حكاية أوقفت سيارتها أمام تلك الشركه العملاقه
ما حدث منذ ما يقرب الخمسه عشر عاما
كان والده يمر بوعكه صحيه شديده جدا وقد تقرر له عمليه بمبلغ طائل لو ظل سيف يشتغل لعمر كامل ليل نهار لم يكن ليحصل عليه ابدا
فكر في جميع الطرق التي من الممكن ان يحصل علي المال من خلالها ولكن لم يجد اي طريقه تسمح له بجني هذه الأموال لذا قرر ان يذهب الي خاله اسماعيل المسيري رجل الأعمال الشهير المعروف بأعماله الخيريه الكثيره طلب ان يقابله لعده مرات ولكن كان يقابله الرفض في كل مره حتي سمح له اخيرا ان يراه في فيلته
رأي خاله يجلس علي احد الكراسي ولكنه كرسي مختلف قليلا يبدو صنع خصيصا له
كاد ان يلقي السلام ويتحدث بأدب ولكنه عاجله اسماعيل قائلا بتكبر وعنجهيه خير من فتره وانت عاوز تقابلني
بلع سيف ريقه بصعوبه يشعر بأن الكلام قد وقف في حلقه ولكنه ابتسم بمجامله وغير مسار الحديث قائلا ازيك يا خالي
شعر سيف وكأن دلو من الماء انسكب عليه ولكنه آخر كارت لديه فليأتي علي كرمته قليلا من أجل والده الحبيب
حمحم سيف ودخل في الموضوع مباشرا انا والدي تعبان وكنت
لم يجعله يكمل حديثه وقال عاوز
فلوس يعني
هز سيف رأسه بحرج اه بس والله العظيم هرجعهم هيبقوا دين عليا وهرجعهم او ممكن اشتغل عند حضرتك اي شغلانه
ابتسم سيف وأجاب سريعا بفخر هندسه
هز اسماعيل رأسه بتفهم اه ماشي وانا موافق اديك الفلوس اللي انت عاوزها
ابتهجت ملامح سيف وكاد قلبه ان يرقص فرحا ولكنه قتل فرحته في مهدها وإسماعيل يسأله مره اخري بتعرف تسوق
هز سيف رأسها ايجابا
ليقول له اسماعيل طب كويس جهز نفسك بقا عشان تبقی السواق بتاع الهانم الصغيره
لم تنظر كارمن ولم تعره اهتمام ولكنها قالت بعد فتره صمت تلفوني فين
أخرج جاسم من جيب بدلته هاتفها المحمول وقال اهوو بس عاوزاه ليه
احمرت عين كارمن وصړخت عاوزه اكلم اخويا أكيد قلقان عليا وميعرفش انا روحت فين
صړخت كارمن مره اخري انت مچنون مش هو عارف ان احنا هنطلق هرجعلك ازاي من غير ما يعرف فكر جاسم قليلا واعطاها الهاتف وقال خدي كلميه بس تقوليله احنا اتصالحنا ورجعنا لبعض ولو قولتي حرف زياده يا كارمن حسابك هيبقا عسير
نظرت له كارمن بكره و ودت لو ټخنقه بيدها حتي يلفظ أنفاسه الاخيره ولكنها فضلت الهدوء وإن تفكر بطريقه صحيحه حتي تتخلص منه فهي لم تعد قادره علي العيش معه مجددا
أخذ صلاح نفس عميق يهدي به روحه الثائره بقلق والله ما عارف بس أكيد خير ان شاء الله
ظلوا هكذا لدقائق حتي رن هاتف عمار ففرح وهو ينظر للأسم دي كارمن
تكلم صلاح سريعا طب رد بسرعه
رد عمار سريعا بلهفه الو ايوا كارمن انتي فين
أجابت كارمن بهدوء وهي تمنع نفسها من البكاء حتي لا يشعر عمار بشئ ايوا يا عمار متقلقش يا حبيبي انا كويسه انا اا انا اتصالحت انا وجاسم ورجعنا لبعض
عبس عمار بشده وهتف رجعتوا لبعض ازاي طب ومقولتليش ليه
ردت كارمن تغلق الحوار هفهمك كل حاجه بعدين انا هقفل دلوقتي اوكي سلام
أغلقت سريعا وبقی عمار ينظر للهاتف پصدمه
سأله صلاح مستفسرا قالت لك اي
أجاب عمار بذهول بتقول اتصالحت هي وجاسم ورجعوا لبعض
ابتسم صلاح بحزن وربت علي كتف عمار طب كويس يلا نطلع بقا ننام عشان الوقت أتأخر
وأقرن كلامه بالفعل وهو يتجه الي باب البنايه وعقله ېعنف قلبه قائلا أكنت تعتقد انها ستترك زوجها وتعود لك بعدما تركتك من أجله في كل مره ينمو الأمل في قلبه تهدمه دون رأفه وكأنها اعتادت علي ان تجرحه وتدهسه دون ان تدري
الفصل العاشر
مازالت الذكريات تدور في رأسه وهو يتذكر عندما انتهت المقابلة مع خاله وخرج وهو يشعر بالذل والمهانه فقد قبل ان يعمل لديه كسائق لأبنته الصغيره التي لا تتعدی العشر سنوات يصبح هو سائقها الخاص يا الله كما ان الدنيا تدور ولا احد يتوقعها ولا يتوقع كم التنازلات التي يقدمها المرء من أجل ان يحافظ علي حياه من يحب وقف أمام الفيلا رأسه تدور في كافه الاتجاهات لا يعرف ماذا عليه ان يفعل ولا لأين سيذهب ولكنه فجاءه شعر بأعصار كتله من الشعر الأسود الطويل تجري بأتجاهه وهي تفتح ذراعيها له فما كان منه إلا ان