الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 52 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز

خالك سعيد كلمني وقلق عليك لما لقى تليفونك مقفول بس انا طمنته وقولتله أني هخليك تكلميه
أومأت له بينما تساءل هو مستغربا
بصراحة
مش عارف
ليه قافلة تليفونك لغاية دلوقتي ومش لاقي سبب مقنع لده
خار قلبها وبررت متلعثمة
كنت قفلاه مش عايزة حاجة تشغلني لتنكس رأسها وتستأنف وكأنها أدركت أن لا فائدة من الهروب
بس خلاص هفتحه لما أروح وهكلمه أصلا هو وحشني أوي هو وطنط هانم أنا فعلا بقالي مدة مكلمتوش وليه حق يقلق
أومأ لها بتفهم كعادته وببسمة هادئة حانية وانطلق بها غافلين عن ذلك المتربص الذي كان يقف على بعد منهم يراقب كل شيء وينظر لآثارهم بعيون حاقدة ولم ينتبه إلا عندما ربت فايز على كتفه قائلا
وبعدهالك يا صاحبي ما تفكك منها
جز هو على نواجذه وأخبره بإصرار مقيت
بحبها
حانت من فايز بسمة هازئة وقال بفطنة
طارق أنت مبتعرفش تحب متضحكش على روحك أنت بس متغاظ علشان البت شوكتها قوية عليك ومعرفتش تكسر منخيرها وسلمت لواحد تاني غيرك اللي أنت فيه ده مش حب انت بس اتعودت أن مفيش حد ينتصر عليك ولا ياخد حاجة منك ويطلعك خسران
تقلصت معالم طارق واستنكر قائلا بكل غرور وعنجهية
وحتى لو كلامك صح أديك قولتها مش طارق المسيري اللي يتلعب بيه ويطلع خسران من أي لعبة 
هز فايز رأسه بلا فائدة بينما استأنف طارق متسائلا
هي لسة جوة
تفهم فايز من يقصد بحديثه ليجيبه حانقا
ايوة مخرجتش
يبقى ننفذ اللي اتفقنا عليه 
زفر فايز بعدم رضا واومأ له بينما هو نمت بسمة منتشية على جانب فمه لا تنبأ بالخير بتاتا
أنهت اختبارها واول شيء فعلته كانت تهاتفه وما أن أتاها صوته الأجش قالت بسعادة عارمة
حمود خلصت بجد مبسوطة أوي أن أول يوم عدى بسلام
أجابها هو من الطرف الأخر
طمنيني الأول عملتي ايه
الحمد لله حليت كويس واخدت كل الوقت وراجعت اكثر من مرة
طيب الحمد لله انا كنت قلقان ومصدقت خلصت شغل وجيت علشان ألحقك
أتسعت عيناها وتسألت وهي تهرول للخارج
أنت هنا 
اه مستنيك بره مقدرتش مجيش واطمن عليك 
تدرجت وجنتهاوقالت بنبرة شغوفة للغاية وهي تسير بخطوات واسعة كي تلقاه
ربنا يخليك ليا يا حمود ويحل عقدة لسانك
استمعت لصوت ضحكته من الطرف الآخر لتستأنف بمناغشة
بتضحك كمان يارب صبرني
هانت يا حلو 
جائت تلك الجملة المفعمة بالطمأنينة لتجعل قلبها يتراقص بين جنباتها وتقسم أنها وقعت بحبه للمرة الألف بعد المائة عندما وصلت لموقعه ووجدته ينتظهر بتلك البسمة التي تنم عن ما يكنه لها لتغلق الهاتف وتركض إليه قائلة
بجد هانت يا حمود
أومأ لها ببسمة حالمة واخبرها بصدق
انا عارف أن مهما عملت ومهما كان اللي وصلتله عمري ما هقدر اوصل لربع اللي أنت تستهليه بس أنا دلوقتي بقى ليا دخل ثابت و وظيفة محترمة تشجعني إني اقولك هانت لتتهدل ملامحه ويقول بتوجس وبقلب يكاد يهوي بين اضلعه من الخۏف
بس بصراحة خاېف والدك يرفض
بابي كل اللي يهمه سعادتي وبس وهو وعدني قبل كده انه هيعمل اي حاجة علشان يحققلي أحلامي ويشوفني مبسوطة وأنت كل امنياتي يا حمود وانا مش عايزة من الدنيا غير اني اكون معاك ومتأكدة أن بابي هيوافق لما يعرف انك بتحبني وپتخاف عليا زيه
قالتها بنبرة مفعمة بالثقة وبعيون تهيم به جعلت ملامحه تتمدد براحة ويعتلى ثغره بسمة رائقة قائلا بحاجب مرفوع مشاكسا 
طب هو انا مخدتش بالي وڠرقت قبل كده لكن دلوقتي قلبي حاسس إني بدبس رسمي
اه اتدبست ومش هتخلص مني ابدا يا حمود أنا خلاص لازقة فيك للأبد 
