الخميس 28 نوفمبر 2024

حكاية بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 50 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

بما قاله لدرجة ان دموعها نزلت مجددا فابتسمت وقالت بجد يا خالد انت
بعت كل ممتلكاتك في نيويورك علشاني انا ومريم
مسح خالد دمعتها بلطف واجاب مش بس علشانكوا انا عشت في الغربة كتير اوي وآن الآوان علشان ارجع بلدي وبصراحة عمتي كان نفسها ترجع مصر من زمان بس ماكنتش عايزه تسيبني لوحدي هناك علشان كدا انا قررت ارجع ومش هسيب مصر بعد كدا ابدا 
في منزل عائلة السوفي 
عاد ادهم ومعه مريم الى المنزل في نفس الوقت الذي عاد به معاذ وزوجته سلوى وكانت السعادة ظاهرة على وجههما فدخلوا الى المنزل وكان كمال ورغد عندهم جالسين في غرفة المعيشة مع السيدة كوثر 
فقال ادهم مساء الخير 
رد البقية عليه السلام ثم قال معاذ بنبرة تنم عن السعادة انا عندي خبر حلو يا جماعه 
فقالت امه خير ان شاء الله 
ابتسم وامسك بيد سلوى وهتف بسعادة غامرة سلوى حامل يا ماما 
شعور رائع للغاية شعر به افراد العائلة وسعادة وفرح كبيرين غطيا وجوههم بعد سماع ذلك الخبر المفرح فنهضت السيدة كوثر وقالت بغير تصديق بجد يا ابني 
فابتسم معاذ قائلا والله العظيم 
نزلت دموع امه وعانقته هو وزوجته بقوة بينما سمعا التهنئة من الاخرين وكان الجميع سعيد لأجلهما وبعد التهنئة والضحك والسعادة اجتمعوا حول مائدة الطعام ليتناولوا العشاء فأخذوا يتحدثون بأمور كثيرة ويمزحون في ما بينهم حتى انهم لم يشعروا بالوقت يمضي بسرعة واصبحت الساعة
العاشرة مساء فاغادر كمال وزوجته الى منزلهما اما معاذ فكان يعامل سلوى كما لو انها اميرة حتى لا ترهق نفسها وقد بالغ بردة فعله كثيرا لدرجة أنه حملها الى غرفة النوم قائلا من النهارده مفيش تطلعي السلم لوحدك انا هشيلك علشان متعبيش نفسك 
فضحكت قائلة مش للدرجه دي انا اقدر اطلع السلم لوحدي 
معاذ ان اتخذت قراري وهشيلك كل يوم كدا لغاية ما تقومي بالسلامة يا روح قلبي 
سلوى مبسوط يا حبيبي 
توقف معاذ عند الدرجة الأخيرة ونظر اليها قائلا بجدية الكلمة دي متقدرش توصف السعادة اللي جوايا يا سلوى انا استنيت كتير علشان يبقى عندي ابن منك انتي ومقبلتش اتجوز غيرك علشان انتي حبيبتي الوحيدة حتى لو كنت هعيش طول عمري من غير عيال بس الحمد لله ربنا كرمنا وهتبقي اجمل ام في الدنيا دي كلها يا روحي 
ذرفت سلوى دمعة وهي تسمع كلامه مما جعلها تسند رأسها على صدره وقالت وانا بحبك يا معاذ والحمد لله اني هبقى ام لأبنك 
فابتسم معاذ ثم انزلها واستطرد بمرح يلا يا سمو الأميرة اتفضلي على الجناح الملكي بتاع حضرتك وانا هروح اجيب لك كوباية لبن دافية 
اما في مكان اخر من المنزل 
كان ادهم في غرفة المكتب ينظر من خلال النافذة فسمع طرق خفيف على باب الغرفة فابتسم قائلا اتفضلي يا حبيبتي 
فدخلت مريم وهي تحمل فنجان شاي وسألته ازاي عرفت ان دي انا 
