قصة جنتي علي الارض
الصبي لها برأسه.
قالت جنه و أنا كمان كده ينفع انا و انت نبقى صحاب .
ابتسم لها فقالت أنا اسمي جنه و انت يا بطل اسمك ايه
نظر الصبي إلى الأرض ثم عاد بنظره إليها و قال الست بتقولي يله و العيال محمد .
انفطر قلب جنه أكثر عند سماعها إجابته و سألت برقه الست ..تقصد مامتك
هز الصبي رأسه بالنفي و قال هي بتقول إنها أمهم و بس .
آنسه جنه آنسه جنه
انتي لسه هنا
ظهر الخۏف على وجهه فور سماعه صوت الساعي قالت جنه مطمئنه ده عمو فريد و هو طيب خالص .
و لكن لم تنجح محاولتها في طمأنته ثوان و كان خارج المكتبه .
قالت جنه للساعي على الفور أنا مروحه تقدر تقفل المكتبه يا عم فريد .
حملت حقيبتها و غادرت المكتبه وقفت على البوابه تنظر يمينا و يسارا تبحث عنه وجدته يسير بالقرب من كشك الصحف و من ثم دخل في أحد الشوارع الفرعيه .
و لكن يبدو أن نداءها أتى بنتيجه عكسيه فلقد أسرع بالعدو هاربا منها لم تجد جنه بدا سوى بالعدو خلفه و استمرت تتبعه من شارع لشارع تلهث و قد انقطعت أنفاسها و إذ بيد أحدهم تجثم على كتفها و صوت غاضب يقول انتي اټجننتي !!!
قالت سماح خير ...
في ست كبيره جت من حوالي نص ساعه و عايزه تقابلك .
مقلتش اسمها ايه
بتقول الحاجه رقيه .
هي فين
في مكتب المشرفه .
طرقت سماح الباب و دخلت حيتها المشرفه و استأذنت تاركه المجال لها للحديث مع تلك المرأه .
مدت سماح يدها و قالت ازيك يا حاجه رقيه
الحمد لله ازيك انتي يا بنتي !
الحمد لله ..خير كنت عاوزاني فايه
ابتسمت الحاجه رقيه و قالت الظاهر انتي مش عارفاني ... أنا أم عبدالله .
زفرت سماح بقلق فهي بالتأكيد غير مستعده للحديث الذي ستجريه معها أم عبدالله .
هو الذي ظل لحوالي الساعه قابعا في سيارته أمام المكتبه مترددا هل يدخل و يحادثها أم عليه فقط أن يتبعها ليرى إن كانت حقا ستذهب إلى قسم الشرطه .
ساعه كامله قضاها حائرا ليجدها تخرج من المكتبه كالتائهه تلتفت يمينا و يسارا ثم و كأنها وجدت ضالتها لتنطلق مهروله بسرعه و عندما اختفت في ذلك الشارع الفرعي جن عقله ترجل من سيارته و لم يجد بدا سوى اللحاق بها للاطمئنان عليها .
رد إياد بعصبيه خفتي مني لكن مخفتيش و انتي بتجري من شارع لشارع متعرفيش حتى رايحه فين
قالت جنه بصوت متقطع من آثار العدو مين قالك معرفش رايحه فين
رمقها إياد بنظره مليئه بالسخريه و قال طيب يا شاطره احنا فين دلوقت
نظرت جنه حولها ثم قالت هنكون فين يعني في الشارع .
و تابعت قائله هو انت كنت ماشي ورايا
أجابها إياد أنا اللي أسأل مش انتي ايه اللي خلاكي تخرجي زي المجنونه و تجري كده من شارع لشارع
تنهدت جنه و قالت اسمع يابشمهندس زي
ما قلت كنت بجري من شارع لشارع فأنا تعبانه و مجهده و مليش خلق أكمل التحقيق ده .
ثم ثبتت حقيبتها على كتفها و قالت عن اذنك .
جذبها إياد من مرفقها و أعادها إلى مكانها السابق في مواجهته و قال ما هو انتي مش هتزحزحي من مكانك ده الا ما أعرف كنتي رايحه فين
أحست جنه بالدوار و شيئا فشيئا تباطتء دقات قلبها فركت عينيها عل هذا يخفف من شعورها بعدم الاتزان .
