى اكتر من كده
كانت تتحدث ومع كل كلمة تتساقط دمعة حاړقة من عيناها التي ذبلت من شدة بكائها الواهن ورغم أن نادين لم تتفهم حديثها وماذا تقصد به إلا أنها كانت على دراية تامة أن والدتها ليست على ما يرام بتاتا وانها تمر بشيء يفوق قدراتها على التحمل ولذلك و قائلة ببراءة وبعيون تفيض بعبراتها وهي تمسح براحتها الصغيرة وجه والدتها
متزعليش يا ماما أنا بحبك ومش هزعلك وبلاش ټعيطي علشان انا بعيط زيك
زاد نحيب والدتها ولم يصدر منها شيء بعدها سوى تلك الكلمات التي ترجوها بها أن تسامحها وتغفر لها على شيء هي تجهله و لم تذكره والدتها قط وحين استيقظت صباح اليوم التالي علمت لم طلبت والدتها غفرانها.
فكان جسدها مسجي على ارضية الغرفة باستسلام غريب حين هرعت نادين لها متلهفة
ماما نايمة ليه على الأرض
لم يأتيها ردها بل كانت ساكنة لم يصدر منها شيء بتاتا لتغمغم هي من جديد بنبرة مرتعشة للغاية مغلفة بالقلق
ماما مش بتردي عليا ليه أنت زعلانة مني
ايضا لم يصدر منها شيء مما جعلها تهزها وتصيح بنبرة راجية
ماما قومي وردي عليا... أنت مش بتردي على نادو ليه...!!!!! ماااااااما...
كانت تهزمامها تستجدي ردها او صدور أي ردة فعل منها ولكن والدتها كانت شاحبة كقطعة ثلج ومتيبس لحد كبير وشفاهها تميل للزراق فكان رؤيتها هكذا أكبر بكثير من قوة احتمال طفلة بنفس عمرها لم تستوعب بعد