حكاية حياتي ملكك
مؤخرا ..
وانا مالي ..! بتقولي الكلام ده ليه ..!
قالتها بتوتر وهي تلملم شعرها ليرد بضيق
حضرتك مراتي وبقولك كده عشان تجهزي نفسك وتحضري الحفلة ..
قالت بسرعة
لا لا .. انا مليش فجو الحفلات ده .. انسى اني احضر ..
رد بقوة
مفيش حاجة اسمها مليش فجو الحفلات .. هتحضري ڠصبا عنك .. اقول للناس ايه .! مراتي اللي متجوزها من يومين رفضت تجي معايا الحفلة اللي انا عاملها ..
بس ..
قاطعها بحسم
قلت هتجي يعني هتجي ..
ثم سحب شعرها مرة اخرى وقال
وشعرك ده سيبي على حريته كده .. بلاش تلميه ورا مرة تانيه ..
ثم رحل وتركها تتطالع اثره بإندهاش ..
انتهت ملك اخيرا من قراءة روايتها الجديدة والتي كانت رومانسية كالعادة ..
اغلقت الكتاب وهي تبتسم بحالمية .. كم تعشق الروايات العاطفية وقصص الحب فيها وكم تتمنى ان تعيش قصة حب مشابهة ..
تذكرت تفاصيل الرواية وحب البطل العميق للبطلة وتضحيته لأجلها والنهاية التي جمعتهما سويا وأثمرت عن فتاة صغيرة تشبه والدتها ..
تنهدت بصوت مسموع وهي تدعو ربها ان تعيش تلك المشاعر وتنجب الكثير من الاطفال من الرجل الذي تحبه فهي تعشق الاطفال عموما ..
افاقت من افكارها على صوت الباب يفتح فتنهدت بضيق وهي تفكر ان جاسر قد جاء وسوف يتعكر مزاجها ..
الټفت لها وقال
بغير هدومي ..
نهضت من مكانها واقتربت منه وهي تقول بغيظ
هنا .. ! مش تراعي انوا فيه بنت معاك فالإوضة ..
رد جاسر قاصدا استفزازها
بنت ..! هي فين دي ..! اذا كنتي بتتكلمي عن نفسك فأنا شاكك انك بنت اصلا ..
نظرت له بضيق وقالت
لو فاكر انوا كلامك هيجرحني تبقى غلطان .. انا واثقة بنفسي وميهمنيش كلام حد خاصة واحد زيك ..
رمقها بنظرات مستخفة وقال
بجد ..!
أومأت برأسها وأكملت
ايوه
.. وياريت تتفضل تغير هدومك فالحمام ..
قال ببساطة
مانت قبل شوية وغيرتي هنا .. وانا سبتك عادي عشان عارف اني مش هتأثر بيكي .. انت مش عايزاني اغير هنا ليه ..!
خاېفة تتأثري وتنجذبي ليا ..!
احمرت وجنتاها خجلا من وقاحته وقالت
الزم حدودك .. انجذب لمين ..! انت كلك على بعضك مش هاممني .. ولو كنت اخر راجل مش هنجذب ليك .. كل الحكاية اني بنت وبتكسف اشوفك بتقلع قدامي كده .. وده كسوف عام من اي راجل مش منك تحديدا ..
قاطعها بملل
خلاص خلاص .. انت هترغي كتير ولا ايه ..! هروح اغير جوه وأمري لله .. يعني الواحد قاعد فإوضته ومش واخد راحته ..
قالت بسرعة
سيبلي الاوضة .. اقولك فيه مليون اوضه تقدر تقعد فيها
الفترة دي .. ولو عاوز انا اروح اوضة تانيه ..
لا طبعا .. عايزة الناس هنا يقولوا عليا ايه لما يشوفوا مراتي بتبات فإوضة تانية ..!
قالت بسخرية
الناس .. الناس .. هو ده كل اللي هامك ..!
رد ببرود
اه طبعا .. امال انت اللي هتهميني ..!
ثم اتجه نحو الخزانة وسحب بيجامته واتجه نحو الحمام ليرتديها بينما اتجهت هي نحو السرير وتمددت عليه وتدثرت جيدا بالغطاء .. اغمضت عينيها بنية النوم لتتفاجئ بعد لحظات به ينام بجوارها فإنتفضت من مكانها وهي تهتف بجزع
انت بتعمل ايه ..!
اعتدل في جلسته وقال
مالك ..! هكون بعمل ايه ..! هنام طبعا ..
صاحت به
هنا ..! جمبي ..!
رد ببرود
اه هنا .. عند حضرتك مانع ..!
قالت معترضة
اه عندي .. انت تتفضل تنام عالكنبة ..
قال بهدوء
لا يا قلبي .. لو عاوزة انت تنامي عالكنبة نامي إننا انا مستحيل انام غير على السرير ..
