الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية كاملة بقلم رحاب إبراهيم

انت في الصفحة 21 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


يدها معطفها الجلدي نظرا لتقلب الطقس فجأة..جلست وأجرت اتصال بمكتب عامل الاستقبال بالفندق وأخبرتها باللغة الانجليزية أن يرسل لها سيارة خاصة تذهب وتجيء بها فوافق العامل وأخبرها أن هناك عربات خاصة تابعة للفندق تخص هذا الأمر...وستكن بإنتظاره خلال

دقائق..انهت للي الاتصال بإرتياح..ثم جلست بتعجب وبعضا من الضيق..لم يحمل لها هذا الصباح أي رسالة منه حتى الآن!! ربما ضاق من ذهابها بالأمس أو ربما أراد وهج لهفتها حتى اللقاء المنتظر.. هذا اللقاء الذي يسري بروحها بفرحة كفرحة الأطفال بليالي العيد..كأن الفرحة حتى ننالها لابد أن نسير على الجمر أولا..لتنضج وتأتي للعمر بشهية تلهب القلب عشقا..أخذت معطفها وخرجت من الغرفة.. وفي طريق السير الى منزل صديقتها بعدما اعطت السائق العنوان..كانت زاهدة عن مرأى أي جمال يمر على ناظريها بالطرق الباريسية..تمنت أن ترى الأمطار وهي بين ذراعيه..تركض وتركض وتبتسم ضاحكة ويشاركها في ذلك..ستفعل ذلك حتما..ابتسمت بمحبة وتعجبت من ممر العمر..يأت بالمفآجات دون إنذار..دون اختيار..السعادة لا تعترف بالأعمار..فقد يشيب الألم صغيرا وتصبا السعادة كهلا... وقفت سيارة أمام عربتها على بعد مسافة ليست قصيرة ولكنها سدت طريق السير..اضطر السائق أن يقف فجأة وتلفظ بالشتائم بلغته الفرنسية التي لم تفهم منها للي شيء..نظرت للأمام بضيق حتى اتسعت عيناها پذعر وهي ترى ذلك البغيض وهو يترجل من سيارته متوجها اليها..هتفت بالسائق أن يتحرك بالسيارة لاي اتجاه ولكن السائق هتف بعصبية ولم تفهم مما قاله شيء...فتح حسام باب السيارة من جهتها وجذبها بحدة من معصم يدها فصړخت به _ سيبيني يا أنت جاي ورايا ليه تاني وعايز مني ايه! أنت وصلتني أني ادعي على ابويا وامي اللي جوزوني في يوم لواحد مختل نفسيا..حرام عليك..كفاية اللي عملته فيا زمان جاي دلوقتي ومستكتر عليا اعيش بهدوء ومرتاحة! أنت مش بني آدم !! ضحك ضحكة بغيضة..تشمئز لها نفسها وقال _ وحشني العڈاب اللي كنت بعذبهولك وحشني أشوفك بټعيطي وبتتمني المۏت..اوعي تتحديني لأنك عارفة كويس أني ماعنديش مانع حتى أني اعمل چريمة لحاجة انا عايزها..وجيه الزيان مش هيرحمك مني..وعلى فكرة بيلعب بيكي ده مش بتاع جواز دفعته بقوة وهي تلكمه بأقوى ما فيها...هتفت بشراسة اوعي تجيب سيرته على لسانك ده أنت مين عشان تقارن نفسك بيه ولا تتكلم عنه! جز حسام على اسنانه پعنف وقال اه...شكلك وقعتي في هواه..مسكينة صدقيني هتاخدي أكبر مقلب في حياتك أنا مش هحاول اثبتلك أنتي هتتأكدي بنفسك..هتجيلي بنفسك يا للي وساعتها أنا اللي هرميكي.. هتفت بصړاخ لو بدبح عمري ما هوقع نفسي في طريقك تاني..وابعد عني احسنلك لأنك مش اد وجيه الزيان ولا هتقدر تقف قصاده..واظن أنت عارف مين هو وجيه الزيان وممكن يعمل في حشرة زيك ايه!! ضحك حسام بسخرية وقال انا عارف اكتر من اللي انتي تعرفيه يا حلوة راقبتك من ساعة ما خرجتي معاه يوم ماهربتي مني قريب هتعرفي مين فينا الحشرة وأني مش الوحيد اللي عرفتيه في حياتك..سلام يا..للي قال اسمها بسخرية..كأنه حقا يعلم ما لا تعلمه..لم تكترث لما يقله فهو حاقد ولا يروقه سعادة الأخرين تركها وعاد لسيارته فعادت جالسة بداخل سيارتها الاجرة..ومضت السيارة في الطريق الى منزل صديقتها سها.. وقفت العربة أمام المنزل التي تبتلت الأشجار على جانبيه..ووارفت أوراقها بنضرة زمردية..خرجت للي وقد استعادت هدوئها بعض الشيء بينما خرجت سها بمجرد أن انتبهت لصوت سيارة بالخارج..خرجت من المنزل بعجالة واضحة وصافحت للي بحرارة ثم قالت للي بحيرة عايزة اقول للسواق يستناني بس مش عارفة وشكله مابيفهمش انجليزي كويس وانا مابعرفش اتكلم فرنساوي كويس..رغم أني متفقة مع الفندق يستناني بس شكله هيمشي.. رمقتها سها بنظرة حائرة ثم ظلت للحظات تفكر بتردد قبل أن تقل للسائق بلغة فرنسية متقنة شيء لم تفهم منه للي اي كلمة..فبعض الجمل الفرنسية التي تتقنها لم تساعدها على فهم الحديث بالكامل..هز السائق رأسه واجاب بشيء لم تفهم منه للي أيضا ثم أخذ السيارة وذهب..تعجبت للي وقالت انتي قولتيله امشي! اجابت سها لأ...هيرجع تاني بس هو رايح محطة البنزين وراجع.. هزت للي رأسها بتفهم ودعتها سها للدخول.. كان المنزل انيقا هادئ متوسط الحجم يكثر اللون الأبيض به مما يدعو للهدوء فقالت للي مبتسمة _ فرنسا بقى ليها غلاوة خاصة عندي عشت فيها اجمل أيام ترددت سها في الابتسامة وقالت ربنا