نظر اليها واجاب محدش هيزعجني في الوقت دا غير حبيبة قلبي 
مريم بقى كدا انا جبتلك كوباية شاي بس لو مش عايزها هرجعها على طول 
فابتسم ادهم وقال لا عايزها 
فابتسمت بدورها وأعطته فنجان الشاي قائلة بالهنا والشفا 
فأخذ ادهم فنجان الشاي من يدها ثم وضعه على الطاولة وعاد ليمسك يدها وقربها منه قائلا متشكر لأنك جيتي دلوقتي 
قال ذلك وعانقها بلطف فشعرت انه ليس على مايرام لذا سألته بقلق مالك يا ادهم 
فأغمض عيناه وأحكم عناقها وهمس بصوت أجش ششش خلينا نفضل كدا من غير كلام 
قال ذلك واخذ يستنشق عبير شعرها وهو يغمض عيناه فتنهدت وأخذت تربت على ظهره بلطف وبقيا على تلك الحال لمدة ثلاث دقائق ثم ابعدها عنه وقال متتخيليش انا فرحان قد ايه واخيرا ربنا كرم معاذ وسلوى وهيبقى عندهم ابن بعد كل السنين دي 
مريم هما بقالهم متجوزين قد ايه
ادهم تقريبا من سبع سنين اتجوزوا بعد ما تخرجوا من الجامعة على طول 
مريم يااه دي مدة طويلة اوي 
فتنهد ادهم قائلا انا كنت بدعي ربنا كل يوم علشان يجبر بخاطرهم ويرزقهم الخلفة لأن سلوى بنت حلال وبتستاهل كل خير ومعاذ بيحبها اوي 
مريم عندك حق دول طيبين اوي والحمد لله ان ربنا كرمهم وهيخلفوا 
ادهم على سيرة الخلفة ابننا فين
فابتسمت مريم قائلة نام من شوية دا بقى شقي اوي وطلع عيني لغاية ما نام 
ادهم يبقى هروح اطمن عليه 
قال ذلك ثم امسك فنجان الشاء وشرب منه رشفة وخرج من غرفة المكتب وتركها خلفه فابتسمت ثم اخذت تنظر في ارجاء الغرفة حيث كانت تلك اول مرة تدخلها منذ ان عاشت في القصر أخذت تستكشف العالم الخاص بحبيبها وبينما كانت تنظر في ارجاء المكان وقع نظرها على دفتر مذكرات قديم ذو غلاف جلدي أثار فضولها كثيرا لذا امسكت به
وفتحته وسرعان ما تفاجأت من محتواه حيث كان مليء بقصائد الشعر التي كتبها ادهم لها خلال السنوات التي عاشتها
في نيويورك وقرأت ما يلي
عرفت الناس والدنيا وطريقي وعرفت إن الهوى كڈب وأماني 
أخذني الشوق والحب الحقيقي لذاك الذي بعد الحب جفاني 
انزلني للأسف في عز ضيقي وأنا في غمرة جراحي أعاني 
بكيت وهل بكاء القلب يجدي فراق أحبتي وحنين وجدي 
فما معنى الحياة إذا افترقنا وهل يجدي النحيب فلست أدري !
فلا التذكار يرحمني فأنسى ولا الأشواق تتركني لنومي !!
فراق محبوبتي كم هز وجدي وحتى لقائها سأظل أبكي 
حبيبتي إسمها مريم بل و الحب مريم 
أبدا لن اتوقف عن القيام بمراسم حبي المقدس لك محبوبتي
فأنت الحبيبة و العشيقة مريم
أنت الهوس والجنون مريمتي
أنت الڠضب و الثورة 
انت الوطن و الأمان 
الراحة و الحنان فأنت بكل بساطة مريم
أحببتك وظننت أبدا أنك لن تفارقيني ولكنك فعلت وها أنا ذا في شدة إحتياجي إليك 
كي أعد إلى توازني البيلوجي كي أعد إلى إتزاني الروحي 
فقد تعبت من دونك يا مريمتي حقا تعبت اليوم كالبارحة منذ يوم فراقك و أنا أعاني 
منذ أن
أثرتي بقلبي هذا البركان الخامد و كل يوم في فراقك يزداد غلياني !