نظرت الى الكنبة بضيق وعادت ببصرها نحوه وهي تقول بوداعة
هو يصح كده يا استاذ جاسر .. يعني تسيبني انا بنت انام على الكنبة وحضرتك تاخذ السرير لوحدك ..
تطلع جاسر اليها بدهشة قبل ان ينفجر ضاحكا بشدة .. توقف عن ضحكاته وهو يلاحظ وجهها الذي يكاد ينفجر من الغيظ ليقول
استاذ جاسر .. من امتى الادب ده ..! ثانيا انت اللي مش عايزة تنامي جمبي يبقى تتنيلي وتنامي عالكنبة ..
ردت بتلعثم
مهو ميصحش ننام جمب بعض .. انت ناسي انوا جوازنا كده وكده ..
رد جاسر بنفاذ صبر
بصي يا حلوة انا عايز انام لانوا بكره ورايا شغل كتير .. فاتنيلي ونامي وخلصيني .. انا مش فايق لشغل العيال بتاعك ..
صړخت به پغضب
انت بتتكلم كده ليه ..! متتكلم بإسلوب احسن من كده ..
اغمض جاسر عينيه للحظات محاولا ضبط انفاسه كي لا ينفجر في وجهها في هذا الوقت المتأخر من الليل ثم فتحها وقال
يا بنت الناس اقصري الشړ واتخمدي .. متخلينيش اتغابى عليك ..
مش هنام ..
قالتها بعناد لتجده يجذبها من رأسه ويضعه على المخده ويدثرها بالغطاء وهو يهتف بها بصوت قوي
نامي بقى .. كان يوم اسود يوم ما فكرت اتجوزت .. ادي اخرة اللي يتجوز عيلة ..
دفعت يده بعيدا عنها ونهضت من مكانها ووقفت على السرير ليظهر طولها كاملا امامه ثم قالت
احترم نفسك لو سمحت .. انا مش عيلة .. انا عندي 19 سنة وقريب هبقى عشرين .. مش ذنبي اني اتجوزت واحد قد ابويا ..
قال جاسر بسخرية
طب كويس معترفة انك طفلة وقد بنتي ..
لا يا حبيبي مش انا اللي طفلة .. حضرتك اللي عجوز .. يا ترى انت عندك كام سنة ..! اممم اظن انك فنهاية الاربعينات يعني قربت عالخمسين صح ...
جذبها من قدمها فوقعت في لتبتلع ريقها وهي تراه يرمقها بنظرات باردة لا توحي بشيء .. ظل يتأملها بنظراته الفارغة قليلا حتى قال بهدوء
اظن استحملتك كتير واستحملت تفاهتك اكتر .. لحد كدة كفاية .. نامي بدا ما اوريكي العجوز ده هيعمل فيكي ايه ..
طب ابعد عني ..
قالتها پذعر ليدفعها بعيدا عنه وېصرخ بها
اتخمدي ..
فجذبت الغطاء نحوها حتى رأسها بينما ابتسم هو ونام بجوارها ليجدها غفت بعد لحظات قليلا فإبعد الغطاء عن وجهها وأخذ يتأملها لفترة طويلة دون أن يشعر بالملل حتى اخذه النوم هو الاخر ..
مر يومين لم يحدث بهما شيئا هاما فجاسر كان معظم وقته في العمل وملك تقضي وقتها ما بين زيارة اخوانها في منزلها صباحا والاعتناء بهما بعدما سمح جاسر لها بهذا ثم العودة مساء وقضاء باقي الوقت في غرفتها حتى يعود جاسر فتدعي النوم ليتمدد هو بجوارها ويغط في النوم هو الاخر بعد أن يتأملها طويلا ..
في اليوم الثالث كانت ملك تستعد للخروج والذهاب الى منزل والدها لتتفاجئ بزينة ورزان يقتحمان الغرفة عليها بينما الاخيرة تهتف
كويس انك جاهزة ولابسه لبس خروج .. يلا بينا عشان هنتأخر ..
سألتهما ملك بعدم فهم
نتأخر على ايه ..!
ردت زينة
نجهز عشان حفلة بالليل ..
قالت ملك بسرعة
لا طبعا .. انا مش هحضر الحفلة ..
قالت زينة بجدية
انت عايزة جاسر يتعصب عليك .. ده منبه علينا بالحرف الواحد اننا نجهزك للحفلة .. اتقي شره وتعالي معانا ..
يا جماعة انا مليش فجو الحفلات والله .
قالتها ملك بصدق لترد رزان
انتي مش قادرة تستوعبي كلامنا ليه .. ! جاسر قال لو مروحتيش الحفلة وانت بأبهى حلة هيعقلك ويضربك ..
ارتجف جسد ملك