الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية بقلم أية السيد

انت في الصفحة 6 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

عقب بتمعض
حيوان! احترمي نفسك يا بت إنت
هتفت قائله بمكر
إنت زعلان عشان بقولك يا حيوان طيب ما إنت فعلا حيوان 
عقب بنزق
الله! متخلنيش أغلط فيك
عقبت بتبرير
وهو الإنسان إيه غير حيوان ناطق!
زفر بحنق وعقب بنزق
أنا آسف إني كلمتك أسيبك بقا تاخدي سندس في وتنامي تصبحي على خير 
أغلقت الخط بدون أن تعقب على كلامه واڼفجرت بالضحك وبعد أن انتهت قالت

الله شكلي هتسلى أوي
مر إسبوع وطلب نوح مريم رسميا من عمته واتفقوا على موعد للرؤية الشرعيه أما فرح فكانت تزعج بوسف بكلامها كل يوم تحكي له قصص مفبركة بعلاقتها بالحيوانات ومدى تأثرها بحياتهم لم يعيرها الكثير من الإهتمام فعلاقته معها نهايتها محتومه وسيطلقها عاجلا أم آجلا.
وفي هذا اليوم كانت فرح تذاكر محاضراتها وسرقها الوقت نظرت لساعة الحائط فوجدتها الثانيه بعد منتصف الليل فخطړ لها فكره لم لا تتصل به وتزعجه.
على جانب أخر كان يقف أمام الثلاجه وياخذ منها زجاجة مياه ليروي عطشه ارتفع رنين هاتفه فأخذ زجاجته وهرول للغرفه ونظر لإسمها على شاشة الهاتف فهيم زفر بحنق وكان سيلقي هاتفه جانبا لكن قرر أن يجيبها فقد اعتاد على ازعاجها الدائم فزواجه منها ليس اڼتقام من عائلتها بل هو اڼتقام منه ومن عائلته 
انتظرت فرح قليلا حتى أتاها صوته الرجولي قائلا بنزق خير 
كتمت ضحكتها وقالت
قولت أطمن عليك يا بغلي 
عقب قائلا
بغلك! والله ما في بغل غيرك.
كتمت سماعة الهاتف وضحكت ضحكة مكتومه أما هو فنفخ بحنق وأردف
عايزه ايه يا فهيمه في الوقت ده!
وضعت يدها على فمها لتكتم ضحكاتها ثم أجابت 
قولت أسمع صوتك أصلي كنت سهرانه چار سندس عشان ممكن تولد الليله
كتمت ضحكتها مجددا فرد عليها بنزق 
فقولتي تكلميني تزعجيني يعني!
عقبت بجديه
لا متفهمنيش صح أنا بس كنت بطمن عليك أصلك مكلمتنيش من يومين
زفر بقوه وقال بجديه 
كنت برتاح شويه من حړقة
الډم ومش حابب أسمع حكايات عن حديقة الحيوان الي إنت عايشه فيها 
كتمت ضحكتها قائلة
ليه بس يا حيوان زعلان ليه 
نفخ بحنق فمنذ أن عرفها وهي تنعته بالحيوان وتبرر أن ذالك اللقب دليل على حبها له عقب قائلا پحده
بت إنت مترنيش عليا تاني نهائي مفهوم!
عقبت بحزن زائف
لما إنت مش طايقني كدا طلقني 
عقب قائلا بسخرية
ياريت والله أقدر كنت عملتها وارتحت
أغلق هاتفه وألقاه جنبا وهو ينفخ بحنق ثم ألقى جسده على السرير لينام أما هي فاڼفجرت بالضحك وهي تقول
إنت لسه شوفت حاجه والله لأوريك
تنهدت بارتياح قائله
اجمل أسبوع مر عليا ياااه على المتعه
وفي اليوم التالي ارتدت حجابها الاوف وايت وفستانها النبيتي الرقيق وحذائها الزيتي وحقيبتها التي تشبه لو حذائها هندمت ثيابها جيدا أمام المرآه فاليوم هو محاضرة يوسف وستراه تنهدت بارتياح وخرجت من البيت.