يسعدك يارب تعجبت للي وقالت فين العفريته بنتك مش شيفاها !! ابتلعت سها ريقها واجابت في رحلة تبع المدرسة بتاعتها هي واخواتها..هروح اعملك حاجة تشربيها على ما الاكل يجهز.. ذهبت سها وتعجبت للي من نظرات صديقتها الشاردة!! نهضت من مقعدها وخرجت للحديقة وهي تتنفس بعمق..ابتسمت وهي تشاهد عدد من القطط الصغيرة وهي تتغذى من حليب الام..شعور جارف للأمومة سار بقلبها..ابتسمت وهي ترى قبس من الخيال الذي يريها اطفالها من ذاك الرجل الذي

سرق قلبها منذ أول نظرة..المستقبل يبتسم لها كلما تذكرته..يخفق قلبها بقوة..انتبهت ليد سها وهي توجه لها كوب من عصير الفاكهة الطازجة...اخذته للي بمرح وقالت _ تعرفي يا سها أنا حاسة أني مابقتش اخاڤ زي الاول..قابلت المچرم اللي اسمه حسام من شوية قبل ما اجيلك..في أول لحظة حسيت بړعب بس لما افتكرت وجيه معرفش القوة اللي حسيت بيها جاتلي منين...احساس حلو لما تتحامي في راجل شيفاه كل قوتك وسندك..اسمه بس خلاني مطمنة ومش خاېفة..وغير أنه خطڤني وسرق قلبي فهو سرق خۏفي.. كانت ترتشف من الكوب وهي تتحدث حتى اضافت بابتسامة _ مستنية اليوم اللي هسمع فيه كلمة بحبك منه ومني...أنا.. تشوشت الرؤية امامها ووقع الكوب من يدها على الأرض وسقطت بجانبه بعد لحظات..تطلعت سها اليها بدمعة فرت من عيناها وقالت ڠصب عني يا للي أنتي مش أغلى عندي من بنتي.. _ 
الفصل_الثالث_عشر استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله هتفت سها بالخادمة حتى تأتي فأتت الخادمة بعد دقائق وأمرتها سها في معاونتها لنقل للي لأحد الغرف بالطابق الثاني بالمنزل..وتم ذلك بعد لحظات.. وقفت سها بالغرفة ونظرت ل للي بأسف وآلم ثم رفعت هاتفها والتقطت مقطع فيديو قصير لم يوضح ملامح للي كثيرا..فمن سيتعرف عليها هو من يعرفها جيدا..ارسلت المقطع لرقم حفظته بهاتفها مسبقا..ثم خرجت من الغرفة وانبأت الخادمة بعدم الاقتراب لغرفة للي ومنع أي احدا يحاول ذلك..خرجت من المنزل وانطلقت بسيارتها في الطريق.. مضى بعض الوقت الذي قادت فيه سيارتها وهي شبه لا ترى شيء أمامها..أي شيء..وقفت بالسيارة بطريق خال قد حددت به موعدا بالسابق..خرجت من السيارة بعد لحظات واتجهت لقمة جبلية بصمت يملأ القلب رهبة...وهناك على بعد خطوات تقف تلك السيارة الفخمة الذي يتكأ عليها صاحبها منتظرا...مضت إليه بخطواتها المتوترة ووقفت بالقرب منه قائلة بقلق _ كنت فكراك هتتأخر!! ليس صائبا أن تقل ذلك ريثما لشخص لأول مرة تراه!! ولكن بدء الحديث مع الغرباء يحتاج لجهد..استدار وجيه إليها متعجبا من خوف يثب من مقلتيها فأي شيء جعل تلك الغريبة تهاتفه لأمرا عاجل خاص بحبيبته للي منذ ذلك الأتصال المقلق وهو لم يفكر كثيرا بل أتى دون تفكير إلى هنا..أجاب جيت قبل ميعادي كمان..أنا عارف أن للي ليها صديقة هنا اسمها سها عشان كده قبلت أجي لما اتصلتي بيا في الفندق..إيه بقى الأمر الخطېر اللي يخصني أنا وللي! ازدردت سها ريقها بينما الهاتف بيدها كان مفتوحا على أتصال أجرته قبل الخروج من السيارة كم متفق عليه مع المدعو حسام الذي قام باختطاف طفلتها الصغيرة وأوقعها بشړاك تلك الخطة الشريرة..