حكاية امجد
ان يغلق الخط في وجهها!!
تعجبت من أمر هذه المكالمات والتي كثرت في الآونة الأخيرة فهذا ليس الإتصال الاول فنفس المحادثة الهاتفية تتكرر وان من ارقام مختلفة وهي لا تريد اخبار امجد حتى لا تتسبب في إقلاقه من دون داع! كما انها تنتظر موعد جلستها النفسية مع طبيبها المعالج بفارغ الصبر فهى تشعر بازدياد الصداع في الآونة الاخيرة بل انها قد بدأت فعلا في تذكر بعض الأشياء البسيطة ولكنها لم تخبر أي شخص حتى والدها فلا يعلم سوى طبيبها المعالج ولكن يظل سبب وقوعها والمتسبب في حادثتها هو الذي لا تستطيع تذكره وان كان الطبيب قد طمأنها بقرب انكشاف الحجاب عنه ولبى رغبتها بعدم كشف بداية شفائها من مرضها حتى يكتمل شفاءها تماما وتستعيد ذاكرتها بالكامل لتكون مفاجأة للجميع وبالأخص أمجد حبيبها!!...
ترى من الذي يقوم بهذه المكالمات الغريبة من الذي ېهدد هبة هل ستستعيد هبة ذاكرتها بالكامل ماذا سيكون رد فعل هبة عندئذ ترى هل سينتهي ...حلم هبة بكابوس رهيييب ...
مرت الأيام وحان يوم عقد قرآن سميرة وصابر كانت هبة قد أهدتها فستان خاص بعقد القرآن لترتديه في حفلها أبهر الفستان سميرة واهلها من شدة روعته ودعوا ل هبة بأن يتم الله حملها على خير وأن يرزقها الذرية الصالحة وأن يتمم شفاؤها بخير عاجلا غير آجل ...
حضر امجد و باقي افراد العائلة الذين فرحوا كثيرا ل سميرة و صابر وخاصة سميرة والتي تربت وسطهم منذ أن كانت طفلة صغيرة بعائلتها جميعا تعمل في المزرعة وكثيرا ما كانت تذهب الى المنزل الكبير مع والدتها التي كانت تساعد في أعمال المنزل مع غيرها من الخدم وما إن شبت سميرة عن الطوق حتى أتت بها والدتها للسيدة سعاد كي تعمل لديهم ولم تكن تعامل كخادمة أبدا بل كان الجميع يعاملها كأحد أفراد المنزل بينما صابر لم يستطع النظر في وجه أي من عائلة أمجد وكان قد سارع هو و سميرة لتحيتهم والسلام عليهم ونظر الى هبة بعرفان بالجميل وقال لها فيما هو يصافحها
قالت هبة مبتسمة
ابتسم امجد قائلا ل صابر
انت اثبت لي انك فعلا قد المسؤولية وما تخيبش ظننا فيك انا متابع شغلك وكل زمايلك والريس بتاعك في الشغل مبسوطين منك انا صحيح اديتك الفرصة دي علشان خاطر هبة ونظر الى هبة وابتسم فيما امسك يدها بيده وتابع قائلا لو كانت سابتني عليك اكيد كان هيبئالي تصرف تانى خاالص معاك لكن عموما كويس انك عرفت طريقك علشان خاطر والدك على الاقل ....
حتى سمعت نفس الضحكة المخيفة وقال صاحبها
النهاية قربت يا ...شاطرة ....
اغلقت هبة المحمول من فورها ورمته على الفراش أمامها لتجلس بجواره وهى تضع يديها على وجهها خائڤة ترتعش شعرت فجأة بقشعريرة في جسدها بأكمله فرقدت والتحفت بالغطاء وهى ترتجف وقد قررت انها لا بد وأن تخبر أمجد بأمر هذه المكالمات والتي زادت عن حدها بمراحل ولكنها أرجأت أمر إخباره للصباح الباكر وليس الليلة حتى يستطيع النوم جيدا فهي على يقين من أنها ما أن تخبره حتى يهيج ڠضبا وسينالها بالتأكيد من غضبه نصيبا كبيرا لإخفائها أمر هذه المكالمات المريبة عنه ولكن عذرها أنها ظنت أن من يقوم بها ما إن تتجاهله فإنه سيمل وسيتوقف ولكن تتحمل بعضا من لومه والكثير من غضبه أفضل من حالة الخۏف الغريب التي تعتريها ما ان تسمع هذا الصوت المخيف ولكن غدا صباحا
فهو لن يهدأ له بال حتى يعلم من الذي يقوم بهذه المكالمات فلتدعه ينعم بالراحة الليلة وغدا لكل حاډث حديث...
استيقظت هبة في الصباح الباكر ففوجئت بخلو مكان امجد بجوارها وتذكرت انها لم تنم الليلة السابقة الا بعد ان عاد امجد حيث اندست بين ذراعيه دون ان تخبره شيئا ...
ارتدت هبة ملابسها ووقفت امام المرآة لترى التغيرات التي طرأت على جسمها بعد الحمل فهي قد دخلت شهرها الرابع رأت بروزا بسيطا في بطنها وتذكرت امجد وهو يمسد بطنها ويقبلها ويتحدث مع ابنه وهى تضحك قائلة
يعني هو سمعك دلوقتى فقال لها اولا سامعاني مش سامعني تاني حاجه بأه اطلعي انت منها وريحي نفسك ...
