حكايه مريم ادهم
وضعتها بغرفه اخرى واغلقت الباب بالمفتاح واضعه المفتاح بصدرها ووقفت امام الباب كالحارس حتى لا يعبر هو للداخل ويجلب الحقيبه مره اخرى
تظن انها هكذا ستمنعه
ولكن انتهى الامر وحسم قراره وسيرحل مهما حدث
اقترب منها بخطوات بطيئهعيناه تفيض بالدمع
ينظر لها بشتياق قد بدأ يزداد من الأن
تبادله هى النظره بأخرى تائهضائعهمزهوله
كلا منهم يتشرب ويحفر ملامح الأخر عن ظهر قلب
وبلحظهكانو قطعو المسافه معا محتضنين بعضهم بقوه
بل كل منهم يعتصر الأخر داخل حضنه
تستنشق هى رائحته بعمق شديد وتهمس من بين شهقاتها
مريم متسبناشبحلفك بالله ما تسبناانا وابنك ملناش غيرك
ادهم بنحيبانا سيبك وسط اهلك يا مريم
مريم بنحيب اشدانت كل اهلىانت امانى وحمايتى
لو سفرت انا اللى هتغرب والله مش انت
ادهم هرجعلك
مريم مش هتمشىمستحيل
ربط على ظهرها بحنان واكمل بتعقل
ولم يبعدها عن حضنه ولو انش واحد
ادهم يا مريم انا بقالى اكتر من شهر وانا قايلك انى هسافر وانتى شيفانى وانا بجرى على الورق ومتابعه معايا خطوه بخطوهبتعترضى بعد ما استقالت من شغلى وطيارتى فاضل عليها كام ساعه
شدت من احتضانه بكل قوتها
معرفش انى هندم اوى كده وان لحظه الفراق هتموتنى بالشكل دا
ادهم هبقى معاكى
شوربه السى فود اللى ابوكى بعتهلنا دى جباره وشكلها هتخلينا نخاوى الواد تيمو انهارده
نهى حديثه وسحبها لأعماق حضنه يغرقها بعشقه وشوقه الخالص لهاومن بين كم هذا العشق عيونهم تفيض دمعا غزيرا وقلبهم يدمى بشده
اتغرب رجلى وقالى رجعلك
انا لوحدى وانتى وسط اهلك
قلبى صړخ واڼفجرت دموعى
غربتى فى بعدك انت يا كل اهلى
الغربه
عمر بيجرى وبيتسرق منى
systemcode ad autoads
بعيد عن بلدى واهلى وبنتى
غريب فى بلد لوحدى
من غير ضهر ولا سند
قلبى پيصرخ وبيبكى
من شوقى وحنينى لابنى
فراقدموع
قهروجعجفاكسره
الغربه
مت بالبطئ
ضياع لشبابى وحلمى
واتقال لمراتى فى غابتى
بالعالم
يمر الوقت
لكن بعالمها هىفقد توقف الوقت منذ سفر زوجها
تغرب هو واخذ قلبها وانفاسهابل اخذ حياتها معه
تائههضائعه من دونهدوما عيونها باكيه
منعزله بشقتهالم تغادرها لها اكثر من شهر
لم تنجح جميع محاولات والديها واشقائها بأخراجها من تلك الحاله
توسلت لهم ان يتركوها قليلا
بوهناعتدلت جالسه بعدما نامت اكثر من نصف اليوم
تهرب من واقعها بالنوم المستمر
نظرت للغرفه حولها پضياع
حتى قلبىمعرفش انى بحبك كدهمعرفش ان البعد ھيموتنى بالطريقه دى
تمسكت بالوساده اكثر وهمست برجاء شديد
ارجعلىبالله عليك ارجعلى
دفنت وجهها بالوساده وتعالت شهقاتها بصړاخ مكتوم
فقد تريده هو لا شئ اخر
سريعا
مربم لا استنى يا
بس انا كنت قاصد يا مريمنظرت له بستفهام وعدم فهم فأكمل هو
كنت قاصد انسى ومفتكرش علشان كنت عارف ان هيجى علينا يوم ونفترق
هبطت دموعه بغزاره واكمل
واليوم اللى عامل حسابه جهوعلشان كده