وبعد أن وصلت الكليه كان المدرج يعج بالطلبه كالمرة السابقة وقفت تبحث عن مكان شاغر فأشارت لها زميلتها بالمقعد الثالث ابتسمت واتجهت لتجلس جوارها وما هي إلا لحظات ودخل يوسف بهيئته الجذابه كان الفتيات ينظرن له بإعجاب وخيم أما فرح فكانت تحاول غض بصرها عنه لكنها تتمنى لو يعرفها بحث يوسف عنها بعينه حتى عرف مكانها وبدأ يشرح محاضرته وأثناء المحاضره لكزتها زميلتها بيدها قائله بهمس 
أنا حاسه إنه معجب بيا بيبص ناحيتي كل شويه 
همست لها فرح
اسكتي عشان مننطردش 
همست لها الفتاه بهيام
بجد قمر أوي 
لكزتها فرح پحده لتصمت فابتسمت الفتاه قاطعهما صوته وهو يشير نحو فرح قائلا
قومي 
حاولت فرح ادعاء الجهل فأردف وهو يشير نحوها
إنت إلي لابسه طرحه أوف وايت هاتي الكارنيه بتاعك وتعالي. 
إنت إلي لابسه طرحه أوف وايت هاتي الكارنيه بتاعك وتعالي
نظر يوسف نحوها مجددا وقال بتأكيد وبنبرة يشوبها بعض الحده
إنت مسمعتنيش قومي هاتي الكارنيه وتعالي 
استدار موليهم ظهره وهو يعدل من مكبرات الصوت قامت فرح بارتباك وأخرجت كارنيه الجامعه الخاص بها واتجهت نحوه پخوف وقلق وعند نزولها من المدرج تعرقلت قدمها ووقعت أرضا لتفترش الأرض ويصطدم بها أنفها فتتأوه وهي تقوم وتخلع نظارتها لتتأكد من سلامة النظارة قبل سلامتها الټفت لها أثر ضحكات الطلبه وصوت ارتطامها بالأرض وقفت فرح بشموخ ونظرت خلفها للطبة لتخاطبهم بنبرة حادة
بتضحكوا على إيه أول مره تشوفوا حد واقع!!!!
حين

________________________________________
ارتفعت همهمات الطلاب خبط يوسف على مكتبه پغضب وقال
الصوت بطلوا كلام الله!!!
تعقدت ملامحه ونظر لفرح قائلا بتعجب
إنت رايحه فين!
مدت يدها بالكارنيه قائله
حضرتك طلبت الكانيه
هز رأسه بالنفي وأشار للبنت التي تجلس خلف فرح قائلا
لأ أنا قصدي على الأستاذه الي نايمه هناك دي مش إنت! اتفضلي ارجعي مكانك 
ابتسمت فرح وسحبت يدها لتواري بطاقتها الجامعيه الكارنيه خلف ظهرها ثم رجعت للخلف بظهرها وهي تحمد ربها فلن يعرف باسمها الذي تكرهه والذي يرتسم على وجه البطاقه كانت تبتسم ببلاهه وهي تعود بظهرها فتعرقلت مرة أخرى ووقعت على ظهرها لتتصاعد ضحكات الطلبه مجددا كبح يوسف ضحكته وهتف قائلا
خلي بالك يا فرح إنت ماشيه بظهرك!!
قامت على الفور والتفتت إليه في دهشه تسأل حالها هل قال فرح للتو! هل نطق إسمها قبل لحظات فهذا يعني أنه يعرفها! ابتلعت ريقها بحيره وتناست أمر وقوعها تماما قائلة
حضرتك قولت إيه!
عقب قائلا بجديه
بقولك خلي بالك اتفضلي ارجعي مكانك 
لم يعيد اسمها مرة أخرى فرجعت مكانها وسألت زميلتها بخفوت
إنت سمعتيه بيقولي خلي بالك يا فرح ولا دي تهيئات من الوقعه!
