الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي

انت في الصفحة 20 من 107 صفحات

موقع أيام نيوز

جوزي
مهلا الأن تفهمت كل شيء فتلك هي زوجته الساذجة وقد تفهمت لم يتهرب منها ولذلك
أطلقت ضحكة صاخبة ثم أجابتها بكيد وهي تضع ساق على آخر 
مش محتاجة استغل الفرص يا مدام .....وبعدين جوزك هو اللي هيتجنن عليا ومش ذنبي أنك مش مالية عينه
نخرت الغيرة قلبها ولكنها تمالكت ذاتها وردت بتدني أغاظ الأخرى وجعلها تطلق شرار من عيناها 
لو مال ليك فهو معذور أصل الحاجة
الرخيصة بتبهر و بتزغلل العين لترفع سبابتها أمام نظراتها وتحذرها بجدية شديدة جعلت الآخرى تريد الفتك بها 
القرار راجع ليك...ابعدي عنه أحسنلك علشان اللي بتخططيله ده مش هيحصل... خليك عاقلة ووفري على نفسك الفضايح والجرص
فااااااهمة ولا اعيد تاني..... قالت تحذيرها الأخير وهي تعتدل في وقفتها وترشقها بنظرة قاټلة متوعدة من عيناها حتى انها غادرت دون ان تعطي فرصة للآخرى أن ترد
لتصرخ منار بغيظ وتتوعد لها 
يا أنا يا أنت يا رهف هانم
أما هي فبعد أن خرجت من مكتبها كادت تخور قدمها من شدة توترها ولذلك احتمت بأحد الأركان وأخذت تحاول أن تطلق زفرات متتالية كي تهدأ من روعها فيبدو أن قناع الشجاعة والقوة التي كانت تتقمصه سقط عنها وإن استعادت شيء من ثباتها هرولت للخارج وهي تحمد ربها أنها استطاعت أن تتخطى تلك اللحظة الحاسمة بحياتها
بحاول ابقى كويسة
كلمة مقتضبة ظهرت على شاشة هاتفه كإشعار مما جعله ينتفض مرة واحدة ويجذب الهاتف من يد الصغيرة متحججا 
يلا يا طمطم كفاية لعب انت وعدتيني تكتبي الواجب
نفت فاطمة برأسها واجابته بلماضة 
عايزة ألعب شوية كمان وبعدين عادي ما انت وعدتني من شهر توديني الملاهي ومودتنيش
زفر محمد بنفاذ صبر و وعدها من جديد كي يتخلص منها ويتفرغ لمحادثة تلك التي تحتل كافة تفكيره 
حقك عليا و وعد لو كتبتي الواجب هوديك بكرة
صفقت في حماس وقفزت على الفراش بسعادة عارمة ثم انصاعت له ليزفر هو براحة ويتطلع لهاتفه ليجدها مازالت متصلة ليراسلها على النحو التالي قائلا 
قلقت عليك وكنت متردد أكلمك
غاب ردها مما جعله يلعن تسرعه ولكن أتاه اخيرا مطمئننا 
ياريتك ما ترددت انا بجد محتاجة اتكلم مع حد
زفر براحة وباشر محادثتها بواسطة الكتابة 
وانا معاك وهسمعك للأخر و تأكدي أن وقت ما تحتاجيني هتلاقيني
انت جدع اوي يا محمد وبجد شكرا على كل حاجة
ابتسم بحبور من مدحها وكم شجعه ذلك أن يطالب ب إجابات صريحة لتلك التساؤلات برأسه ولكنه كعادته لم يشأ أن يضغط عليها خوفا أن تتخذ موضع هجوم ضده ولذلك لعڼ فضوله اللعېن نحوها وقرر أن يتركها تخبره ماتوده هي وبالفعل ذلك ما حدث و استرسلت بالحديث معه لساعات عدة دون أي شعور بالوقت وكم كان هو متفهم يستمع لها دون كلل يحاورها بعقلانية شديدة ويحفزها ان
تتخطى كل شيء وتبدأ من جديد وهو يشعر أن نخوته و وعده لها بالمساعدة هم الدافع وراء اهتمامه لا يعلم أن بمكان هناك بصدره يتورط بها رويدا رويدا
بينما هي كانت تشعر بأمتنان عظيم له كونه أنس وحدتها وكان وجوده يشبه لهيب شمعة انارت عتمتها غافلة أنها لن تدوم طويلا وستذوب قهرا من أجلها
عاد لشركته وهو يتعمد أن يلهي ذاته عنها ويتهرب من مواجهتها متحجج بإنشغاله ولكنها دخلت بثورتها قائلة 
اتفضل دي استقالتي أنا لا يمكن استنى في الشركة دي دقيقة واحدة بعد اللي حصل
أغمض عينه بقوة كي يهيأ ذاته كي يواجهها ولكن كيف الخلاص وهي تقف الآن أمامه بكامل اناقتها و تتخصر مما جعله يبتلع ريقه ويسألها بثبات بالكاد تمكن منه 
إيه اللي حصل
ألتقطت نظراته التي ارضتها وتقصعت أكثر بوقفتها قائلة بإنفعال 
انا عرفت ليه بتتهرب مني... يا سيدي لو عايز ترجع في كلامك مكنش ليه لازمة تبعتلي مراتك تبهدلني وتتهمني بالرخص
أندثرت نظراته وشحب وجهه وبرقت عينيه وهب واقفا يهمس بعدم استيعاب 
رهف...مستحيل!!
