حكاية فارس
..
لا تعلم لماذا بدت صورة فارس أمام عينيها تتلاشى لتحل محلها صورة رامى الجالس بجانبها خلف عجلة القيادة .
.حانت منه ألتفاته إليها فرأى نظرات الحب التى لم يرها ابدا فى عينيها منذ أن عقد قرانها ..
فأوقف السياره جانبا وظل ينظر إليها بحب وشوق لتلك النظرة المطلة من عينيها ..فقالت
وقفت العربيه ليه يا رامى
اصل أنا معرفش أحب وأسوق فى نفس الوقت بصراحه
عاد فارس لمنزله فى اليوم التالى سريعا بعد صلاة الظهر ليلحق بميعاد الغذاء مع والدته حتى لا تأكل وحدها
وهو ما يزال مشدوها مما حدث يوم أمس فى المكتب ومما سمع من هذا الرجل ..
ربتت والدته على رأسه بحنان وهى تهم بالجلوس بجواره حول مائدة الطعام ...نظر لها بابتسامته العذبه فقالت
ما كادت أن تنهى عبارتها حتى سمعت طرقا على باب الشقة ..نهض فارس سريعا وأتجه ليفتح الباب
فوجد أم يحيى أمامه ويبدو عليها علامات العجلة والتوتر وقالت
أسفه والله يا استاذ فارس هى الست أم فارس موجوده
نادتها أم فارس من الداخل
تعالى يا أم يحيى أتفضلى
أفسح لها فارس المجال للدخول ولكنها أكتفت بأن تطل براسها وهى تقول
نهضت أم فارس واقتربت منها وهى تقول مستفهمة
خير مالها
أم يحيى لا ابدا حاجه بسيطه أنا هروح أطل عليها وارجع على طول ..ثم قالت بحرج
بس لو مكنش فيها رزاله مني ممكن بس لو مهرة نزلتلك تخليها عندك لحد ما ارجع
اصلها عليها واجبات كتير النهارده ومكنش ينفع اخدها معايا
هى لوحدها فوق ولا يحيى معاها
قالت بحرج
لا اصل يحيى عنده درس دلوقتى ومعاه زمايله فوق وأنا سبتها معاهم لحد ما ارجع
بس ممكن تضايق لوحدها ولا حاجه فلو نزلت معلش يعنى استحمليها لحد ما ارجع أنا مش هتأخر ان شاء الله ....
قاطعها فارس مرة اخرى وقال مؤنبا أياها
معقوله يا أم يحيى سايباها مع شباب لوحدها فوق وكمان المدرس اللى معاهم كده ينفع يعنى
شباب ايه بس يا استاذ فارس دول شوية عيال فى تانيه ثانوى وهى مقروضه زى ما انت عارف
وبعدين مفيش حد غريب ده يحيى معاه محمود أخو البشمهندس عمرو ومعاهم أتنين من زمايلهم فى المدرسه
رفع فارس حاجبيه وقال متهكما
شويه عيال والله انتى غلبانه يا ست أم يحيى
ده محمود ده بالذات عاكسها قدامى فى خطوبة عمرو وجيت أكلمه مهموش وعاد نفس الكلام قدامى
لو سمحتى أطلعى هاتيها دلوقتى ..أهى تقعد معانا لحد ما ترجعى
قالت ام يحيى وهى تهم بالرحيل
مينفعش والله ده انا يدوب ألحق اروح وارجع وبعدين دى مهرة هتشلنى على ما تلم كتابها وكراريسها وهتأخرنى
قالت أم فارس
خلاص روحى أنت وأنا هبقى أطلع أجيبها
أنصرفت أم يحيى سريعا وهبطت الدرج على عجلة منها وهمت أم فارس أن تغلق الباب ولكنه استوقفها قائلا
استنى يا ماما لما أطلع أجيبها الاول
أتغدى طيب وبعدين انا هبقى أطلع أجيبها
قال وهو يخرج من الباب ويتجه الى السلم
معلش يا ماما هجيبها الاول وأهى تتغدى معانا بالمره
طيب يابنى على راحتك
صعد فارس للطابق التالى لهم وطرق الباب ففتح له يحيى وابتسم عندما رآه قائلا
أبيه فارس أتفضل
دخل فارس وهو يضع ذراعه على كتفه بود قائلا
ها عامل ايه فى المذاكره
المستر لسه مجاش أتأخر النهارده وانا قاعد أهو بخلص الواجب اللى كان مديهولنا فى المدرسه
نظر فارس حوله وهو يحدثه فوجد الولدان الاخران يقلبان فى قنوات التلفاز ويتضاحان بشكل عشوائى
ويدفعون بعضهما البعض ومحمود يقف فى الشرفه يضايق مهره كالعاده
وهى تلعب بدميتها المفضله باربى هدية فارس لها....أشار له فارس بأتجاه محمود وقال پغضب
أزاى أمك تأمنك على أختك وسايب صاحبك واقف يكلمها كده ويضايقها
سمعت مهرة صوت فارس فأقبلت مسرعة باتجاهه ضاحكه بينما كان يحيى يقول
مانا
مخلى بالى منها يا ابيه هو انا عملت حاجه وبعدين يضايقها ايه دى تضايق بلد بحالها
زفر فارس بضيق وقال ليحيى
طب خلص الدرس بتاعك وبعدين هبقى اقعد أتكلم معاك فى الحكايه دى بعدين وافهمك
ثم ألتفت لمهرة قائلا
يالا روحى هاتى شنطتك والواجب بتاعك علشان تنزلى معايا
أخذها فارس وهبط بها لشقته ووجد والدته تعد لها صحنها التى تحب أن تأكل فيه فأبتسمت عندما رأتها بصحبته وقالت
أزيك
يا مهرة تعالى يالا علشان تاكلى معانا
ألتف ثلاثتهم حول المائدة وهو يقول
كويس أنى طلعت على طول
نظرت له والدته متسائله
فقال
بعدين هبقى اقولك ..وعايزك تبقى تفهمى مامتها علشان تخلى بالها منها أكتر من كده
بعد أنتهاء الغذاء أعد فارس الشاى ووضعهم امام والدته على الطاوله وأتكأت ومهرة امام كراساتها على الارض
وهى تحل بعض المسائل الحسابيه..فقالت لها أم فارس
يابنتى ما تقعدى على الترابيزة حد يذاكر وهو نايم على بطنه كده ..كده هتتعبى
قالت مهرة دون أن تنظر إليها مبعرفش اذاكر غير كده يا طنط
ألتفت فارس إلى والدته وقال
سيبيها