حكاية قريب حبي منها
الاعتراض عليها حتى زواجه المتهور من نور ولكن الموقف الرهيب الان جعل خالته تحتضن نور وندا بكل قوتها وكأنها ادركت ان جميعنا في الدنيا ضيوف وان المغادره تكون فجائيه ولا تترك وقت للتمهيد.. ما فعلته نور امر ستسامحها عليه قبل ان تستيقظ يوما ما ولا تجدها ...الحياه اثمن من ان نضيع أي ثانيه منها في البعاد وندا التى كانت تتحامل علي فريده بكت من قلبها وتمنت لو يعود الزمن للوراء لتعطيها فرصه اخري ...كانت تعلم جيدا ان ۏفاة فريده ستعنى ۏفاة عمر فهما متحدين في الارواح ...الصمت كان السائد في الصاله الصغيره التى تجمعوا فيها في انتظار خروج فريده ...لم يقوى احدهم علي الكلام حتى الدعاء كانت القلوب هى التى تتحرك به وليست الشفاة...راقبوا جميعا عمر وهو يضع رأسه علي ركبتيه وهو يجلس ارضا في ركن قصى ...كانوا يعلمون انه يبكى وانه ېموت تدريجيا معها ولم يجرؤ احدهم علي مواساته .. يكفيه عقابه لنفسه فهو السبب...لو لم يتركها ويسافر لما كانت تعرضت للطعن ...لكن لا لو لم يعذبها تلك الشهور لكانت بينهم الان ...ليته حماها جيدا وتلقي هو الطعنه ...هو عاش بدونها لسنوات لكنه كان يعلم انها بخير وانفاسها تملىء المكان اما الان فأي حياه ستكون له اذا لم تكن فريده علي قيدها ...
فتح الباب المؤدى الي غرفة العمليات ببطء قاټل وتوجهت انظارهم جميعا للممر المؤدى الي الداخل ...تمنوا لو تخرج منه فريده
تركض في اتجاهم لتخبرهم بنفسها انها بخير لكن للاسف التى غادرت من الباب لم تكن فريده بل ممرضه ترتدى زى العمليات الاخضر المميز ...بذكائها الفطري علمت ان احدهم لن يجرؤ علي سؤالها عن مريضه بين يدى الرحمن وان أي ثانيه تمثل لهم حياه او مۏت فلم تنتظر ان يسألوها عنها بل قالت فورا ... المريضه خرجت من العمليات ...وحالتها مازالت حرجه ...هى حاليا في الافاقه ولما تستقر
مخسرتش الجنين ...كملوا الدعا هى لسه محتاجاه..
ذكيه تلك الممرضه ...سكنت جراحهم ولم تطمئنهم بالكامل ...فتحت باب الامل لكنها لم تدخلهم منه وتعمدت ذكر الحمل لالهائهم ...لكنهم لن يهدأ بالهم ويطمئنوا حتى يروها بأنفسهم وتتحدث اليهم ...
عمر كان مازال يجلس علي الارض ونهض فورا يترجاها ان تسمح له برؤيتها حتى من بعيد ..الممرضه اجابته بإشفاق وتفهم ... ممنوع صدقنى هى لسه داخل حرم العمليات...اول ما تتنقل العنايه هنسمح ليكم برؤيتها واحد واحد من بعيد ...
لدهشته الضابط اخبره ... لقينا في شنطتها روشته لطبيب نفسي مشهور ... د احمد صديق...اكيد طبعا سمعتوا عنه...
ولما عملنا له زياره بعد اذن النيابه طبعا بلغنا انها مريضته وبتتعالج عنده من زمان ...طبعا رفض يعطينا أي تفاصيل لكن لما سألناه عن تشخيصه لحالة المتهمه قال انه كان بيعالجها من سنوات طويله علي انها شخصيه معاديه للمجتمع anti social personality وبعدين من حوالي سنتين الامر اتطور واصبحت تعانى من وسواس قهري عڼيف ...وفي اخر زياره له من اسبوع لاحظ انها بدأت تعانى من هلاوس وضلالات وكان شاكك انها قلبت فصام مزمن وما استبعدش انها تكون عڼيفه او تحاول القټل لان
مسكينه فريده فتحت للحيه حياتها وقلبها فتسببت في خسارتها لزوجها ثم في طعنها بدم بارد ...
