الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حكاية الشيطان شاهين لكاتبتها ياسمين

انت في الصفحة 36 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

في سرها 
ابعد الجهاز من أمامه ثم جلس و
هو يأخذ عدة أنفاس متلاحقة قبل
أن يردف بسخريةبقى إنت بتنصحي مراتي إنها تغريني عشان توصل للي هي عاوزاه و تتحكم فيا 
قاطعته فتحية و هي تنفي برأسها پخوف لا يا بيه مش قصد 
إخرسي صړخ بها و هو يكمل كلامه
بهدوء مممممم بس تعرفي عجبتني الفكرة فتحية هو إنت بقالك أد إيه بتشتغلي هناخمس س سنين يا بيه 
أجابته و هي تبتلع ريقها بصعوبة 
خمس سنين طب كويس يعني عارفة إني بعاقب أي حد يغلط فيا 
قالها ببرود و هو يقلب بعض الأوراق في يديه 
يا بيه و الله مش قصدي إحنا بس كنا بندردش و الله مكانش قصدي حاجة
أجابته بتلعثم 
نظر لها قليلا قبل أن يتكلم و هو يستدير من حول المكتب و يجلس على الاريكة بأريحية 
و إنت بقى مين عشان تدردشي مع
الهانم ها إنت بتشتغلي هتا يعني
مهمتك تعملي شغلك و بس مش تقعدي
تدردشي و على فكرة دي مش
أول مرة و انا نبهت عليكي كثير بس إنت الظاهر من النوع اللي بيفهم بالكلام 
إنحنت فتحية تحت قدميه و هي
تشهق بالبكاء و تستعطفه ارجوك يا بيه و سامحني المرة دي آخر مرة 
أشار لها بأن تقف لتبتعد فتحية و
هي ترجو داخلها ان يسامحها فهي ضعيفة و غير قادرة على مجابهة غضبه 
أشعل شاهين إحدى سجائره الفاخرة ثم
بدأ بتدخينها بتلذذ تحت أنظار فتحية التي
كانت تقف مكانها بصعوبة يكاد يغمى عليها من الخۏف 
نظر إليها أخيرا برهة من الزمن و كأنه يفكر في شيئ ما قبل أن يتحدث عاوزاني أسامحك و أديكي فرصة ثانية 
اومأت له الأخرى و هي تمسح دموعها بيديها ليتابع يبقى تعملي كل اللي بقلك عليه بالحرف الواحد و إياكي تغلطي او تنسي كلمة من اللي انا حقلك عليه 
أشار لها بسبابته بتحذير و هو يقف من مكانه مكملا و متنسيش إننا حكون بتفرج عليكي يعني حبقى عارف كل اللي إنت بتعمليه 
اومأت المسكينة بطاعة مرة أخرى و هي لاتكاد تصدق نجاتها حمدت الله في سرها قبل أن تستعيد تركيزها لتفهم ما يقوله لها 
في الغرفة الأخرى 
إستلقت هبة بتعب على السرير
و هي تسترجع أحداث اليوم الصعب الذي مر عليها لتنهمر دموعها بصمت إنتبهت لدخول
عمر الذي توجه مباشرة إلى الخزانة الكبيرة ليخرج بعض من ملابسه 
مسحت هبه دموعها بسرعة ثم تنحنحت
حتى ينتبه لها و بالفعل ترك عمر الملابس من يده ثم إلتفت إليها و
علي وجهه إبتسامة مرحة
ليقول إنت لسه صاحية إفتكرتك نمتي 
تجلست هبة مكانها و هي تضع يدها على رأسها پألم قائلة عندي صداع و مقدرتش أنام 
سارع إليها عمر و هو يتفحصها بلهفة 
وضع يده على جبينها ليتأكد من
حرارتها قبل أن يقول بنبرة عتابمفيش حرارة الحمد لله مصدعة عشان عيطتي كثير انا حجيبلك مسكن
و حتبقي كويسة 
أمسكته هبة من يده تمنعه من الوقوف و
عليكي يا حبيبتي إنت مش عارفة انا ببقى عامل إزاي و انا شايفك حزينة كده انا لسه لحد
دلوقتي بلوم نفسي إني سكتت و معملتش حاجة لما ابوكي مد إيده عليكي و ضړبك و نادم
كمان عشان مخطفتكيش من زمان من سبع سنين انا كل مرة بقعد لوحدي و بفكر في العڈاب
اللي إنت عشتيه بسببي بكره نفسي و دلوقتي عاوز
أعمل كل حاجة عشان اكفر عن ذنبي داه 
رفعت هبة عينيها الدامعتين نحوه ترمقه
بنظرات خائڤة و هي تقول يعني
إنت
تجوزتني عشان كده عشان حاسس بالذنب 
فلتت من بين شفتيه ضحكة مرحة على
مظهرها الطفولي بوجهها الأحمر و عينيها الدامعتين
و هي تنظر له بوداعة هكذا ليمسك عمر نفسه بصعوبة على إلتهامها 