هبطت الى اسفل وخرجت الى الحديقة حيث شاهدت الجد جالسا يقرأ في الجريدة وما ان رآها حتى رحب بها وهو يشير الى المقعد بجواره لتجلس عليه جلست وصبت الشاي الموضوع امامهما على الطاولة لكليهما ولكنها اضافت الحليب الى فنجانها وفيما هما يتجاذبان اطراف الحديث اذ ب علاء يقبل عليهما وبعد ان ألقى تحية الصباح جلس ثم نظر حوله قبل ان يتساءل
اومال فين البوس
أجابت هبة بابتسامة
البوس! وايه اللي هيجيب البوس دلوقتى الساعة لسه 10 ونص تقريبا واخوك بيخرج من 7 الصبح مش بييجي قبل 4 العصر مع بابا !!
قال بمكر غامزا بخبث
لا يا هانم جوزك هنا من اكتر من ساعه انا كنت بره ودخلت معاه بس انا روحت الاستوديو بتاعي وسيبته واقف هنا في الجنينه ..
قطبت هبة حائرة ثم استأذنت منصرفة راسمة ابتسامة صغيرة على فمها بينما عقلها يعمل بشدة متسائلا عن سبب حضور أمجد المفاجيء بل وعدم تفتيشه عنها او ابلاغها بحضوره..
سارت متجهة الى المنزل ولدى دخولها قابلت حسنية حيث سألتها على امجد فأكدت كلام علاء فهى قد رأته هو و ضيفته يدخلان الى غرفة المكتب و أكد عليها الا يزعجهما أحد ألا يقاطعهما أي مخلوق!!
قطبت هبة ولم تستطع منع قدميها من السير اتجاه غرفة المكتب حيث فوجئت بالباب مشقوقا واستطاعت رؤية ظهر امجد و فوجئت ان من تقف امامه لم تكن الا ....سارة والتي سرعان ما ارتمت بين ذراعيه! شهقت هبة بقوة ثم اندفعت الى الداخل دافعة الباب لتفتحه بينما في ذات اللحظة التي سارع فيها امجد بابعاد سارة هاتفا بقوة
انت اټجننت.. انت بتعملي ايه
لم يكن قد انتبه لوقوف هبة كالتمثال بعد فقد فاجئته سارة بارتمائها في احضانه والتي ما ان ابعدها حتى سمعها تقول بتشفي موجهة نظرها لنقطة معينة خلفه
تمااام زي المرة اللي فاتت بالظبط صح يا ... هبة
الټفت امجد سريعا وهو ېصرخ في دهشة وذهول وأقسى كوابيسه تتحقق أمامه
هبة .!!
نقلت هبة نظرها بينهما وهى تشعر بتتابع صور مشابهة تتوارد إلى عقلها وصورة ل امجد وهو في مثل هذا المشهد مع ذات الشخص وصورتها وهى تركض هاربة وهو يركض في إثرها الى ان تعثرت وقعت من سلم المدخل الرخامي حيث ضړبت رأسها و غااابت عن الوعي ..
كانت تنظر اليهما وهي مذهولة فيما تقدم اليها امجد بهدوء وهو يتحدث بنبرة صوت حاول ان تكون هادئة
هبة حبيبي.. انا هشرحلك .. والله المرتين مش زي ما انت فاهمه .. انا هوضح لك ..
وإذ ب سارة تهتف وهي تضحك ساخرة
هتقولها ايه بالظبط يا امجد نفس المشهد بيتكرر...تفتكر هتصدق انه في المرتين معقولة صدفة ماهو مش ممكن يعني اكون شربتك حاجه أصفرا يعني!!
الټفت اليها وهو يقول پغضب صارخ
انت تخرسي خاالص حسابك معايا بعدين ... واللي عملتيه دا كله مش هيعدي بالساهل .. هدفعك التمن يا سارة وغالي اووي
أجابته ببرود وهي تتناول حقيبتها الجلدية حيث تلفها حول ذراعها
انت المفروض تشكرني اني خليت الذاكرة ترجع لحبيبة القلب ولا انت كنت عاوزها كدا ... من غير عقل علشان تعرف تمشيها على مزاجك
فاذ بيده تهوى على وجهها بصڤعة قوية جعلت فمها يسيل دما وهو يقول
اخرسي !! انا هوريك مين هو امجد انا حذرتك قبل كدا بس واضح انه الكلام منفعش معاكي جنيتي على نفسك وعلى أهلك يا مچرمة استلقي وعدك بقه انا هخليكي تتمني المۏت ما تطوليهوش!!...
الټفت الى هبة التي لاتزال تقف مسمرة في مكانها لا تكاد تستوعب ما يجري امامها وما ان سمعت صوته يناديها حتى نظرت اليه و كأنها لا تراه ثم همست بخفوت و الم
الحقني يا أمجد أنا... بڼزف!!
نظر امجد بدهشة اليها فوجد خيطا من الډماء الكثيفة يسيل بين قديمها حتى أنه خضب ثيابها باللون الأحمر القان وما إن صعد بنظراته الى عينيها حتى فوجيء بها وهي تهوى فاقدة الوعي ولم تكد تلمس الارض حتى تلقفها بين ذراعيه وقد أفاق من دهشته صارخا
اسعااااااااااااااااااااف !!...
كان امجد يسير جيئة وذهابا امام غرفة هبة في المشفى حيث نقلها من فوره لن ينسى أبدا منظرها وهو يحملها بين ذراعيه والدم يلطخ ثوبها ويديه وقد صړخ في الموجودين لكي يفسحوا له الطريق وقد لحقه باقي عائلته ووالدها ...
خرج الطبيب من الغرفة فسار اليه امجد رأسا ما ان شاهده وباقي العائلة حيث وقف امام الطبيب وسأله بقلق
طمني يا دكتور ايه الاخبار
ربت الطبيب على كتفه وأجاب
الحمد لله يا أ. امجد ربنا ستر .. بس المدام هتقعد معانا هنا يومين علشان نطمن عليها..
قالت مدام سعاد وعينيها شديدتي الإحمرار من كثرة البكاء
اومال الډم دا كله من ايه