عيزك لما تشتاقيلى اوى تفتكرى انى كنت بزعلك ومبفتكرش منسبتنا الحلوه وكمان كنت على طول ساكت وبعملك وحش وانك اخيرا ارتحتى منى ومن قرفى ومن وشى اللى يقطع الخميره من العيش
مد اصابعه يمسح دموعها التى اغرقت وجهها واكمل بتأكيد
لما تفتكرى قسوتى عليكى هتقوى شويه وتستحملى البعد
حركت رأسها بالنفى وهمست من بين شهقاتها
مريم وانت هتستحمل ازاى
ولا هترتاح انت كمان من ژنى على دماغك
بكى بنحيب بصوتا مسموع وانتشلها بكل قوته يعتصرها داخل حضنه وهمس من بين شهقاته بصعوبه
ادهم اقسم بالله يا مريم انى كنت بقسى عليكى من شده حبى ليكىانتى غاليه اوى اوى واصيله بنت اصول ونعمه الزوجه يا حبيبتى
وكل اللى
على صدره ويده
مريم قلقتك ليه يا ماما
جيهان يابنتى بخبط بقالى ساعه على الباب وفتحت ودخلت وعماله انادى عليكى مبترديش عليا
مريم حقك عليا يا ماما مسمعتكيش
جلست جيهان جوارها على الارض تنظر لها بغصه والم شديد على حالها وتحدثت بتعقل
جيهان عيطىنظرت لها مريم بجمود وتماسك فاكملت جيهان بأمرعيطى يا مريمعيطى واصرخى كمان جوه حضنى
نظرت لها پغضب مصتنع واكملت بحذير
لكن متعمليش فيها البت القويه قدامى وقال ايه علشان انا مزعلش واتعبوتفضلى انتى كاتمه فى قلبك كده لحد ما يجرالك حاجه
جذبتها داخل حضنها مره اخرى وملست على شعرها واكملت
حقك تصرخى وتقولى انا عايزه جوزىحقك تقولى انك تعبانه فى بعدهقبلت شعرها واكملتانا حاسه بيكى يا ضنايا
مريم بهدوء ما قبل العاصفهتيام فين يا ماما
جيهان تحت مع ابوكى
لحظهوكانت مريم تمسكت بوالدتها تبكى كطفله صغيره
تبكى بكل ما تحمل من الموتصرخ بصوت مسموع من بين شهقاتها
مريم يا ماااااما ااااااه يا ماما مش قادرهبمت فى بعده يا ماما
ابتعدت عنها فجأه وهبت واقفه ودارت حول نفسها واكملت پجنون
معرفتش قمته غير لما بعد عنى
حاسه بوحده ممېته وانا فى وسطكم يا ماما
مش قادره اصدق انه سبنى انا وابنه وسافر
صمتت قليلا واكملت بزهولانا مش عارفه الوحده اللى بتقول نفسى جوزى يسافر دى جنسها ايه
صړخت بجنوناللى بتحسب ان اللى جوزها بيسافر بتعيش احلى عيشه تيجى تشوف عيشتى
جلست على ركبتيها واكملت بضعف
وحيده وانا فى وسط اهلى وناسىاغمضت عيونها پعنف واكملت بغصه شديدهلانه هو كل ناسى
حاسه انى عريانه من غيره يا ماما
حاسه پخوف فظيعخبطت بيدها واكملتخبطته على باب الشقه وتاكه مفتاحه هى الامان بالنسبالى
وضعت يدها على قلبها واكملت پبكاء حاد
فلوس ايه اللى تعوض ڼار وحرقه قلبى فى بعده
فلوس ايه اللى تعوضنى عن حضنه يا ماما
نظرت لوالدتها واكملت بتأكيد
مش عايزه فلوسوالله العظيم مش عايزه فلوس يا ماما
انا عايزه جوزى يرجعلى وياخدنى انا وابنه فى حضنه دى بالدنيا وما فيها والله
تستمع والدتها لها بقلبها ودموعها ټغرق وجهها
جلست مريم بتعب ضمھ قدمها لصدرها واضعه ذقنها على ركبتها واكملت بغصه مريره
هو اللى سافر وانا اللى اتغربت يا ماما
اقتربت منها والدتها واحتضنتها بحنان بالغ
ظلت فتره مستكينه بحضن والدتها
طال صمتهم قليلا فقطعت جيهان الصمت وتحدثت بتسائل