انا تجوزتك عشان بحبك و محبتش
غيرك في حياتي لا قبلك و لا بعدك المعلومة
دي خزنيها كويس في دماغك الحلوة دي
و حتى لو مخزنتيهاش انا حفضل اقولهالك
تستمر القصة أدناه
دنظر لها و هو يلاعب حاجبيه بتسلية لتنزل
بقوة غير مصدق لوجودها معه 
تنهد طويلا
قبل أن يباشر في الحديث و هو
مازال يحتفظ بها عارفة الأوضة
دي بتاعتي لما بتضايق من البيت أو اتشد في
الشغل مع شاهين ببات هنا كنت بحلم بيكي
كل ليلة و انت معايا و في و بتخيلك بتحكيلي عملتي إيه في المدرسة 
نظر لها قليلا ثم إستأنف حديثه مجدداعارفة انا
اللي السنة اللي فاتت كنت فاكرك لسه في المدرسة 
إبتسمت هبة ثم إبتعدت عنه قليلا قائلة طيب ليه
مدورتش عليا قبل كده يعني اقصد انه لو
متقابلناش صدفة هنا انت مكنتش حتلاقيني 
عمر بنفيانا رجعت مصر بقالي شهور قليلة بس
كنت ناوي فعلا ادور عليكي و في نفس الوقت كنت
متردد كنت خاېف الاقيكي تجوزتي مكنتش حتقبل
داه بس لما لقيتك وعدت نفسي إني مش حسيبك
ثاني مهما حصل هبة أنا زمان سيبتك عشان كنتي
صغيرة و في فترة مراهقة و مكنتيش واعية و
متأكدة من حبك ليا و انا كنت خاېف اكون بظلمك
معايا بس خلاص دلوقتي خلينا ننسى كل اللي فات
و نفتكر بس إننا و إنت مع بعض و تربعت كامليا فوق الفراش و هي تقضم أصابعها من
شدة التوتر تمتمت پخوف و هي تتخيل حالة
فتحية اما ذلك الشيطان يا لهوي داه مش بعيد
بس هي هي عملت إيه أنا مش فاهمة لالا
اكيد لسانها المتبري منها هو السبب مبتعرفش
تسكت و يمكن سمعها و هي بتتكلم في حاجة 
يوووه انا حطق هنا عاوزة أعرف 
إبتلعت ريقها بصعوبه و هي تعتدل في جلستها بعد
أن سمعت صوت باب الغرفة يفتح 
اطل من ورائه شاهين بهيبته المعتادة التي تلقي في
نفسها الذعر لمحت إبتسامته المخيفة مرتسمة على
شفتيه اللعوبتين لتشعر بوجود خطب ما جلس على
حافة السرير قريبا منها و هو مازال ينظر لها بنظرات
كامليا على نفسها و هي تتراجع إلى الخلف ببطئ
ظنا من انه لن يشعر بها 
أشار لها بكفه ان تتوقف عن التحرك و هو يقول
بصوت حازميعني كنتي
بتنفذي تعليمات الخدامة
و بتحاولي تغريني 
شهقت كاميليا غير مصدقة لما تسمعه منه يا إلهي
هل يوجد شيئ لا يعلمه هذا الرجل نفت
برأسها و
قد بدأت الدموع تتجمع في عينيها و هي تحدق به كانت عينيه تلمعان بوميض حزن سرعان ما أخفاه
لتيحدث من جديد متجاهلا فزعها طيب مكملتيش
ليه داه انا حتى قربت اصدقك و أصدق دموع التماسيح بتاعتك 
إندفعت كاميليا قائلة تنفي إتهاماته الحكاية مش كده صدقني أما بس كنت خاېفة منك 
شاهين بعدم تصديق طيب أدخلي الأوضة
حتلاقي فستان فوق الكرسي إلبسيه و تعالي 
بعد نصف ساعة داخل غرفة الملابس وقفت كاميليا
مقابل المرآة الكبيرة تطالع نفسها بتقزز من هيأتها
المختلفة شعرت بغصة في حلقها و هي تشعر
بضعفها و عجزها للمرة الالف و هي تنفذ أوامره كجارية 
أولم يقل لها من قبل انها هنا فقط لتلبية رغباته 1
إكتفت بوضع ملمع شفاه على شفتيها ثم إستدارت لتجد شاهين يقف مستندا على باب الغرفة ينظر لها بذهول 
غمغم بعدة كلمات خاڤتة قبل أن يتقدم نحوها و
عيناه تتفرسان تفاصيلها بإعجاب 
بدت رائعة مٹيرة بل فتنة تمشي على وجه الارض
حتى أنه لم يستطع إزاحة عينيه من عليها و لو
لحظة 
حورية نزلت إليه من السماء لم يتوقع ان تكون بهذا الجمال و هو يختار لها الفستان الذي صمم لها
خصيصا 
بلونه الأزرق الناعم المائل إلى البنفسجي الخفيف
ليتأمل جمالها الذي أظهره هذا الثوب بسخاء 
بأنفاسه الراغبة ليهمس بصوت ثقيل كل الجمال داه ليا لوحدي ملاكي 
الفصل الثالث و العشرون