خرت كل قواي و لا أستطع التحمل فإما لقائك أو فراق لحياتي وأحزاني 
ها أنا ذا اسطر إليك هذه الكلمات معلنا على الملأ ان هذا الجبل الجليدي قد وقع في شباك حبك لتزيدني ڼارا على ڼاري
نيران عشق تشعل قلب لم يذق ابدا مثل هذه المشاعر مثل هذا الحب مثل هذا الاحتواء عفوا محبوبتي فقد أدمنت هواك
وبعد ان قرأت ما خطته يداه من اجلها واستشعرت الألم الذي كان يعانيه مع كل حرف كتبه اغلقت الدفتر ودموعها قد بللت اوراقه الباهتة وشعرت بضيق شديد في صدرها لأنها كانت سبب معاناته لما يزيد عن الأربع سنوات جلست على الأريكة وأخذت تبكي بصمت على سنين قد اضاعتها وهي بعيدة عنه بسبب حماقتها وتفكيرها الساذج فهي كانت تشعر بأنه يحبها منذ البداية منذ ان قبلها في مكتبه واراد ان يمتلكها ولكن شيطان الكبرياء الأنثوي الذي بداخلها ابعدها عنه وجعلها تسيء فهمه لمدة طويلة ولكن ها هي الأن قد عرفت الحقيقة كاملة وعرفت كم يحبها كم يعشقها كم هو بها مغرم 
فمسحت دموعها ثم نهضت وأخذت دفتر المذكرات وبعدها خرجت من غرفة المكتب ولم تعرف كيف وصلت الى غرفتهما هل ركضت ام حلقت لم تشعر بقدميها عندما كانت تصعد درجات السلم الذي يؤدي الى غرفة نومهم وأثناء جريها رن هاتفها فكان الشخص الذي اتصل بها في تلك الساعة هي صديقتها الهام ولكنها تجاهلت المكالمة وكانت تلك اول مرة تتجاهل اتصالا من الهام كان همها الوحيد في تلك اللحظات هو الوصول الى حبيب عمرها الواحد والوحيد والذي لم تعشق احدا قبله ولن تعشق احدا بعده 
دخلت الى الغرفة فوجدته جالسا على السرير يعمل على حاسوبه المحمول بعد ان بدل ملابسه فنظر اليها وابتسم ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامته عندما رأى احمرار عينيها فنهض من مكانه ثم اقترب منها قائلا مالك يا حبيبتي ليه بټعيطي كدا !
لم تجبه بأي شيء بل ركضت نحوه وعانقته بقوة ولهفة كبيرة مما جعله يتعجب من تصرفها فسألها بقلق شديد في ايه يا مريم
قالت وهي تعانقه انا اسفه ارجوك سامحني 
شعر ادهم ببعض الخۏف بسبب ما قالته لذا ابعدها عنه ونظر الى وجهها الباكي وسألها ليه بتقولي كدا ايه اللي حصل 
فرفعت مريم دفتر المذكرات حتى اصبح امام نظره وغمغت من بين دموعها انت كنت پتتعذب طول السنين اللي فاتت وانا مكنتش عارفه بس دلوقتي عرفت كل حاجة 
فنظر ادهم الى مذكراته ثم تنهد وأخذها من يدها قائلا انتي قريتيها 
أومأت له برأسها واجابت بنبرة مرتجفة ايوا وعرفت انت بتحبني قد ايه 
تسارع في الأحداث 
انطوى الليل وولى الظلام هاربا فأشرقت شمس يوم جديد وأضاءت الكون بضيائها الباهر ترسل من أشعتها شعاعا ذهبيا دافئا مليء بالأمل والحب وقد اكتست الأرض حلة زاهية الألوان واستيقظ ادهم قبل مريم التي كانت تغط في نوم عميق وهي بين ذراعيه فنظر اليها وابتسم بسعادة غامرة واخذ يداعب انفها الدقيق محاولا ان يجعلها تستيقظ وبالفعل نجح في تعكير صفو نومها فأستيقظت على صوته الرجولي الأجش حين همس فى أذنها قائلا صبحية مباركة يا عروسه 
شعرت بالخجل يسري في ارجاء جسدها وكان قلبها يرفرف كجناح طائر أبيض بوده أن يحتضن السماء و اكتست وجنتيها بحمرة الورد فاخفت وجهها تحت الغطاء وقالت بخجل صباح الخير 
