حكاية فارس
اذا كان ليه واسطه جامده
يا اما عم او خال او قريب وكيل نيابه وكمان مش اى وكيل نيابه ده لازم يبقى وكيل نيابه مرضى عنه يابنى
ألتفت اليه فارس پحده قائلا مرضى عنه من مين
نظر اليه الاستاذ حمدى قائلا يعنى مش عارف لازم يكون مرضى عليه من مين يا فارساللى هيصدق على قرار تعينه طبعاوأستدرك قائلا وانا يابنى لو كان مرضى عنى كنت اتوسطلك بس انت عارف انى طول عمري راجل دوغرى ومش تبع حد وهما عاوزين حد تباعهم علشان كده كانت وسطتى هتضرك مش هتنفعك
بدون ارادة منه وجدت العبرات طريقها لعينيه أخيرا فزفر زفرة ساخنة يائسه وقال بصوت متحشرج
قال الاستاذ حمدى وهو يتطلع للفراغ بحزن
كان عندى أمل يابنى كان عندى أمل مكنتش عاوز احبطك كنت فاكر ان ممكن حاجه تتغير لكن مع الاسف بالعكس ده الفساد بيزيد يوم عن يوم
ثم اردف قائلا تعرف أن أتعمل عليك تحريات فى مكان سكنكوكام من ضمن اسباب الرفض أنك ساكن فى مكان شعبى
توقفت الدموع دفعة واحده ونظر اليه مندهشا قائلا باستنكار
أبتسم الدكتور حمدى ابتسامه خلت من اى تعبير حتى من معنى السعاده وقال بتشاؤم
هو انت فاكر ان التعين بالكفاءه ده انت غلبان اوىوأستدرك قائلا
يالا يابنى قوم كده وأنسى كل حاجه وابدأ حياتك من جديد وايه حلم يضيع ووراه احلام تانيه كتير يمكن تكون افضل منه أنتبه لرسالة الماجيستير هتلاقى نفسك نسيت كل حاجه
أومأ الاستاذ حمدى وهو يربت على كتفه بعطف قائلا
طب خلاص روح أنت أرتاح ومتشلش هم
خرج فارس من حجرة الدكتور حمدى واجما يتحاشى النظر لزملاءه فى مكتبه وهو يجمع بعض أوراقه الخاصه وهم يتابعونه بنظراتهم المتسائله نهضت دنيا من خلف مكتبها وأتجهت اليه وعلامات التساؤل والفضول تشع من عينيها اقتربت منه متسائله
هز رأسه نفيا وهو يقول مفيش حاجه يا دنيا
دنيا بأصرار لاءشكلك فى حاجه
زفر بضيق وقال بعصبية بقولك
مفيشطوى أوراقه وهو يقول لما ارتاح شويه هبقى اكلمك فى التليفون سلام
وقفت تنظر اليه بدهشه وأتجهت لتعود لمكتبها ولكن نورا لم تنتظر أكثر من هذا
تبعته للخارج ولحقت به عند المصعد وقبل أن يستقله قائله أستنى يا أستاذ فارس
الدكتور قالك حاجه زعلتك
هز راسه نفيا لا يخلو من التعجب وقال متشكر على سؤالك يا استاذه محصلش حاجه انا بخير الحمد للهوكاد ان يفتح باب المصعد ولكنها استوقفته مرة أخرى قائلة
موضوع النيابه مش كده
كبرت دهشته ولكنها لم تغطى ألمه بعد فقال حانقا وهو يغادر عن أذنك
أخذ المصعد طريقه للهبوط وهو بداخله وظلت هى تتابعه ببصرها فى حيرة منه ومن أندفاعها هكذا وأخذت تلوم نفسها بشدة وهى مازالت واقفة فى مكانها فى شرود وصمت أخرجها منه صوت دنيا التى قالت بشك
هو فى ايه
ألتفتت نورا إليها بعدم انتباه ولكنها ما استعادت وعيها سريعا وقالت بلامبالاة وهى تعود أدراجها الى المكتب مرة أخرى
مفيش حاجه يا دنيا عن أذنك
تابعتها دنيا ببصرها وهى تضيق عينيها بارتياب وتنقل بصرها بين نورا والمصعد ولكنها سرعان ما نفضت عن عقلها تلك الافكار وعادت لعملها من جديد ولكنها لم تستطع ان تنفضها من قلبها
لم يشعر الى اين تأخذه قدميه ولكنه سار فى استسلام شديد لا يعلم كم قضى من ساعات ولكنه كان يمشى فقط فى اتجاه اللاشىء فقد الاحساس بالزمن وبمن يمر امامه وحوله وخلفه لا يسمع لشىء ولا يرى شىء
لم يرى الا نظرات والدته المکسورة وهى تستمع للخبر لم يسمع الا شهقات اصدقائه وجيرانه دهشة ولوعة عند معرفتهم بالخبرماذا سيقول لهمهل يقول لقد رفضونى من أجل حياتى بينكم وحبكم لى وحبى لكمماذا سيقول لصورة والده المحتفظ بها فى غرفته تنتظر النتيجه بفارغ الصبر
هل يقول له عفوا والدى لقد رفضونى لانهم لا ينظرون
للكفاءه هل يقول لقد رفضونى لانك يا والدى لست قاضيا أو ومستشارا أو وكيل نيابه أو أنك ليس لك أخ أو قريب مواليا لهم يتوسط لى عندهم
وجد نفسه عائدا لمنزله كيف ومتى لا يعلم ولكن من الواضح ان قدميه قد حفظت الطريق عن ظهر قلب فأشفقت عليه وحملته الى بيته بدون توجيه منه
كان الوقت قد تعدى منتصف الليل فحمد الله أن الجميع نيام ولم يراه أحد وقرأ ما كتب