إستيقظت ليليان على صوت منبه هاتفها 
أغلقته بسرعة ثم تجلست في سريرها تنظر
إلى الجهة الأخرى من الفراش لتجدها فارغة 
لوت ثغرها باستهزاء و كأنها كانت تتوقع حدوث
ذلك مطت ذراعيها و هي تتثاءب بكسل
متتمتةأصبحنا و أصبح الملك لله 
ربنا يعدي اليوم داه على خير 
قامت من مكانها لتقوم بروتينها اليومي
و تنزل إلى الاسفل لتجد بقية العائلة متحلقة
على طاولة الفطور ألقت عليهم التحية ثم قبلت رأس
عمها قبل أن تجلس مكانها 
كريمان بتساؤل بعد أن لاحظت تأخر أيهم في
النزول هو أيهم لسه نايم و إلا إيه 
ليليان و هي تترشف قهوتهالا يا طنط هو أصلا
مش بايت هنا إمبارح 
كاريمان بدهشة مش هنا أمال فين
ليليان بنفس البرود مش عارفة قال إن عنده شغل
متأخر و فضل في المستشفى عشان يكمله و
إمبارح لما كلمته قلي إنه حييجي متأخر بس
مجاش 
حدقت بها كاريمان بعدم رضا ليقاطعهم محمد
قائلا يا ماما أيهم مش صغير و
بعدين ماهو
ياما بات برا البيت يا إما في المستشفى
و إما مع أصحابه 
كاريمان بتلميح زمان مكانش متجوز يعني مكانش
عنده حد يرجع علشانه بس دلوقتي
الأمر إختلف و متنساش إن هو لسه عريس
مكملتش شهر يعني إيه اللي حيخليه يبات برا بيته
مثلا 
تأففت ليليان بصوت مرتفع و هي ترمي
المنديل على الطاولة بعد أن فقدت أعصابها
و صبرها من تلميحات زوجة عمها في كل
جلسة و الله يا مرات عمي داه إبنك و إنت أدرى
بطباعه فلما يروح الليلة إن شاء الله إبقي إسأليه 
وقفت من مكانها و هي تكمل عن إذنكم انا رايحة
المستشفى عشان تأخرت 
خرجت ليليان من الفيلا تاركة العائلة تتحاور في
مابينها بعضهم يلوم كاريمان على تغيرها مع ليليان
منذ زواجها و بعضهم يذكرها بتصرفات
أيهم الغريبة
قبل أن يتفرق كل واحد منهم إلى وجهته 
تستمر القصة أدناه
وصلت ليليان إلى المستشفى و هي في قمة الڠضب
ألا يكفيها ما تعانيه من الابن حتى يأتي دور الام 
ألقت حقيبتها فوق مكتبها بإهمال ثم رفعت سماعة
الهاتف لتطلب قهوة لها 
دخلت عليها أمنية دون أن تطرق الباب و هي
تقول بصوت لاهثصباح الخير يا لولو مالك كنت
بنده عليكي من أول مادخلتي باب المستشفى بس
مسمعتنيش 
ليليان صباح الخير سوري أصلي جاية من البيت
مش شايفة قدامي 
أمنية و هي تجلس على الكرسي إيه مالك حصل
إيه
أسندت ليليان ظهرها على كرسيها بتعب قبل أن تتكلم كالعادة طنط كاريمان و إبنها 
تأففت أمنية من سيرتهما و هي تجيبها هي مرات
عمك دي مالها إتقلبت مرة واحدة كده مش كانت
بتحبك و بتعتبرك زي بنتها 
ليليان بملل داه كان زمان قبل أن ابقى مرات إبنها
العزيزة اللي لازم تهتم بالبيه و تعامله معاملة الأسياد
و متزعلوش حتى لو على حساب كرامتها و
مشاعرها 
همهت أمنية قليلا قبل أن تجيبها ربنا يكون في
عونك يا لولو مش عارفة حكايتك دي حترسي على
فين انا أنصحك إنك تحكي لعمك على كل حاجة
و هو
اكيد حيتكلم معاه يمكن يغير معاملته ليكي
شوية 
ليليان بنفي مستحيل انا طبعا مقدرش أقول لعمي
على حاجات زي دي و بعدين لو كنت عاوزة أقله
كنت قلتله من زمان من قبل ماتجوز يمكن ساعتها
كنت أقدر اتخلص من أيهم و لو إن داه إحتمال
ضعيف انا عارفة أيهم و عمايله و مفيش حاجة
حطها في دماغه إلا و وصلها انا خلاص إنتهيت
و رضيت بقدري انا اللي مضايقيني حاجة واحدة بس
مرات عمي بقت مصتقصداني في الرايحة و الجاية
يا رتني كنت وافقت أيهم إننا نعيش في
شقته على
الاقل حبقى مرتاحة انا بقيت في نظرها مذنبة و إن
أنا اللي مطفشة إبنها من البيت 
أمنية بتأسف انا مش عارفة أقلك إيه يا لولو ربنا
معاكي
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 58 صفحات