الدقائق لا تمر ابدا والصمت مازال سيد الموقف ..الجميع فقد قدرته علي الكلام وكل منهم يتألم في صمت وكأن الكلام والصړاخ العالي نذير شؤم .. الدعوات اصبحت تتصاعد من
لا يستطيعون منعه من رؤيتها ..هى تحتاجه سيهدم المشفي فوق رؤسهم حتى يراها بعينيه ...يريد فقط ان يراها ...تقدم من الممرضه في هدوء تحامل علي نفسه كى يتحدث به ..قال .. انسه ..انا لازم اشوفها ولو دقايق صدقينى هى محتاجانى جدا ...طيب هشوفها من بعيد بس... ممنوع ...دى اوامر الدكتور صدقنى انا مش في ايدى أي حاجه هدوئه يغادره اصبح يتحدث بعصبيه الان ... خلاص وصلينى بيه
لا يدري كيف تعصب هكذا ولكنه اصبح كثور هائج عندما رفض الطبيب المعالج لفريده الزياره وبدأ في القاء الاشياء غاضبا وحطم العديد من الواح الزجاج ...وكاد ان ېحطم عنق الطبيب عندما امسك برقبته
بقوه ... الا ان عمر ومحمد تدخلا بسرعه للسيطرة الوضع ... محمد خاطب الطبيب معتذرا ... دكتور ممدوح انا اسف جدا ..حضرتك مش عارفنى .. انا محمد فتحى دفعة اخوك محمود ...
علي الرغم من ان الطبيب كان غاضب جدا الا انه بدأ يسيطر علي غضبه عندما تعرف علي محمد ... اهه اهلا د محمد ...
محمد بادره فورا ... ارجوك تسامح عمر ...كلنا
اعصابنا تعبانه ... المريضه تبقي فريده اختى الصغيره
...مدرس مساعد اطفال واللي اټهجم عليك ده جوزها واعصابه خلاص اڼهارت ...انت عارف الظروف ....
فجأه ڠضب الطبيب زال تماما ..صاح بتفهم ... ايوه فاهم ...وكمان كنت عاوز اقابلك ..المسعفين بلغونى بالمجهود الجبار اللي انت والدكتور التانى عملتوه ...بصراحه هى حالتها حرجه جدا ومكنش هيبقي فيه أي امل بدون تدخلكم ...
محمد اشار الي عمر الذى اقتاد رشا الي الخارج ليبعدها عن الموقف المتوتر الدكتور التانى عمر ابن خالتى ...طبيب تخدير وعنايه مركزه وانا باطنه وطبعا حاولنا كل اللي نقدر عليه ...وربنا يسترها ...طمنا عليها يا دكتور ... حالتها ايه بالظبط
ممدوح ربت علي كتفه وقال ... العمليه عدت بسلام وقدرنا نسيطر علي الچرح ..الحمد لله كان بعيد كذا ملليمترعن القلب والاوعيه الكبيره لكنه طبعا اصاب الرئه اليسري ...حاليا هى في غيبوبه واللي رايده ربنا هيكون بالطبع هو كان يعلم كل ما قاله الطبيب لكنه اراد ان يخبر الطبيب الجميع بنفسه فهو لم يعد لديه أي قوه للكلام او الشرح .... طيب ممكن نشوفها من بعيد
ممدوح مرر نظره علي الوجوه المتوتره ...كطبيب يعلم ان الزياره ممنوعه ولكن كإنسان يعلم جيدا شعور الاهل عندما يصاب عزيز لديهم .. قال بتوتر ... طيب هسمح لواحد بس يشوفها ويطمن عليها ويطمن الباقيين وان شاء الله لما وضعها يستقر هدخلكم واحد واحد ...اختاروا شخص واحد
هتاف مجمع خرج بإسم عمر ...حتى سوميه اختارت عمر لانها تعلم كم يحبها وكم يحتاجان الي بعضهما البعض وان وجوده الي قربها سيفيدها اكثر من وجودها هى شخصيا ...وعمر لم ينتظر رأيهم فهو لم يكن سيصبر انسحب فورا الي الممر المؤدى الي غرفتها ودخل علي اطراف اصابعه..