ابتسم ادهم ثم ابعد الغطاء عن وجهها ولمس خدها برفق ثم سألها ازيك 
نظرت اليه وابتسمت قائلة كويسه 
فقبل جبهتها ثم استطرد يلا يا كسلانه قومي ورانا شغل 
فقالت بغنج
سيبني نايمة كمان شوية 
ابتسم وهمهم قائلا طيب اوك مش هنروح الشغل ومش
هنخرج من هنا ابدا لو انتي عايزة كدا 
فضحكت قائلة طيب خلاص هقوم 
ثم امسكت الروب الأسود الحريري وارتدته فوق قميص نومها وبعدها نهضت واضافت هروح اطمن على ابننا لغاية ما تعمل الشاور بتاعك 
ادهم اوك 
امسكت مريم هاتفها
وخرجت من الغرفة ثم تفحصت المكالمات الفائتة وقالت محدثة نفسها اه افتكرت الهام اتصلت امبارح بس مردتش عليها هكلمها دلوقتي 
قالت ذلك ثم عاودت الإتصال بصديقتها فاجابتها من اول رنه وقالت صباح الخير يا ميمي 
مريم صباح النور انا اسفه يا لولو علشان مقدرتش ارد عليكي امبارح قوليلي في حاجة 
ابتسمت الهام التي كانت تجهز نفسها في غرفتها من اجل الخروج مع خالد لشراء خواتم الخطوبة وقالت بنبرة
صوت مرحة خالد رجع يا مريم رجع مصر وطلب ايدي من بابا وقال انه قرر يستقر هنا خلاص 
فابتسمت مريم وسألتها بانفعال بجد رجع رجع ازاي وامتى وليه مقلش انوه هيرجع مصر 
ضحكت الهام قائلة طب اهدي علشان افهمك كل حاجة 
ثم بدأت تقص عليها كل ما حدث في اليوم السابق وكيف تفاجأت بوجود خالد وعمته سحر في منزلها عندما عادت للمنزل فسألتها مريم طيب انتي فين دلوقتي 
الهام بجهز نفسي علشان هنروح نشتري الدبل 
مريم اوك يا حبيبتي انا هكلم ادهم علشان نقابلكوا اصل خالد وحشني اوي 
الهام تمام 
مريم سلام دلوقتي 
مريم لأ لسه نايم 
ادهم طب تعالي عايزك تديني رأيك في حاجة 
قال ذلك ثم امسك قميصين احدهما كحلي والاخر اسود واضاف متسائلا انهي قميص هيليق على البدلة دي الكحلي والا الاسود 
فنظرت مريم الى البدلة الرمادية التي حضرها ادهم حتى يرتديها ثم قالت الاسود هيليق عليها اكتر 
ادهم وانا قولت كدا برضو 
قال ذلك وارتدى القميص وبدأ يزره فاقتربت مريم واخذت تزره عوضا عنه قائلة بقولك ايه يا ادهم هو انا لو طلبت منك حاجة هتعملها
فابتسمت ادهم وسألها عايزه ايه يا روحي
اجابت وهي ترتب ياقة قميصه الهام كلمتني امبارح بس مردتش عليها ولما رجعت اتصلت بيها من شويه هي قالت ان خالد رجع مصر وقرر يستقر هنا علشان كدا انا عايزه اقابله اصله وحشني اوي 
في تلك اللحظة غابت الابتسامة عن وجه ادهم وقطب حاجبيه بعبوس ثم ابعدها عنه واخذ يرتب ياقة قميصه بنفسه قائلا بنبرة حاسمة لأ مش هتقابليه تاني 
فتنهدت مريم ثم امسكت يده وقالت من فضلك يا ادهم متعملش كدا خالد دا اخويا وهو وقف جنبي في اصعب ايام حياتي وساعدني وخلى باله من ابني زي ما يكون خاله بجد علشان كدا متكرهوش يا حبيبي 
فنظر ادهم اليها وقال جايز انتي فاكره ان الجدع دا اخوكي بس انا راجل وعارف الرجالة كويس يعني اعرف هو بيفكر في ايه 
ابتسمت مريم واردفت متقلقش يا روحي وغيرتك دي وفرها لواحد تاني لان خالد مش بيحبني زي ما انت فاكر اساسا هو رجع مصر علشان يطلب ايد الهام من عمي امين اصلهم بيحبوا بعض 
وبعد ان سمع ادهم ذلك شعر بالطمأنينة فسألها مستفسرا بجد !