جيهان بت يا مريم هى جتلك بعد ما جوزك سافر يا بت
اتسعت عين مريم وابتعد سريعا عن والدتها تنظر لها بزهول وتحدثت بلهفه
وهى تزيل دموعها سريعا
مريم لا مجتش يا ماما
ضحكت بفرحه عارمه واكملتومتأخره كمان يجى اسبوع عن معادها
جيهان بفرحهيمكن حاملنكدك وعياطك زياده عن اللزوم شكلك حامل يابت
صړخت مريم بفرحه واحتضنت والدتها مره اخرى وتحدثت بستعجال
مريم يارب يسمع منك يا ياربهتبقى فرحه نابعه من وجعى والمى وتصبرنى شويه على البعد
systemcode ad autoads
انا هروح اجيب اختبار من الصيدليه واجى بسرعه
قبلت وجناتيها واكملتادعيلى يا ماما
نهت حديثها وهبت واقفه وركضت تجاه الحمام تغسل وجهها الذى ظهر عليه بريق امل وفرحه منتظره
واخيرا ستخرج من شقتها لمرتها الاولى منذ سفر زوجها
تاركه والدتها تدعو لها من صميم قلبها
وحيده
والوحده مت بالبطئ
امامها الطعام ولكنها لا تاكل
شارده بحزن رغم جمود ملامح وجهها
فقد ايقنت الأن انها خسړت ابنائها للابد
فلم يهاتفها احدا منهم منذ سفارهم حتى الان
تجلس بمفردها طيله الوقت
لا احد يسأل عنها مطلقا
تنظر لغرفه ابنتهاوغرفه ابنائها بحسره شديده
ادركت غلاوتهم بعد خسارتهم
ولكن صلابه قلبها دوما تنتصر
وخطرت على بالها فكره ستخبر بها ابنائها وهى على علم انها ستكون كارثه بالنسبه لهم
امسكت هاتفها وضغطت احدى الارقام وانتظرت قليلا حتى اتاها الرد
هند الوازيك يا ماما
شاديه بستهزاءمامالسه فاكره ان ليكى امازيك يا سنيوره
هند بمللخير يا ماما!
شاديه خير ياختى كل خيرفين اخواتك الحلوين دلاديل مراتتهم
هند بنفاذ صبرعايزه ايه يا ماما اتكلمى على طولاكيد عايزه فلوس
شاديه ببروداكيدقوليلهم يزودو اللى بيبعتوه شويه انا مبشحتش منهم دا حقى عليهم
هند حاضر هقولهمحاجه تانى
شاديه اه يا شملولهبلغيهم ان جايلى عريس واحتمال اوافق عليهولا فكرنى هفضل زى قرد قطع كده لوحدى يا حلوه انتى وهى
هند بزهول مقارب للجنونتتأيه!!
شاديه هتجوز يا حليتهاايه عندك اعتراضهمت هند بالصړاخ قاطعتها هى سريعاولو عندك اعتراض انتى عارفه هتحطيه فين يابتعلت صوتها واكملت بأمربلغيهم ومتنسيش تقوليلهم على ذياده الفلوسنهت حديثها واغلقت الهاتف بوجهها كعادتها
تاركه ابنتها مصعوقه من هول ما سمعت فوالدتها كل مدى تفاجئهم بقوه جبروتها وقسۏتها الذائده
ولكنكيف ستخبر اشقائها بخبر زواج والدتها وهل هى حقا صادقه ام تفعل هذا لاعادتهم
هو
بدونهارجلا بلا قلببلا روح
اصبح كألهيعمل ليل نهار بلا توقف
يهلك نفسه بالعمل عله يمضى الوقت
لكنلن تبتعد عن باله ولا لحظهشغله الشاغل هى
عيونهاشعرهاضحاتهاحتى دموعها
اشتاق لها حد الجنون
شارد بلحظاتهم سويا فيرتعش قلبه وينبضبل ېصرخ بعشقها
يتشنج جسده وينتفض شوقا وحنينا لها
وبعد يوم عمل شاق
اخيرا عاد لسكنه بيده الكثير من الاشياء قد ابتاعها لزوجته وصغيره
كل ما تشتهيه حبيبته قلبه لها
فتح الباب ونادى بعلو صوته
ادهم مريومهام تيم!!
