الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 147 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


تعبث بها بيدها بحثا عن الخاتم الخاص بها بعدما نزعته من إصبعها والقت به في الحقيبة دون اهتمام 
اخرجت يدها أخيرا ومعها الخاتم وهي تبتسم بانتصار وبتلقائية اعتدلت في سيرها ورفعت رأسها تنظر للطريق أمامها لكنها تجمدت بأرضها وفرت الډماء من وجهها بزعر يقف على الجانب الآخر من الطريق وينظر لها بشيطانية ووعيد حقيقي لطالما كانت تخشى تلك النظرات ومازالت حتى الآن لا تغادر ذاكرتها ازدردت ريقها بړعب وقد بدأت يدها ترتجف وبحركة تلقائية تقهقهرت للخلف حين رأته يقترب ليعبر الطريق ويصل إليها فالتفتت هي إلى الشركة الآن ذلك المكان هو الملاذ الوحيد لها هرولت ركضا تعود للداخل دون أن تتلفتت برأسها للخلف حتى من

فرط رعبها 
دخلت الشركة واسرعت تركض فوق الدرج وبتفكيرها لا يوجد شيء سوى أنه يلحق بها الآن تخشي أن تلتفت برأسها فتجده بوجهها 
وصلت إلى الطابق الثالث الذي تعمل به وبدون تفكير لا تعرف لما قادتها خطواتها المتعثرة تجاه مكتب آدم أسرعت إليه وفتحت الباب ثم دخلت واغلقته خلفها ووقفت تلتصق بالباب وتلهث بقوة ويداها ترتجف فوق المقبض 
ضيق آدم عيناه مدهوشا من دخولها المفاجيء دون أي أذن
وكان سيهم بټعنيفها لكنه لمح ارتجافها وخۏفها وهي تلتصق بالباب تحكم قبضتها عليه بشكل غريب وتلهث نهض من مقعده وتقدم إليها يهتف بتعجب 
في إيه يامهرة !!! 
إجابته بصوت مبحوح دون أن تلتفت برأسها إليها 
كان ورايا أكيد بيدور عليا دلوقتي 
اقترب أكثر حتى وقف بجوارها
وابعد يدها بلطف من فوق المقبض يتمتم في صوت رخيم 
هو مين ده اللي كان وراكي 
مهرة بحالة هيستريا من الخۏف وهي ترتجف وعيناها تذرف الدموع 
المرة دي مش هعرف اهرب منه ابوس ايدك متخلهوش يأذيني يا آدم 
أشفق عليها بشدة لأول مرة يراها بهذه الحالة الغريبة 
محدش يقدر يأذيكي اهدي بس كدا وفهميني في إيه ومين ده اللي بتتكلمي عنه ! 
أخذت نفسا عميقا وأجابت عليه وهي لا تزال ترتجف 
فوق الطاولة الصغيرة مجددا وعاد يمسك كفها بيد واليد الأخرى يملس بها فوق ظهر كفها في لطف حتى تهدأ ويهمس 
مهرة مهرة بصيلي اهدي واحكيلي مين ده إنتي معايا دلوقتي مفيش حد هيقدر يأذيكي مټخافيش 
لم يجد إجابة منها فتابع بترقب 
اللي كان وراكي ده الراجل الحيوان اللي اسمه ريشا تقريبا ولا لا 
هزت رأسها بالنفي ووثبت واقفة فورا ثم هرولت نحو النافذة الزجاجية تقف أمامها وتشير على الطريق هاتفة 
كان واقف هناك أكيد دخل الشركة 
نظر إلى حيث تشير بأصبعها ولم يجد أحد ليجيبها باستغراب 
مفيش حد يامهرة ومش أي حد يقدر يدخل الشركة 
هتفت بانفعال بسيط وخوف 
بقولك كان ورايا أكيد دخل 
تنهد بقوة ثم ابتعد عنها واتجه إلى مكتبه يمسك بالهاتف ويجري اتصال بأحد من أمن بوابة الشركة الذي اجابه بعد لحظة بالضبط 
آدم بجدية 
في حد دخل الشركة دلوقتي بعد أنسة مهرة علطول 
لا يا آدم بيه محدش دخل آخر حد شوفته كان الأنسة
اماء برأسه في تفهم وانزل الهاتف ثم نظر لها وقال بصوت جاد 
محدش دخل وراكي ! 
ازاي بس أنا شوفته والله كان بيبصلي بطريقة مرعبة واول ما قرب عليا أنا جريت ودخلت الشركة تاني 
تقدم إليها ووقف أمامها يلف ذراعه حول كتفيها ويتمتم بلطف وصوت رزين 
تعالي يامهرة اقعدي واهدي الأول إنتي شكلك مرهقة من الشغل واول ما تهدي هاخدك واوصلك بيتك 
سارت معه باتجاه الأريكة متطلعة إليه بيأس وتهتف في خوف 
آدم أنا شوفته بجد والله أنا مش مجنونه 
وصلا إلى الأريكة فجلست هي اولا ثم جلس هو بجانبها وتمتم مبتسما بعذوبة 
وهو مين قال إنك مجنونه بس أنا مصدقك بس وارد تحصل حجات زي كدا لما تكوني مرهقة وتتخيلي اشخاص مش موجودين عشان كدا بقولك اهدي ومتغشليش بالك انسي اللي شوفتيه أي كان هو إيه ومټخافيش وأنا بنفسي هوصلك لبيتك عشان تتطمني
اجفلت نظرها أرضا عابسة هي بالفعل هدأت وارتجاف يديها اختفى لكن بعض الخۏف مازال يتملكها ولا تصدق أن ما رأته كان تخيلات سخيفة من عقلها 
فور عودته للمنزل اتجه إلى غرفة ابنته أولا كعادته فتستقبل الصغيرة والدها بحرارة وسعادة كما اعتادت كلما يعود للمنزل بعد غياب لساعات طويلة 
خرج من غرفة ابنته واتجه إلى غرفته ليبدل ملابسه ويأخذ حمامه الدافيء حتى يزيح عن جسده إرهاق العمل 
بعدما انتهى خرج من الغرفة واتجه إلى المطبخ حيث تقف هي 
وجدها تقوم بتحضير كعكة ويبدو أنها انتهت منها فقط تضع اللمسات الأخيرة فوقها لم يكن هذا ما لفت نظره بقدر الثوب الستان الذي ترتديه قصير وبحمالات رفيعة وفتحة الظهر من الخلف تصل لمنتصف ظهرها ولون اللافندر لا يقاوم عليها
 

146  147  148 

انت في الصفحة 147 من 202 صفحات