مريم ايوا والدليل على كلامي انهم هيروحوا يشتروا دبل الخطوبة النهاردة وانا قولت لالهام اننا هنقابلهم مع بعض يعني انت هتبقى معايا لما هروح اقابل خالد 
ادهم بس انا عندي شغل ومينفعش اسيب شغلي 
مريم بليز يا حبيبي انا عايزاك تبقى معايا لما اقابل صحابي علشان اوريهم قد ايه انا مبسوطة بالعيشة مع جوزي وروح قلبي 
فابتسم ادهم بخباثة وقال قولي كدا من الاول طيب يا شقيه هروح معاكي وهشوف اخرتها ايه 
فابتسمت وعانقته قائلة ميرسي جدا يا حبيبي 
تسارع في الاحداث 
مر الوقت سريعا وذهبت مريم برفقة ادهم حتى يقابلوا خالد والهام فتقابلوا على الغداء في احد المطاعم الراقية حيث ابتسمت مريم عندما رأت خالد والهام معا وقد تجمع شملهما اخيرا عانقته بعفوية وهتفت خالد وحشتيني اوي 
طبعا ذلك لم يعجب ادهم ابدا لذا امسك بذراعها وسحبها إلى جانبه بينما ابتسم خالد وقال وانتي كمان وحشتيني مۏت يا مريم 
قال ذلك ثم وجه نظره إلى ذلك البارد الذي نظر اليه بنظرة اوحت على الرغبة في قټله وأبتسم ومد يده ليصافحه قائلا ازيك يا ادهم بيه
فتنهد ادهم ثم صافحه قائلا الحمد لله وانت عامل ايه
خالد تمام والحمد لله 
فنظر ادهم الى الهام واستطرد مريم قالتلي انكوا قررتوا تتجوزوا الف مبروك 
الهام متشكره حضرتك 
ثم جلسوا معا يتناولون الغداء ويتبادلون اطراف الحديث وخلال ذلك الوقت استبعد ادهم فكرة الغيرة على مريم من خالد لانه رأى كم يحب الهام وكم هي
تحبه كما ان ما قالته له مريم في الصباح بشأن خالد وانه وقف الى جانبها وجانب ابنها واعتنائه بهما كثيرا لذا استغل ذهاب مريم والهام الى الحمام وقال لو عايز اي مساعدة علشان ترجع تأسس شركتك هنا فانا هساعدك وهعدعمك في اي وقت 
فنظر خالد اليه بغرابة ثم ابتسم قائلا ادهم عزام السيوفي عايز يساعد خالد نجم
مش انت اللي لغيت الشراكة اللي
كانت بينا بسبب مسائل شخصية ايه اللي غير تفكيرك دلوقتي 
فقال ادهم بجدية بص يا خالد انا راجل مابحبش اللف والدوران ومبحبش الكدب ابدا علشان كدا هخش في الموضوع على طول ايوا انا لغيت الشراكة بسبب علاقتك انت ومريم ومكنتش عايزها تقابلك تاني لاني بغير عليها من نسمة الهوا ودا لاني بحبها اكتر من روحي بس كمان انا بثق فيها وبحترم قراراتها وهي حكتلي عن جدعنتك معاها وازاي وقفت جنبها وساعدتها وخليت بالك منها ومن ابني كل السنين اللي فاتت علشان كدا انا عايز اشكرك جايز كلمتك وحش لما كنا في نيويورك بس انا كنت في حالة فوضى وقتها وعايز اعتذر منك وبتمنى انك تقبل اعتذاري 
