حكاية برصيصا العابد
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
يروي
أهل التفسير أن هناك عابدا من بني إسرائيل كان يعبد الله عز وجل أربعين
سنة ولم يصبر عنه الشيطان واسم هذا العابد برصيص ولنسمع إلى حكايته
وإلى العجب في أمره
أربعون عاما لم يقدر عليه إبليس ولا أعوانه
فجمع إبليس الشياطين والمردة وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
إن لإبليس عرشا على الماء يجمع فيه أعوانه والمردة من الشياطين ثم
فلان الراكع وعلى فلان الساجد وعلى فلان الذي أسلم حديثا أو قديما
ليضلهم عن سبيل الله.
فجمع أعوانه فقال لهم من منكم يقدر على هذا العابد
لنا أربعون عاما لم نقدر عليه
فجاء الشيطان ووصفه يسمى الشيطان الأبيض الذي كان يتصدى للأنبياء والمرسلين وقال أنا أتكفل به.
في الصومعة فدخل عليه يناديه فلم يجيبه برصيص وقد كان يصلي عشرة أيام
ولا يرتاح بعد العشرة الأيام إلا يوما واحدا فدخل عليه الشيطان في صورة
راهب وتمثل له أنه يصلي بجنبه وأخذ يصلي بجنبه عشرة أيام.. وانظروا إلى
صبره وانظروا إلى طول نفسه وإلى خطواته خطوة خطوة.
وما شأنك
قال جئت أتمثل بك وأتعبد الله عز وجل مثلك وأصلي وأركع وأتأسى بك
فتركه ذلك العابد وجلس معه يصلي فزاد ذلك العابد في صلاته فكان لا ينقطع
عن الصلاة إلا بعد أربعين يوما ويصوم أربعين يوما ويفطر يوما حتى
يختبره هل يصبر أو لا يصبر فكان الشيطان لخبثه ولمكره يصلي معه أربعين
يوما واحدا فتحمله سنة كاملة على هذه الحال يصلي ويصوم ويذكر الله
معه وتمثل له بأنه عابد راكع خاشع زاهد لا يريد من الدنيا شيئا فلما
انتهى الحول قال له الشيطان ظننت يخاطب العابد ظننت أنك تعبد الله
خيرا من هذا فقد أخبروني عنك أنك تعبد الله وما كنت أظن أنك بهذا الضعف
قال ماذا تقول
قال أريد أن أبحث عن غيرك يعبد الله أكثر منك.
قال له اجلس. وكأن العابد قد تشوق إليه.
قال لا. سوف أتركك لأبحث عن غيرك ولكني أعلمك كلمات احفظها ينفعك الله بها قال وما هي هذه الكلمات
قال كلمات إذا قلتها على مريض شافاه الله وإذا قلتها على مبتلى عافاه الله قال وما هي هذه الكلمات
فعلمه كلمات ثم ذهب وتركه ثم جاء إلى إبليس فقال له إبليس ما صنعت بذلك الرجل
قال اصبر فذهب الشيطان إلى رجل بين الناس فخنقه وصرعه فسقط مچنونا
فبحث الناس عن طبيب فتمثل الشيطان على صورة طبيب فجاء إليهم فقال
للناس أنا أعالجه وأطببه فأتوا بهذا المچنون إلى ذلك الطبيب فقال لهم
الطبيب إن به