حكاية بقلم امل نصر
تراقب مع شقيقاتها دلوف زهرة لداخل المبنى.
بعد قليل
كان الفتيات الثلاثة ومعهم سمية والدتهم ملتفين حول زهرة المستندة برأسها على حجر جدتها وهي تمسد بكفها على شعرها بحنان هي في أشد الحاجة اليه الان مع هذه العواصف الدائرة برأسها من قلق
وخوف وترقب لما سيحمله لها الغد تعلم أنه متمسك بها ولكن أيضا لا تدري الى متى سيظل كذلك امام هذه الحروب الطاحنة التي تقابله بسببها.
هتفت بالسؤال سمية وأومأت لها زهرة بعيناها تتنهد بقنوط دون رد فتدخلت صفية تقول
اما أمرك غريب يا أبلة زهرة يعني بدل ما تبقي سعيدة وفرحانة دلوقت باللي حصل وجه في صالحك تبقي زعلانة كدة وشايلة الهم.
تطلعت إليها زهرة بنظرة غامضة ثم ردت بابتسامة باهتة
خاطبتها سمية بعدم رضا
بعد الشړ عليك ياحبيبتي من النكد ولا الكلام الفارغ انت بس عشان متهابة لكن بكرة لما تاخدي على الجو هاتحسي بجد ياحبيبتي ان ربنا كرمك.
اكملت على قولها صفية
اه والله يا أبلة دا انت ربنا بيحبك قوي عشان كدة بيكرمك طب بذمتك ماخدتيش بالك من نظرات الناس وعيونهم اللي كانت هاتتلقع عليك وعلى عربيتك ولا الحراس كمان دول وأكنهم بهوات بالبدل واللبس الأوبهة.
اه صح يامنيلة انت جاية على حارتك بالحرس ليه هي المنطقة غريبة عنك
اعتدلت بجذعها لتخرج عن صمتها وتجيب جدتها
مش من دماغي والله ياستي جاسر هو اللي اصر على كدة دا حتى كمان شدد الحراسة على بيتنا وعليه هو شخصيا.
ضيقت عيناها رقية بريبة فلحقتها سمية تقول
هي فين دلوقت مش شايفها يعني.
قالها بإشارة على والدته عبس وجه عامر وهو يجلس على أريكته يقول بضيق
زام بفمه جاسر ليرد وهو يمسح بأنامله على ذقته الخشنة بتوتر
لما انت مش طايقاك وواخدة منك جمب وبتصرخ فيك امال انا هاتعمل معايا ايه بقى
تنهد عامر بقنوط يقول بأسف
كز على أسنانه جاسر يقول بغيظ
وطبعا أكيد الزفتة هي اللي اتصلت بيها وسخنتها زيادة عليا.
اومأ له عامر براسه فغمغم جاسر ببعض الكلمات الحانقة قبل أن ينهض متنهدا بيأس
انا رايح لها هاجرب حظي معاها واحاول ربنا المعين.
ونعم بالله ياحبيبي انا جاي معاك.
بشرفة غرفتها الواسعة والمطلة على الحديقة الخلفية بالمنزل كانت جالسة محلها ساكنة كالبركان الخامد الذي يتنظر الفرصة فقط ليطلق حممه المشټعلة نحو الجميع دون تفريق تتطلع نحو الأشجار والخضرة أمامها تارة ثم تعود لمتابعة الاخبار في الهاتف ورسائل الأصدقاء المتعاطفة
حدجته بنظرة ڼارية دون أن ترد قبل أن تعود برأسها للأمام تبادل جاسر مع والده نظراتهم بيأس قبل أن يجلسان مقابلها على مقاعدهم.
تكلم عامر يخاطبها
وبعدين بقى يا لميا دي مقابلة تقابلي بيها ابنك بعد غياب شهور عنه
الټفت برأسها اليه قائلة بحدة
لا ما انا سيبتلك الزوق والحنية مش انت بقى ابوه الحنين اللي بيداري عليه حتى لو كان بيعمل مصېبة من غير ما يقدر العواقب اللي وراها.
صمت عامر عن الرد وقام جاسر بالنيابة عنه
مصېبة ايه يا أمي لقدر الله دا جواز وعلى سنة الله ورسوله.
برقت عيناها الخضراء تناظره بتحدي
بجد طيب ولما هو كدة ياجاسر باشا خبيتوا عليا ليه ها اتجوزتها في السر ليه قبل ما سيرتكم تبقى على كل لسان .
أجابها بقوة
للتوضيح