ملاك حتى وهى نائمه وعشرات الخراطيم تتصل بها وتساعدها علي الحياه القليل من خصلات شعرها الاسود فرت بتمرد من تحت غطاء الشعر الخاص بالمستشفي لتغطى جبهتها ووجنتها وتخفيهم عنه ...لطالما راقبها وهى نائمه .. لسنوات كان يقضى الليالي مستيقظا من
اجل ان يراقبها... سامحينى يا اغلي الناس ..انا عارف انى كنت قاسې عليكى ...في البدايه كنت بعاقبك ..ايوه كنت بعاقبك.. مش بس عشان اللي انتى عملتيه فيه لا ...كمان عشان اول ما شوفتك تانى اكتشفت انى بحبك اكتر من زمان وان البعد خلانى اضعف بكتير من الاول اكتشفت ان حبك في دمى ولا يمكن اتخلص منه ابدا ...يوم فرح اسيل كنت هتجنن عليكى وڠضبان منك ومن نفسي ..لانى
كنت فاكر انى خفيت من حبك ..لكن حبك مرض مزمن ما فيش له علاج ...وبعدين فضلت اعاقبك برده عشان اتغيرتى ...ايوه كنت خاېف ...خاېف اركع تانى تحت رجليكى
فريده انا بحبك وهفضل لاخر يوم في عمري احبك لكن كنت خاېف اكرر التجربه معاكى تانى ....انا رجعت اغنى من الاول صحيح لكن شهادتى هى هى ايه الجديد ... لا اخدت
ماجستير ولا دكتوراه عشان تحبينى ... هتفضلي انتى برده الدكتوره فريده وانا زى ما انا ...فلوسي ممكن تروح في لحظه ..صفقه ادخلها غلط او ضربه اقتصاديه وارجع تانى عمر النكره ... انا من غير فلوسي اساوى ايه ...
عشان كده كنت خاېف ....لا فلوسي هتدوم ولا لياقتى كمان ...في يوم وليله ممكن ارجع عمر القديم وساعتها دماري هيكون بالقاضيه ...
انا عارف انك اتغيرتى لكن للاسف يا فريده انتى مش بتحبينى ...انتى بتحبي حبي ليكى وافتقديه لما انفصلنا ...عارفه لو بتحبينى بجد ..كنت هرجع من اول اشاره منك ... لكن مع كل ده ..انا بحبك برده وعمري ما حبيت ولا تمنيت غيرك ...لكن لو سامعانى دلوقتى يا حبيبتى ..انا بأوعدك انى مش هخليكى تغيبى عن عينى حتى ثانيه واحده ...هركع تحت رجليكى واعملي فيه اللي يرضيكى ..لكن ترجعى
ليه تانى...
دموعه الحارقه سقطت علي كفها المستكينه بين كفيه ... المفاجأه جمدته فهو
شعربها تقبض علي اصبعه الصغير بضعف ثم تفلته...كان يخشي
ان يكون يتخيل ...عاد الي وجهها يتأمله ..مازالت كما هى مغمضة العينين ولا يوجد أي دليل علي انها حركت يدها ... اكمل حديثه ... حبيتى انتى حاسه بيه مش كده ...سامعانى يا فريده ...فريده انا بحبك ..بعشقك ..انت روحى من غيرك الحياه كئيبه ومالهاش طعم ...فريده اوعى تكونى بتغيري من نوف عارفه طيب هحكيلك ...نوف هى اللي فسخت خطوبتنا عارفه ليه ...مجددا شعر بها تقبض علي اصبعه بقوه اكبر