و لكن دون جدوى ليأتيها صوت إياد كمان ده سر زي عنوان أهلك !
قالت جنه متوسله إياد ..أرجوك بجد مش قادره .
كانت تلك المره الأولى التي يسمعها تنطق باسمه مما أثار قلقه هل هي متعبه حقا أم تحاول فقط التهرب منه
لم تدم حيرته طويلا فلقد ترنحت أمامه و لولا أن أسندها في اللحظه الأخيره لسقطت ارضا .
قالت ووجها ملتصق في صدره مش قادره آخد نفس حاسه إني هاموت .
أبعدها إياد قليلا عنه حتى يتفرس في وجهها و قال بصوت هادىء لا يعكس القلق الذي اعتراه أنا هآخدك دلوقتي و نروح المستشفى تقدري..
لم يكمل طلبه فلقد شاهدها تغيب عن الوعي أمام عينيه.
حملها و عدى راجيا الماره إيقاف سيارة أجره لينقلها إلى أقرب مشفى .
الفصل الثاني عشر.
لقد عاد من يعجز الكل أمامه
عشر دقائق تلك هي المده التي استغرقها سائق الأجره لإيصالهم إلى المشفى عشر دقائق مرت و كأنها عشر عقود عشر عقود من الړعب و القلق على سلامتها جلس في سيارة الأجره ينظر إلى ذلك الوجه الملائكي و الجسد النحيل يتآكل قلبه من قلة حيلته تمنى لو بمقدوره مساعدتها و لكن فشلت جميع محاولاته بإيقاظها .
فور توقف سيارة الأجره حملها و هرول مسرعا إلى داخل المشفى صارخا يطلب الإسعاف الفوري تقدمت منه إحدى الممرضات
و قالت اهدى أرجوك و حالا هيجي الدكتور .
حضر المسعفون و تم نقلها إلى إحدى الغرف المجاوره صړخ إياد أنا لازم ادخل معاكو عايز اطمن عليها وقفت الممرضه أمام الباب و قالت آمره ممنوع حضرتك اتفضل في الاستراحه و أنا أول بأول هاطمنك عليها .
داخل غرفة الطوارىء
قال الطبيب الشاب نبض القلب منخفض جدا لازم نعمل انعاش .
قالت جنه هو أنا ليه مش قادره افتح شكله رجع تاني ليه يا قلبي ليه دلوقتي !
ثم شهقت .. بلاش الصاعق .
ثوان بعد تلقيها الصدمه أحست بعودة دقات قلبها كما اعتادتها و تدريجيا اختفت الآم الصدر التي كانت تحس بها و لكنها ما زالت متعبه لا بأس ستبقى مغمضة العينين قليلا حتى تحصل على قسط من الراحه.
حاول إياد اعتراض طريق المسعفين عندما أخرجوا جنه على النقاله أراد أن يطمئن عليها و لكن أوقفه الطبيب قائلا حضرتك جاي مع المريضه
أجاب إياد أيوه أنا أخوها طمني يا دكتور هي كويسه
أجابه الطبيب مخبيش عليك هي عندها بدايه سكته قلبيه لكن احنا لحقناها و قدرنا نرجع نبض القلب لطبيعته مره تانيه .
تراجع إياد و جلس على المقعد فلم تقدر قدماه على حمله بعد تلقي ذلك النبأ و قال يعني ايه سكته قلبيه دي لسه طفله و السكته دي احتمال ترجع تاني احتمال تموتها ....
كان إياد يهذي باحتمال تلو الآخر مما اضطر الطبيب إلى الصياح في وجهه و قال اهدا يا أستاذ لسه في فحوصات كتير لازم تتعمل عشان نتأكد هل القلب سليم و لو في مشكله كل شيء و له علاج بلاش تستبق الأحداث و تتوقع الأسوء خلي أملك في الله كبير و أحب اطمنك إن قلبها استجاب بسرعه للانعاش و في ثانيه رجع لمعدله الطبيعي و دي إشاره كويسه .