مستحيل ليه مش انت اللي باعتها
حل رابطة عنقه وهو يشعر أن الارض تميد به وقال بنظرات مهتزة بعدما تأكد أن شكوكه بمحلها 
ابعتها فين انت مچنونة انا معرفش انها عارفة اصلا ورغم إني شكيت بس عمري ما اتوقعت انها تجيلك هنا
ادعت الوداعة واسبلت عيناها بعتاب وقالت بنبرة مټألمة اجادتها 
ده كل اللي يهمك ....ومش هامك انها بهدلتني وسمعتني كلام زي الزفت بسببك لأ وكمان هددتني وعينها بعيني من غير ما تعمل اعتبار ليك
لتجهش بالبكاء وتقول وهي تنظر له نظرات تعرف تأثيرها عليه 
ترددك هو السبب لو كنت صارحتها من الأول مكنتش حطيتني في موقف زي ده
لتمسد جبهتها وتترنح وكأنها ستفقد وعيها مما جعله يهم إليها يدعمها بذراعيه فما كان منها غير أن تستند علىه وتسبل عيناها أكثر تدعي الوهن 
انا همشي من شركتك وهخرج من حياتك كلها وهدوس على قلبي...وياريت تنساني زي ما هحاول أنساك يا سونة
إلى هنا وقد ذهبت مقاومته أدراج الرياح فكيف لذكر مثله أن يصمد أمام أنثى منكسرة تحبه مثلها ليجد ذاته يضرب بكل شيء عرض الحائط ويقول وهو يتأكلها بعينه 
لا مش هقدر... صدقيني حاولت كتير أنساك وابعد عنك معرفتش ...
بس هي مش هتسبني في حالي دي هددتني
نفى مستنكر قولها واجابها بفكر عقيم وهو يمرر يده بين خصلاتها الشقراء 
متقدرش تعمل حاجة رهفأضعف من كده بكتير وطالما عرفت خلاص يبقى مبقاش في حاجة أخاف منها وڠصب عنها لازم تقبل
يبقى لو بتحبني تستعجل وتكتب عليا
اومأ لها كالمغيب تحت وطأة رغبته مما جعلها تبتسم وتصرح له بهمس للغاية 
بحبك يا
سونة ومقدرش اعيش من غيرك
لم يمهلها لقول المزيد فقد ..
كم كان الوقت يمر سريعا وهو برفقتها فقد احتسوا القهوة ثم سارو معا للكثير من الوقت حتى ألمتهم اقدامهم وقررو يستريحون على أحد المقاعد الرخامية على ضفاف النيل ورغم انه كان يأمل أن تتجاذب معه أطراف الحديث ولكنها لم تنبس ببنت شفة فقد كانت فقط شاردة وكأنها تفكر في معضلة عويصة تؤرقها وهو لم يريد أن يفرض حصاره عليها بالحديث بل فضل أن يمنحها مساحتها الخاصة ويكتفي كونه برفقتها دون جدل
أما هي كانت بعالم موازي مليء
بالتخبطات لا تعلم ما يحل بها فقط كل تعلمه أن بداخلها صخب يؤرقها وكم تتمنى أن تتخلص منه و تنعم بشيء من السکينة والأطمئنان لوهلة شعرت بفراغ بجانبها وإن كادت تبحث بعيناها عنه وجدته يقف على يبتاع تلك الحلوى التي تعشقها حانت منها بسمة حنين تحمل بين طياتها الكثير فكم ذكرها ذلك المشهد بطفولتها حين كانت تركض على البائع وتجبر والدتها ان تبتاعها لها وحين تنفذ رغبتها بالحصول على أكثر واحدة كانت ټحتضنها تنعمها بدفئها وتخبرها بحنو أنها ستؤذي اسنانها لكنها لم تقنع قط إلا أن خربت اسنانها بالفعل ولكن ليس بفضل دلال والدتها فقد كانت رحلت حين ذاك بل بفضله هو فكلما كان يغضبها ويريد مراضاتها يجلبها لها
انتشلها هو من دوامة ذكرياتها قائلا وهو يمد يده بلفافة وردية كبيرة هشة من الحلوى 
عارف انك بتحبي غزل البنات
تناوبت نظراتها المشتتة بين الحلوى وبينه وتناولتها من يده واخذت تنظر لها بعيون مسبلة تغيم بالذكريات تفهم هو ما أصابها ولكونه يعرفها عن ظهر قلب قال مواسيا وهو يربت على ظهرها 
عارف أنها وحشتك بس مفيش حاجة بأيدنا غير ندعيلها
كانت تطرق رأسها دون أن تعقب حتى أنه ظن انها لن تفعل ابدا وندم حين جلب لها تلك الحلوى التي يعلم بما ذكرتها لذلك وجد ذاته يعتذر وهو يرفع بأنامله خصلاتها التي تعيق رؤيته لوجهها بحركة حانية للغاية 