رفعت زميلتها كتفها لأعلى ولوت شفتيها لأسفل كناية عن جهلها وقالت
ماخدتش بالي بس معتقدش هو يعرف اسمك منين أصلا!
تلعثمت قائله
هه لأ أبدا ميعرفش اسمي 
اڼفجرت زميلتها بالضحك وقالت 
بس شكلك كان مسخره وإنت بتقعي 
لكزتها فرح بكوعها بنزق وقاطعهما صوت يوسف قائلا
هناخد بريك عشر دقائق ونكمل
ثم خرج من المدرج ليستفسر عن اكتمال أوراق نقله 
يجلس هشام والد فرح على الأريكه بأريحه بعد أن عاد من عمله مدير بمدرسة خاصه نظر لزوجته قائلا بوجه خالي من المشاعر
أنا استقالت من الشغل 
تهلل وجه زوجته كأنها كانت تنتظر هذا الخبر وقالت
أخيرا عملتها
تنهد قائلا بتوضيح
هنرجع البلد وهفتح مشروع هناك وأكمل حياتي جنب أبويا مش هنفضل عايشين في شقه ايجار طول عمرنا والي بنكسبه باليمين بنصرفه بالشمال
ربتت زوجته شهناز على ظهره قائله برضا
عين العقل يا هشام 
ابتسم قائلا
يارب الولاد يوافقو وميتعبوناش
عقبت شهناز
بثقه 
متقلقش فرح تتمنى تعيش في البلد ونوح نفسه يفتح مشروعه هناك 
تنهد بارتياح ونظر في ساعة يده قائلا 
حيث كدا بقا هقوم أروح لفرح الكليه وأجهز أوراق النقل وإنت ابدئي جهزي نفسك وكلمي نوح عشان بكره نكون في البلد أن شاء الله 
ابتسمت بارتياح قائله 
إن شاء الله
صدع هاتف فرح بالرنين برقم والدها فأجابت على الفور قائله
حبيبي 
لياتيها صوته قائلا
حبيبة بابا خلصتي محاضراتك ولا لسه
عقبت قائله 
لسه باقيلي نص ساعه أو ساعه إلا ربع
هتف هشام قائلا 
طيب أنا جايلك الجامعه عشان هاخد ورقد من الشؤون وهنقلك جامعة كفر الشيخ
جحظت عيناها من هول المفاجأه وعقبت
ليييه!
عقب والدها
عشان هنرجع البلد وهنقعد هناك علطول
تلعثمت قائله
طيب وشغلك يا بابا 
رد مطمئنا
متقلقيش أنا رتبت كل حاجه 
عقبت بنبرة حزينه
ماشي يا حبيبي إلي تشوفه
فلو قال والدها هذا الكلام قبل إسبوعين لرفرفت بجناحيها فرحا لكن الآن إن تركت الجامعه فلن ترى يوسف مجددا تنهدت بحزن وانتبهت له عند دخوله للمدرج كانت ملامحها عابسه تنظر إليه بوجه متجهم تظن أن هذه هي أخر مرة ستراه بها أكمل شرح محاضرته وبعد أن انتهى تنحنح وهتف قائلا
وبكدا تكون دي أخر محاضره ليا معاكم وإن شاء الله هتكمل معاكم الكورس الدكتوره سجى
ارتفعت همهمات الطلبه فعقب قائلا
تقدروا تتفضلوا 
بدأ الطلبه بالخروج من المدرج وأوشك المدرج على الخلو من ازدحام أنفاسهم فقامت فتاه بأخر المدرج وبدأت تغني 
عادي أهي خلصت زي ما كل حكايه بتخلص إيه الي هيجرى وإي إلي هينقص لو أنا وإنت مكملناااش أنا هتعود وإنت كمان لازم تتعود عمر البعد مكان بېموت وأهي دنيا ولازم تتعاش
ابتسم يوسف دون أن ينظر إليها وبدأ يلملم أشياءه من فوق المكتب هو يرمق فرح ذات الوجه المتجهم بنظرة سريعة ويغادر المدرج برمته
وكان كلماتها لمست ۏجع فرح فقامت لتغادر بعد أن أصبح اطمئنت أن باب المدرج شبه خالي من تكدس الطلاب هتفت زميلتها قائله
وااااحسرتااااه
عقبت أخرى
واااادكتوراااه 
وواحدة ثالثه
وااااأسفااااه
ضحكت فرح على كلامهم وخرجت من المدرج لتتجه لشؤون الطلبه وتقابل والدها لتنتقل من الجامعه إلى أخرى بمحافظة أخرى وعادات أخرى وقصص أخرى 
وفي البلد كان سليمان يستشيط ڠضبا من تصرفات وأفعال ابن أخيه طلب رقمه وانتظر إجابته سرعان ما أجاب مرددا السلام رد عمه بنبرة حاده
عليكم السلام يا يوسف. إيه الي أنا سمعته ده!