قال إياد متوسلا أنا لازم اشوفها و اطمن عليها .
أجابه الطبيب نظرا لحالتك أنا هخليهم يسمحولك تشوفها بس الأول لازم يتعملها بعض
الاجراءات و عشر دقايق و تقدر تدخل تشوفها .
طلبت الممرضه داخل غرفة العنايه المركزه من إياد أن يلتزم الصمت .
ثم أضافت بصوت آمر خمس دقايق و بس .
أومأ إياد برأسه موافقا ثم تقدم من السرير الذي ترقد عليه جنه و جلس على المقعد المجاور أراد أن يمسك بيدها ليتأكد من عودة نبضها لطبيعته كما قال الطبيب و لكنه لم يستطع فحسب تعليمات الطبيب ممنوع اللمس أو الكلام .
سمعها تتمتم لازم الاقيه حرام ...هتحرقه تاني .
همس إياد جنه أراد أن يفيقها لينتهي هذا الکابوس الذي تمر به .
أعاد نداءه هامسا مره أخرى جنه مټخافيش ده كابوس .
شاهدها تدير رأسها ببطء ناحيته ثم فتحت عينيها لتعود و تغلقها و تمتمت إياد أخويا الأمير ثم أضافت بأسى بس للأسف طلع أمير شرير .
ابتسم إياد رغما عنه فمصطلحاتها الطفوليه أسعدته و همس قائلا حمدالله على السلامه يا أميرتي الصغيره .
لم ترد جنه فيبدو أنها في حالة من اللاوعي دخلت الممرضه و أشارت بأن عليه الخروج فقد مضت أكثر
من خمس دقايق .
نهض من مقعده و نظر إلى جنه ثم انحنى و قبل جبينها هامسا لازم تخفي بسرعه عشان أخوكي الأمير يرجع طيب زي ما كان .
جلست سماح تصغي إلى حديث الحاجه رقيه أم عبدالله تاره تعلق و تاره تبتسم لدعابة المرأه التي تفوق الستين عاما و ذات الوجه البشوش و تمنت للحظات لو أن باستطاعتها أن تكون مثل باقي الفتيات عندما تأتي والدة أحدهم لخطبتها تمنت لو أن قلبها تتخالجه تلك الأحاسيس التي تسمع عنها من غبطه و قلق و بهجه و توتر في آن واحد .
قالت رقيه من زمان و أنا نفسي أقابلك من كتر ما عبدالله حكالي عنك بس هو كان بيقولي أما الظروف تسمح .
ردت سماح بهدوء حضرتك تقدري تشرفي في أي وقت .
قالت رقيه ضاحكه ما خلاص بكره هتبقي زي بنتي تمام .
قالت سماح بأسى رينا يخليكي يا طنط .
قالت رقيه بصوت ينم عن الجديه معلش يا بنتي أنا رغيت كتير و لسه متكلمتش فالموضوع اللي عبدالله بعتني عشانه .
تنهدت سماح و قالت خير يا طنط .
قالت رقيه بفرح خير و كل خير عبدالله ابني و نور عيني قالي يا ريت تزوري الآنسه سماح و تاخدي عنوان أهلها عشان نيجي نزوركم و نطلب إيدك من أهلك .
تنحنحت سماح و قالت بس الاول في حاجه عايزه أصححها .
قالت رقيه باستغراب حاجه ايه اللي تصححيها يا بنتي
أجابت سماح بضيق أنا مش آنسه .
ضحكت رقيه و قالت مش آنسه ازاي يعني
أمضى إياد الساعتين المنصرمتين أمام غرفة العنايه المركزه ينتظر الطبيب ريثما ينتهي من الفحوصات الضروريه لمعرفة ما العله الموجوده بقلب جنه .
حضرت الممرضه و قالت تقدر تفضل في غرفة الدكتور نتيجة الفحوصات ظهرت و إن شاء الله تطمن عليها .
شكرها إياد و توجه إلى غرفة الطبيب طرق الباب و من ثم دخل .
قال الطبيب تفضل استريح حضرتك .
سأل إياد بقلق طمني يا دكتور جنه هتبقي كويسه مش كده