الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية فارس

انت في الصفحة 135 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


أن ما بنى على باطل فهو باطل ولو العقد ده عقد ربا يبقى باطل 
ويبقى الاتفاق بينهم باطل برضه الكلام ده لو العقد ده بيوافق شرع ربنا لكن لو يخالفه ميبقاش شريعة المتعاقدين ولا حاجه
أما بقى بالنسبة لحكاية أن البنك بيسلف بالفوايد ومين قال ان فوايد البنوك دى مش ربا أصلا 
ده بغض النظر عن

انك مش بنك ولا حاجه أنت جار بيسلف جاره

طرق الباب فقال بلال 
أتفضل
دخل عامر ومعه ولده مينا ومد يده يصافح ابو يحيى الذى صافحه ببرود وجلسا بجواره 
فقال ابو مهرة متبرما وفوايد البنوك بقى مالها ما كل الناس بتاخدها دى تجارة البنك بيتاجر بيها وبيردهالنا بفوايدها
قال بلال بهدوء شارحا كلامه ببساطة
هو أنت يا عم ابو يحيى لما بتاجر بفلوس مش الفلوس دى بتبقى ممكن تكسب وممكن تخسر
قال على الفور 
ايوا صح
تابع بلال حديثه 
بالظبط كده هو ده الفرق بين القرض والتجاره .. القرض يعنى تشترط فايده ثابتة على اللى بتسلفه او اللى بتستلف منه يبقى ده قرض بربا ... لكن التجاره معناه مكسب وخساره يعنى ممكن يطلعلك مكسب وممكن فى شهر تكسب بسيط وشهر تانى تكسب مبلغ كبير واللى بعده اقل مثلا وهكذا هى دى بقى التجاره وعلشان كده ربنا سبحانه وتعالى لما الناس خلطت الربا بالتجاره قال وأحل الله البيع وحرم الربا 
ثم مال للأم وقال بأهتمام 
ده غير اننا منعرفش هما بيتاجروا فى ايه اصلا ياعم ابو يحيى والله اعلم بيبيعوا ايه وبيشتروا ايه
أطرق ابو يحيى براسه وقال بخفوت 
انا مكنتش اعرف كده أنا فاكر أنها حاجه عادية وتجارة
ربت بلال على ساقه وقال بصدق 
انا عارف انك مكنتش تعرف بس اديك عرفت الزعل ليه بقى 
قال ابو يحيى متبرما 
بس برضه مكنش يصح ينصفه على حسابى ده انا حماه وهو ...
بتر كلمته فى الحال كان سيقول أنه نصرانى فهمها بلال ونظر له عامر ومينا بضيق فقال بلال على الفور 
بس فارس معملش حاجه غريبة فارس عمل زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام عمل بالظبط .. 
عقد ابو يحيى جبينه بينما أنتبهت حواس عامر وولده مينا
وبلال يقول 
فى واحد راح للرسول عليه الصلاة والسلام وقاله ان فى دقيق أتسرق منه وأنه تتبع اثره فوجد الاثار موديه على بيت يهودى ولما شافوا بيت اليهودى فعلا لقوا فعلا اثار الدقيق من بيت الراجل صاحب الدقيق لحد بيت اليهودى وكان ده دليل قوى ضد اليهودى لكن الحقيقه ان اليهودى مكنش هو اللى سرق وان واحد تانى مسلم هو السارق الحقيقى وانه خبى الدقيق عند اليهودى لما حس انه هيتكشف ...
ساعتها تنزل الوحى على النبى عليه الصلاة والسلام بالايه الكريمه
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما 105 واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما 106 ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما إلى قوله تعالى ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما 111 ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا
اآيه دى يا عم ابو يحيى كانت آيه تبرئة اليهودى ... كان ممكن الرسول عليه الصلاة والسلام يسكته ويقول خلاص بقى ماهو يهودى يعنى معقوله أطلع اليهودى شريف والمسلم حرامى ... 
لكن لاء الرسول عليه الصلاة والسلام أنتصر لليهودى وبرأه وأدان المسلم اللى سرق فعلا.. هو ده الإسلام وهو ده شرع ربنا اللى الناس خاېفه منه وبيقولوا مينفعش نحكم بيه ...
لم يصدق فارس نفسه وهو يدخل المدرج فى الكلية ليجد مهرة جالسة امامه فى اول بنش تنظر له وتبتسم ابتسامة واسعة ...
تعلق بصره بها فى دهشة وألقى محاضرته بسرعة وبمجرد ان انتهى اشار لها بعينيه ان تلحقة .. جمعت مهرة أشيائها وخرجت مسرعة فى فرحة غامرة أخذها للخارج وهو يقول بلهفة 
أحكيلى الله حصل بقى وبالراحه كده
قالت بسعادة 
بابا رجع امبارح من عند الدكتور بلال وقال لمراته تمشى وترجع بيتها وراح جاب ماما ويحيى رجع البيت وقعد اتكلم معايا وهو مكسوف من اللى عمله وكان عاوز يتأسفلك بس محرج .. 
تنهد بقوة وهو يقول بفرحة 
بركاتك يا دكتور بلال
ضحكت مهرة وشرعت فى التوجه إلى المدرج مرة اخرى وهى تقول 
سبنى بقى كفايه عليك كده
جذبها من يدها قائلا بابتسامة سعيدة 
لاء احنا هنتغدى مع بعض بالمناسبة الحلوة دى 
رفعت حاجبيها وقالت معترضة لاء طبعا مش موافقه أنت مبذر اوى على فكره
قال بحنان وهو ينظر فى عينيها محاولا التأثير عليها قائلا
طب لو قلتلك علشان خاطرى نفسى اقعد معاكى شويه
نجحت خطته فقالت على الفور وقد أحمرت وجنتيها 
موافقة بس نقعد فى حته فيها بحر
عقد حاجبيه وهو يقول مداعبا 
دلوقتى بتتشرطى مش لسه كنتى بتقولى لاء من شويه 
عقدت ذراعيها امام صدرها متبرمة وهى تقول بمرح طفولى 
خلاص مش عاوزه منك حاجه
ضحك وهو يجذبها من يدها ليخرج بها خارج الجامعة ليجلسا وحدهما مرة أخرى
 

134  135  136 

انت في الصفحة 135 من 138 صفحات