قطع حديثه وسقطت الاشياء من يده حين تذكر انها ليست هنا
تناسى هو انه مغترب بعيدا عنها
لن يجدها تنتظره كعادتها وتركض عليه تحتضنه بكل قوتها
لا يوجد هنا سوا الصمتالوحدهفراغ
دمعه حارقه هبطت على وجنتيه
وضع يده على قلبه وتأوه بأسمها بصوتا مسموع
ادهم اااه يا مريم يا بنت الاصول
يا حبيبه قلبى وعمرى مشتاقلك پجنون
هبطت للاكياس وحملها واتجه نحو حقيبه سفره وضع بهم بعض الثياب الجديده التى جلبها لها بنظام وترتيب دقيق وحدث نفسه بأصرار وعزيمه
هعوضكوغلاوتك عندى اللى معرفتش قيمتها غير لما بعدت عنك لعوضك يا مريم
قبل احدى قمصانها التى اخذها معه بواهله وعشق شديد واغلق عينه يتخيلها به
ليقطع تخيله رنه هاتفهاخرجه سريعا وابتسم بفرحه عارمه حين وجدها هى من تهاتفه
بلهفهرد عليهامريم يا قلب ادهم
مريم پبكاء وضحك ايضاانا حامل يا ادهم
قلبه
تمتلكه هى
مريم
الأصيله
بكل ما تحمل الكلمه من معنى
زوجه خلوقه
صبورهوايضا عاشقه له هى
تحملت كافه افعاله رغم انها لم تكن مجبره عليها
فأنها تمتلك
عائله تغنيها عنه وعن افعاله وافعال والدته
لكنها تحملت وصبرت علي افعالهم كثيرا
بل والاكثر انه دوما وابدا كان يسمعها وهى تدعو له وتدعو لوالدته
ايضا من صميم قلبها
فهل سيتقبل الله دعائهادعونا نرى
انا حامل يا ادهم
القتها هى على سمعه من بين شهقاتها وضحكاتها
اخترقت هذه الجمله الصغيره قلبه قبل اذنه
دار حول نفسه واضعا يده على جبهته بعدم تصديق ودموعه تهبط بغزاره
ساد الصمت لدقائق يقطعه صوت شهقاتهم العڼيفه
مسح دموعه واخذ نفس عميق وابتسم بتساع وفرحه عارمه وهم بالحديث
لكن!!تلاشت ابتسامته وظهر الألم والندم على ملامح وجهه عندما تذكر احدى مواقفه الغير مشرفه معها اثناء حملها الأول
فلاش باااااااااااااك
بفرحه وخجل
تنظر لهيئتها فى المرأه
بعدما ارتدت ثيابها استعداد للذهاب لاستشارتها الأسبوعيه
امسكت هاتفها وهمت بالاتصال على زوجها لأخباره بخروجها لكنها توقفت عندما استمعت لصوت فتح باب الشقه
خرجت من غرفتها مسرعه متوقعه ان تكون حماتها كالعاده
شهقت بفرحه شديده حين وجدته زوجها
اقتربت منه واحتضنته بقوه وتحدثت بحب
مريم يا حبيبى يا ادهومى كنت متأكده انى مش ههون عليك وهتيجى معايا للدكتور
بمللبعدها عنه وتحدث بأمر
ادهم انزلى بسرعه امى مستنياكى فى الشارع هتروح معاكى
مريم برجاءطيب تعالى معانا انت كماننفسى تشوف ابننا والله هتتبسط اوى
ادهم انا مصدع ومش شايف قدامى وعايز انام ساعتين وهقوم اغور
مريم طيب يا ادهم نام وارتاح شويه وقبل ما دورى يجى هرن عليك أصحيك تلبس وتيجى تحضر معايا الكشف والدكتور بيكون زحمه اصلا يعنى قدمنا زى ساعه ونص على ما ندخل
ادهم بنفاذ صبرهتفضلى ترغى كتير وتسيبى امى فى الشارع
مريم يا ادهم
مامتك