فابتسم خالد قائلا مفيش داعي أنك تعتذر مني لاني عارف انت عملت كدا ليه وكمان مقدر موقفك وان من حقك تغير على مراتك لانها جوهرة وعمرك ما هتلاقي وحده وفية ومخلصة وبتحبك زيها اما بالنسبة لموضوع مساعدتك ليا فانا بشكرك جدا على العرض بس اعذرني لاني عايز اعتمد على نفسي وارجع أسس شركتي على مهلي زي ما عملت قبل كدا بس لو حضرتك عايز نرجع نفكر في موضوع الشراكة اللي بينا فانا معنديش مشكلة ابدع 
ابتسم ادهم واردف يبقى انا هزورك ان شاء الله اول ما ترجع تفتتح الشركة 
وهكذا مرت ثلاثة أشهر اخرى عاشتها مريم بسعادة غامرة في كنف زوجها الذي يحبها وقد كان حبها له يكبر كل يوم أكثر من الذي قبله وذات يوم شعرت بالدوار اثناء تسوقها برفقة الهام حتى انها فقدت وعيها فجأة الامر الذي جعل صديقتها تشعر بالقلق الشديد عليها لذا نقلتها إلى المستشفى بمساعدة سمير ابن العم محمود الذي كان برفتهما وبعد اجراء التحاليل اللازمة اتضح انها حامل في شهرها الثاني الامر الذي جعلها تذرف دموع الفرح وطلبت من سمير والهام ان يبقيا الامر سرا عن الجميع لانها تريد ان تخبر زوجها اولا بنفسها 
وعندما عاد ادهم ذاك المساء إلى المنزل وبعد ان تناولوا العشاء برفقة العائلة انتظرت مريم حتى يصعدا الى غرفتهما لتزف له ذلك الخبر المفرح فتوجهت نحوه واخذت سترته قائلة ادهم انا عايزه اقولك حاجة 
فنظر إليها وقال قولي يا حبيبتي 
فقالت وهي تعلق سترته في الخزانة ادهم انا انا حامل 
قالت ذلك والتفتت اليه فابتسم ابتسامة عريضة وضحك قائلا بجد يا مريم !
هزت رأسها بالموافقة وهي تبتسم واردفت ايوا انا حامل بقالي شهرين 
فتحرك ادهم نحوها بخطوات سريعة ثم عانقها بقوة كادت ان تسحق عظامها حتى شعرت بقدميها ترتفع عن الارض وقال بسعادة غامرة يا روح قلبي انتي متتخيليش فرحتيني قد ايه 
قال ذلك وابعدها عنه قليلا فابتسمت وغمغمت قائلة ربنا يقدرني علشان اسعدك اكتر يا حبيبي 
اعاد ادهم خصلة من شعرها خلف اذنها وهمس لها بصوت أجش ربنا يقدرني علشان اقدر احميكي انتي وولادنا يا حبيبتي 
ومرت الأيام والاشهر حتى انجبت رغد فتاة جميلة كالملاك اسمتها نادية نسبة لأسم والدة زوجها كمال بينما انجبت سلوى ولدا اسمته اياد نسبة لشقيقها الاكبر المټوفي وبعدها بعدة اشهر انجبت مريم فتاة صغيرة جميلة كأمها وشعرها اسود حالك كالليل كشعر ابيها وبيضاء كعمتها رغد فاسموها مرام وكان ادهم سعيد جدا لانه كان مع زوجته في كل مرحلة من مراحل حملها هذه المرة اما خالد والهام فقد تزوجا اخيرا وعاشا في منزل عائلة اهل خالد الذي تركه له والده الراحل وهكذا انتهت الحكاية بنهاية سعيدة تخبرنا ان العشق والهوى يتغلبان دائما على كل الصعاب 
النهاية

49  50 

انت في الصفحة 50 من 50 صفحات