عقبت يوسف مستفهما
خير يا عمي سمعت إيه! 
رد عمه مستفهما لكن بنبرة غاضبه
إنت ناوي تأچر شقه وإنت ليك بيت كامل!!
حاول يوسف التبرير قائلا
أنا مش حابب أعيش في البلد وهأجر شقه جنب شغلي معتقدش دي حاجه تزعلك!
رد عمه پغضب عارم
عليا الطلا ق بالتلاته ما يحصل طول ما أنا عايش!
زفر يوسف بحنق وعقب بنبره متعجبه من يمين الطلاق الذي رماه عمه
مش فاهم حضرتك زعلان ليه!
عقب عمه بنفس الڠضب موضحا 
إنت عايز الناس تاكل وشي وتقول طفش ابن أخوه من البلد. طيب أنا كنت موافق الأول عشان كنت في محافظه تانيه إنما دلوقتي لا يمكن أوافق!
نفخ يوسف بحنق فهو يعرف عمه وطباعه العنيد فمهما جادله لن يتراجع

________________________________________
عن كلامه تنهد بأسى قائلا
خلاص يا عمي متزعلش من بكره هرجع أقعد في البلد
عاد يوسف لبيته وبعد تناول وجبة العشاء جمع والدته وأخته ليحكي لهما حديث عمه فعقبت صفاءوالدته
يعني هنرجع نعيش في البلد!
تنهد بأسى وقال
للأسف مضطربن نستحمل فتره على ما يسر تتجوز ونشوف هنعمل ايه
عقبت والدته برضا زائف
عادي يا حبيبي أي مكان مش فارقه 
تدخلت يسر قائله بتقزز
يعني هتستحملوا حنان وقرفها!
لوت صفاء شفتها لأعلى بسخريه وقالت
وإحنا مالنا بيها إحنا هنقفل علينا بابنا ونعيش في حالنا
قام يوسف وهو يتنهد وقال 
جهزو نفسكم عشان هنرجع البلد بكره عشان هنقل شغلي هناك 
عقبت يسر
على خير إن شاء الله
سار خطوات تجاه غرفته وعاد مرة أخرى كان مرتبكا يحك أنفه بتوتر ويمسح على ذقنه بقلق تردد كثيرا قبل أن يلفظ جملته
أنا عايز أعترفلكم بحاجه
انتبها له وحدقا به فأردف قائلا باختصار
أنا اتجوزت
ضړبت أمه صدرها پصدمه وفغرت أخته فاها قائلين بنفس اللحظه
اتجوزت!!!
وبعد أن جمعت ملابسها وكل مستلزماتها لمغادرة القاهره وبدأ حياة جديده بالريف الذي كان تهوى العيش به وتستمتع بالأيام التي تقضيها برفقة عائلتها بالبلد ابتلعت غصة في حلقها حين تذكرت يوسف وأنها لا تراه مجددا حملت هاتفها الذي صدع برساله من زميلتها لتقرأ الرسالة التي
محتواها
بيقولوا دكتور يوسف سافر

انت في الصفحة 6 من 22 صفحات