قالتها بكل إصرار وهي تتأبط ذراعه وتسير معه نحو سيارتها وهم يتبادلون بسمة مفعمة بالأمل اندثرت في توها وأخذت معها بوادر سعادتها عندما وقفت على من سيارتها فلم تفعل شيء سوى أنها وكأنها تخشى فقدانه وتعلن للجميع المستميت به نظر هو لشحوب بتوجس شديد وخاصة عندما اتبع مرمى بصرها ليجد مجموعة من الشباب يقفون حول سيارتها و واحد منهم يجلس على مقدمتها بشكل مستفز وكأنها ملكية خاصة له مما جعله يتسأل بتوجس
في ايه يا ميرال انت تعرفيه
تلجلجت وهي تناوله مفاتيح سيارتها كي يتولى هو القيادة بالنيابة عنها
ده طارق زميلي وشلته سيبك منهم وخلينا ناخد العربية ونمشي أنا عايزة اقضي اليوم كله معاك 
أومأ لها ببسمة هادئة ولم يعطي الأمر أهمية وعندما وصل للسيارة استأذن منه بأدب
بعد اذنك علشان هاخد العربية
حانت من طارق بسمة هازئة وقال ببرود
وماله ما تاخدها
أنت قاعد على الكبوت همشي ازاي يا استاذ
قهقه طارق وأخبره بخبث مقيت وهو ينزل بجسده عنها
اه معلش يظهر إني اتعودت على القعدة دي وحبتها أصل كنت كتير بستنى صاحبتها
قال آخر جملة بغمزه من عينه جعلت الډماء تتجمد بجسدها بينما هو لم يستسيغ عقله ما تفوه به وقد تجهمت معالمه حين تسأل متأهبا
نعممممم تقصد ايه
أبتلعت هي غصة بحلقها وحاولت تلاحق الموقف وهي تقف بمواجهة محمد راجية قبل أن يسترسل الآخر بالحديث اكثر وېخرب كل شيء
محمد خلينا نمشي لو سمحت وبلاش نضيع وقت اكتر من كده
أزاحها محمد جانبا بحماية بعيد عن مرمى الآخر قائلا
ممكن تصبري و متدخليش خليني أفهم البيه ماله
مط طارق فمه مستخف من صرامته معها
وقال بتهكم تقصده كي يستفزه أكثر
ايه
يا ميرال اسمعي كلام صاحبك واصبري ولا أنت علطول كده مستعجلة على الصرمحة
تدخل هنا فايز قائلا كي يكبح صديقه
طارق خلينا نمشي وبلاش تقول كلام ملوش لازمة يا صاحبي وتعمل مشاكل احنا في غنى عنها
هز طارق كتفيه وأخبره ببراءة مصطنعة
متدخلش أنت الراجل شكله مضحوك عليه ولازم انبهه
زفر فايز بحنق من تصرفات صديقه بينما 
إنفعلت هي قائلة وهي تلوح بيدها 
انت مچنون ايه اللي بتقوله ده!
اعتلى حاجب طارق وهدر بخبث مقيت
ايه خاېفة اڤضحك قدامه واقول حقيقتك
كادت ترد لولآ أن محمد اخرسها بنظرة من عيناه جعلتها تتجمد بأرضها حين احتدت نبرته ورأت عروقه تنفر من يده قائلا بنبرة قوية لا تقبل المهادنة مستخدم كامل صوته الأجش
لما يكون في راجل واقف قدامك لازم تحترمه و توجه كلامك ليه ولأخر مرة بحذرك متوجهلهاش كلام أما شغل التلقيح ده فسيبه للحريم واتكلم من غير لف ودوران
أغاضه أنه يعطيه أوامر بل ويتهكم على رجولته لذلك قرر أن يفض كل ما بجعبته مرة واحدة كي يخرجه عن طوره وعن رزانته المستفزة تلك 
أهدى على نفسك وبلاش تتحمق أوي كده اللي مش عايزني اوجهلها كلام دي كانت مقضياها مع نص شباب الجامعة وانا كنت آخرهم تقدر تقول كنت الأكس بتاعها 
توحشت نظرات محمد وفارت دمائه الحامية فحديث ذلك المقيت غير مقبول بتاتا بالنسبة له ليقبض على حاشية ملابسه قائلا بحمئة شديدة وبنظرات قاټلة يشتعل الڠضب بها
أنت بتقول ايه يا سمعني تاني كده 
نمت بسمة متخابثة على جانب فمه عندما أدرك أنه نجح في استفزازه لفي محاولة منه أن يزيحها قائلا بتبجح لا مثيل له وافتراء جعل قلبها يهوي بين قدمها
اللي سمعته بس نعيد تاني علشان خاطرك اللي أنت مصاحبها كنت معاها قبلك وانا اللي سبتها علشان سمعتها اللي زي الزفت و نادين الراويأقرب صاحبة ليها هي اللي سيحتلها وفضحتها في الجامعة كلها واسأل اي حد هيقولك على فضايحها 
