حكاية في قبضة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري
قد يوصلها ذلك الهروب و لكن لم تكن تملك خيار آخر فما تواجهه أكبر بكثير من قدرتها علي التحمل.
أمتثلت بهدوء إلي أوامر الطبيب بضرورة تناولها الطعام و الأدوية بإنتظام حتي يشفي جسدها فودت لو تسأله فهل يوجد دواء للروح المعذبه حتي تشفي أم ستظل جريحه متألمه لبقيه حياتها !
كانت فرح تشعر بالإختناق من هذا الصمت المحيط بهما و الذي يتنافي مع كل ذلك الضجيج برأسها فبلحظه إنقلبت حياتهما
كان الهدوء من أهم الصفات التي تميزها و الآن هي تمقته تريد الشجار الصياح تريد أن تجلس وسط ضوضاء كبيرة حتي تلتهي و لو قليلا عن الضوضاء التي تكاد تنخر عقلها
زفرت بقوة قبل أن تلتفت إلي شقيقتها قائله بنبرة هادئه نسبيا
هزت جنة رأسها بالرفض و هي تقول بنبرة مبحوحه
لا شكرا مش عايزة أنا هحاول أنام شويه .
أومأت برأسها و توجهت إلي الخارج و هي تحاول أن تتنفس بشكل منتظم و تهدء من توترها قليلا حتي تستطيع التفكير برويه .
كان سليم يطالع الجياد بنظرات ضائعه و ملامح باهته كبهوت كل شئ حوله . فرائحه المۏت تحيط به في كل مكان و الحزن ينخر أنحاء جسده و لا طاقه له برؤيه أحد و لا الحديث مع أحد و لكنه مجبر علي الوقوف بين الجموع ليأخذ واجب العزاء الذي كان ثقيلا عليه كثقل شاحنه ضخمه تمر فوق قلبه فللآن عقله لا يستوعب ما حدث و فقدانه أخاه . و لكن مشهد الناس من حوله يذكره بفجيعته الكبري التي يحاول تناسيها بشتي الطرق حتي يستطيع التنفس بسهوله و لو لثوان .
تحدث سالم بهدوء لا يشعر أبدا به
الهروب عمره ما كان حل يا سليم
مش هروب يا سالم أنا بس بحاول افهم . أنا واقف وسط الناس مستنيه يطلع من أي مكان ييجي يقف جمبنا زي ما أتعودنا نكون جمب بعض إحنا التلاته
أطبق سالم جفنيه يحارب دموعا تقاتله بضراوه حتي تظهر للعلن فقلبه لم يعد يتحمل ذلك الألم الرهيب الذي يعصف به و لكنه مجبرا علي التماسك في حين إنهيار الجميع من حوله لذا أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بتأثر
سليم بقله حيله
لا إله إلا الله . أنا مش معترض والله بس مش قادر أصدق . عقلي مش مستوعب .
سالم بفظاظه
عشان كدا بتغلط يا سليم !
ازداد عبوس ملامحه و هو يقول بإستفهام
تقصد
إيه
سالم بتقريع خفي
إلي حصل في المستشفي غلط و مينفعش يتكرر
تاني !
زفر سليم بحدة قبل أن يقول پعنف مكتوم
سالم بخشونه و قد إسودت عيناه من الڠضب
مفيش حاجه من إلي حصلت كانت صح ! بس مينفعش نعالج غلط بغلط اكبر .
سليم بحنق
يعني أخويا ېموت بسببها و أسيب الهانم تعيش حياتها عادي
سالم بنفاذ صبر
إيه عرفك أنها السبب في
إلي حصله
سليم باندفاع
البنت إلي قالت...
قاطعه سالم پعنف
تعرف منين أنها مبتكذبش . معاها دليل شفت بعينك إلي يخليك تصدقها !
زفر سليم بحدة و لم يجيب ليواصل سالم حديثه الصارم
إحنا مش ظلمه
يا سليم . لازم نتأكد قبل ما نخطي أي خطوة . أرواح البني آدمين مش لعبه في إيدنا
إزداد غضبه من حديث أخاه فصورتها المدمرة لازالت عالقه بذهنه منذ البارحه و الظنون تتقاذفه بكل الجهات فتارة يشعر بشفقه خائڼه تتسلل إلي قلبه تجاهها و تارة يشعر بأنه يود لو يذهب ېحطم رأس تلك الحقېرة التي تسببت في