اسف مكنش قصدي أفكرك
نفت برأسها وهمست بنبرة تحمل بطياتها
الكثير من الألم 
عمري ما نسيت علشان تفكرني
تنهد بعمق وهو يلعن ذاته بسره وصمت كي لا يزيدها عليها بحديثه وبعد عدة ثوان همست هي 
فاكر زمان كنت لما بزعل وتحب تصالحني تجبهالي لغاية ما سناني كلها سوست بسببك
أبتسم بحنين لتلك الأيام وقال مشاكسا كي يستغل الأمر ويخفف عنها 
فاكر يا مغلباني كنت مطلعة عيني بتتلككي ليا دايما ولو قولتلك صباح الخير من غير قصد كنت وانا كنت كل مرة أجري اجبهالك من مصروفي علشان تصلحيني
استعادت رباط جأشها وحانت منها بسمة صادقة نابعة من قلب تلك الطفل ذاتها حين أخبرته 
أنت كنت رخم وبتاخد حاجتي
فاكر يوم عيد ميلادي و العروسة بتاعتى اللي حسنجبهالي عملت فيها ايه
ابتسم حين تذكر حنقه من أبن خالته المتلاعب حينها وتذكر فعلته الشنعاء بتلك الدمية المسكينة ولكنه أنكر قائلا ببراءة 
مش فاكر
وكزته هي بكتفه قائلة في غيظ 
لأ فاكر ...يومها صحيت من النوم لقيت العروسة مقصوص شعرها ومتشخبط على وشها وفستانها مقطع ومربوطة بحبل من رقبتها فوق سريري وانت قولتلي انها روح شريرة
أنفجر هو ضاحكا عندما تذكر كيف كانت مذعورة حينهاوظلت لأيام تجبر ابيها أن ينام برفقتها وهي مقتنعة تماما بحيلته
ميراكريم
وكزته مرة أخرى بكتفه ولم تستطيع منع نفسها من مشاركته ضحكاته قائلة بلا فائدة 
طول عمرك رخم
أجابها مشاكسا 
أنت اللي كنت مبتسمعيش الكلام اعملك ايه قولتلك بلاش تاخديها منه وإني جايبلك واحدة أحلى منها بس انت عاندتي ورمتي عروستي واخدتي بتاعته وطلعتيلي لسانك
كان يتحدث بعفوية تامة وحركات جسده متناغمة تماما مع بسمته البشوشة الهادئة التي تزين وجهه مما جعلها دون أي تعمد وجدت ذاتها تهيم به وتلك النبضة العاصية بقلبها يزداد وجيبها استكانت ملامحه حين ألتقط نظراتها ووجد ذاته يغوص بدفء عيناه بليل عيناها المشتتة وكم تمنى أن يرى بصيص أمل بداخلها ولكنه كان كالغريق الذي يظن أن نجاته تعتمد على المعافرة و قدرة تحمله على الصمود
دام ذلك التواصل البصري لعدة ثوان كانت كفيلة أن تجعل ذلك الصخب الذي يعتمرها يسكن ويهدأ تماما حتى انها وجدت ذاتها تصرح له دون أي تفكير مسبق 
تعرف إني مبقتش أخاف منك
حانت منه بسمة حالمة وأجابها بنبرة صادقة للغاية 
آسف لو اتعمدت اخوفك قبل كده كان غرضي أخليك بوجودي جنبك وتحسسيني إني الوحيد القادر على حمايتك
صدقيني ڠصب عني ببقى عايز أطمنك بعديها وأخبيك بين طيات روحي جنب قلبي وأحميك حتى من نسمات الهوا اللي بتعدي جنبك أنت الروح لروحي يا نادين و وجودك جنبي دليل على حياتي
كانت تستمع له بعيون لامعة وقد لامست كلماته الصادقة شغاف قلبها وزعزعزت قناعتها بكل براعة وحينها دق ناقوس الخطړ وأعلن عن بدء تلك الحړب الضارية بين قلبها وعقلها ولكنه لم يمهلها الوقت لذلك 
انتظر أن تتفوه بأي شيء من أجل أن تخلد تلك اللحظات بذاكرته ولكن طال صمتها مما جعله يهدر
بمشاكسة وهو يأخذ قطعة كبيرة من الحلوى ويدسها بفمها 
مش هتنطقي ولا ايه فين لسانك السبعة متر دلوقتي يا مغلباني
لملمت شتاتها وتناولت نفس عميق كي تحفز ذاتها ثم خرجت من بين يده مبتسمة بمكر وهي تستمتع بذوبان السكر بفمها قائلة وهي تتناول قطعة أخرى بتلذذ غير
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 107 صفحات