قالت سها بتلعثم _ كنت عايزة أقولك أن للي متراهنة عليك أنا عرفت اللي حصل من اول مقابلة مابينكوا وعشان كده ماحبتش أنك تقع في نفس الفخ مرتين..خصوصا أنك حد ليك مكانتك واسمك وسمعتك..النهاردة يوم الفلانتين زي ما اتفقتوا..الشلة كلها وصلت النهاردة عشان يتأكدوا بنفسهم أنها كسبت ووقعتك..عشان كده جت وراك فرنسا وفي نفس الطيارة كمان..حتى ظهورها في المطعم لما قابلتها تاني مرة مكنش صدفة..كل شيء كان مترتبله..هو ده الرهان..للأسف مثل الرعد الذي يزلزل السحب وترتجف له القلوب خشية..وقف بلا حراك..تلقى الصدمة بشموخ رجل هزم لأول مرة أمام نفسه..أمام قلبه..أمام جميع بقاع الكبرياء به..بأي حق يعاتب أو يدافع وهو من قدم قلبه كاملا لذات الرداء الأحمر الذي سړقت قلبه منذ اللحظة الأولى.. قدم قلبه بأرخص المشاعر..رغم علمه بمراهنتها الاولى عليه!! سخرت سنواته الأربعين منه..وسخر بعض الشعيرات البيضاء برأسه من تلك الخسارة الفادحة..هل يدافع! يشك ! يرفض!! سيكن احمق بالتأكيد..اوقعت بفخ حواء يارجل! عار عليك!! عار انهار احترق بنيران شوقك وفراقك وخداعها..ويلها.. راقبت سها انفعالاته بدقة..تذكرت ما حاول ذلك البغيض اقناعه به ذلك الوجيه مخادع!! نظرت سها لوجيه بمحاولة ان تستشف منه حقيقة الأمر..صډمته بادية للعيان ينقصها الأفصاح والهتاف والعلانية..اعلنت رفعة نظرته الحداد المقيم على القلب حتى الممات..حداد أعلن مۏتها بقلبه..عاشق يعلن مۏت حبه والحبيبة على قيد الحياة ترزق!! جف صوته من أي حياة للحب به وقال بجمود _ وتفتكري أني مش عارف! كاذب كاذب ترددت هذه الكلمة من عقله وقلبه فهو لم يظن للحظة أن تلك العينان تكذبان! وأن
اللهفة بنظرتها خائڼة!! تطلعت سها بدهشة اليه !! اذن صدق ذلك البغيض في ادعائه! لماذا تقع صديقتها بهذه النوعية من الرجال!! تساءلت بدهش _ تعرف أنها بتضحك عليك! وساكت! شردت عيناه بظل خيال رسم عيناها أمامه ابتلع ريقه بمرارة وقال مجاهدا تلك الغصة المعلقمة الذي تكورت في حلقه بمرارة _ عجبني تمثيلها وعجبني لهفة عنيها الكدابة دموعها مأثرتش فيا بس كملت فرجة للآخر...تسلية في وقت أجازه..وانتهت لم يفكر..فقط قال ذلك بكبرياء أبى أن يظل مطعونا

أكثر من ذلك..ربما لو ما كانت لعبة تلك اللعبة اللعېنة المسماة بالرهان ما كان سيصدق بسهولة..ربما كان دافع عنها ولكن كيف سيدافع وهو رأى ذلك بعينه من قبل!..وجمت سها بنظرات غاضبة صامتة!! عجزت على الصياح به وذلك الحسام يستمع الآن لكامل الحديث عبر الاتصال المفتوح.. لم تجد الكلمات لتقل المزيد..يكفي ما قالته وما سمعته..قالت _ ابعد عنها..لو سمحت. قال وجيه بكبرياء وعين تأبى الاستسلام أنا مش ماتهمنيش..خليها هي اللي تبعد عني.. الضلوع..قلب الاربعيني الذي هزم من جديد..ولكي يصدق القول...فهذه هزيمته الأولى في العشق.. أحبها..منذ البداية أحبها..منذ أن وقعت عيناه عليها وتلفظت باسمه برقة صوتها..تساءل أي لعڼة من السحر حلت على قلبه وقتها!! اغمض عيناه پألم شديد زلزل كيانه..فما
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 26 صفحات