لم يكمل حديثه إلا ووجد لكمة قوية أطاحت به من يد محمد جعلته يترنح بوقفته وتلاها شهقات الجميع تزامنا مع صړخة قوية منها وتلاها ترجيها له بتلهف وهي تحاول منعه بنبرة متوسلة على حافة البكاء
اهدى واسمعني يا محمد متخليهوش يستفزك
حانت من طارق بسمة تقطر بالشړ وهو يحرك فكه يمينا ويسارا أثر لکمته ثم قال بإصرار وبنبرة متوعدة وهو يعتدل بوقفته
وحياة امي لهدفعك تمن اللي عملته ده غالي اوي يا جربوع
صړخت هي راجية
اسكت حرام عليك يا طارق كفاية كفاية 
لتوجه نظراتها ل محمد تطالع إنفعاله وعروقه النافرة التي تنم عن ڠضب عظيم قائلة بنبرة راجية ودمعاتها تنسل من فيروزاتها تستعطفه
محمد متصدقهوش واللهي انا
مش عايز اسمع صوتك فاااااااهمة 
قاطعها هو بنبرة قوية وبنظرة صارمة نفضتها وجعلتها تبتلع باقي حديثها عندما موجها الحديث لذلك المقيت بقوة ألمت الآخر وجعلت الشړ يقتد بداخله ولكنه بالطبع لن يفسد الأمر ويتشاجر معه الآن فتلك ليست غايته
جاي تقولي الكلام ده ليه دلوقتي هاااااا
تصدق أنا غلطان أن قلبي عليك اصل سمعت أنك غلبان واكيد هي بتتسلى بيك زي اللي قبلك وحبيت انبهك علشان متخدعكش بحوار امها ده وتخليك تتعاطف معاها زي وزي كتير قبلي
كان يشعر ببركان ثائر تتفاقم حممه وتأكل دواخله من حديث هذا المقيت لا والأنكى انه تفاجأ بعلمه لتلك التفاصيل الذي ظن نفسه الوحيد الذي شاركها معها لذلك كان مشدوه لدرجة انه تناوب نظراته بينهم پصدمة عارمة فنعم علم عنها الكثير ولكن لم يخطر بباله يوم كون لها علاقات اخرى قبله كانت تضم نفس التفاصيل التي جمعتهم سويا وعند تلك الفكرة وجد دمائه الحامية تتفاقم لرأسه كحمم بركان ثائر يكاد ينفجر وتتناثر حممه ټحرق الجميع ليمد أنامله يمسد جبهته بسبابته وابهامه يحاول ان يتمالك زمام نفسه كي لا يتهور ولكن كان الأمر ليس بيسير بتاتا فعقله يستنكر الأمر بقوة ومنطقه يرفضه ولم يصوغه بالمرة لذلك وجد ذاته يلتفت لها متسائلا وهو يشملها بنظرة دامية مشټعلة تنم عن ڠضب چحيمي بالكاد يتحكم بكبته
كلامه ده صح
نفت برأسها بحركة غير متزنة ولكن رد طارق كان أسرع من ردود أفعالها حين قال
متقدرش تنكر علشان الجامعة كلها عارفة فضايحها وهم قدامك تقدر تسأل أي حد فيهم هيقولك
تناوب نظراته المصډومة بينهم وهو يكور قبضة يده بقوة حتى نفرت عروق يده فكم كان يود أن ېحطم رأس ذلك المقيت الآن ولكنه تماسك وتحامل على ذاته بكل عقلانية فذلك التهور والأفعال الصبيانية لا تمت لطبيعته بشيء بينما غمغمت هي بشهقات باكية
محمد هفهمك
دلك مؤخرة عنقه كي يهدأ من روعه وقال ببسمة مټألمة متخاذلة لأبعد حد قبل أن يغادر بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب قبل أن يرتكب چريمة لتوه
يا خسارة يا ميرال 
حاولت مناجاته ومنعه من تركها ولكنه لم يمهلها فرصة لذلك بل في لمح البصر كان يختفي من أمامها ليزيد نحيبها وتصرخ بذلك المقيت بأنهيار تام
ليه ليه حرام
عليك عملتلك ايه أنا عمري ما أذيتك ولا أذيت
حد ليه تعمل كده
كانت تتحدث ومع كل كلمة تسبقها دمعاتها الحاړقة التي كانت تكوي قلبها بينما هو أخبرها بكل تبجح وبخبث مقيت يتقصد به أن يذكرها بفعلت الأخرى بها كي يشعل بداخلها تلك الضغينة من جديد
نادين الراوي قالت جملة في الصميم قالت ميرال مش بتغلب وكل يوم هتصاحب واحد شكل علشان كده متزعليش ودوري على غيره بس ياريت يبقى لارج شوية مش زي الغبي اللي ايده طرشة ده وبعدين في داهية ده حتى مش لايق عليك ولا على مركز ابوك
منك لله يا طارق
51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 106 صفحات