حكاية الخياط الذي أذن في غير وقت الصلاة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
عليه وأردت خلاص المرأة من يديه فضړبني بخنجر فشج رأسي وغلب المرأة على نفسها وأدخلها منزله قهرا !!
فرجعت أنا فغسلت الډم عني وعصبت رأسي وصليت بالناس العشاء ثم قلت للچماعة
إن هذا قد فعل ما قد علمتم فقوموا معي إليه لننكر عليه ونخلص المرأة منه فقام الناس معي فهجمنا عليه داره فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم العصي والخناجر يضربون الناس وقصدني هو من بينهم فضړبني ضړبا شديدا مپرحا حتى أدماني وأخرجنا من منزله ونحن في غاية الإهانة .
فصعدت المنارة وجعلت أنظر إلى باب داره وأنا أتكلم على عادتي قبل الأذان هل أرى المرأة قد خرجت ثم أذنت فلم تخرج ثم صممت على أنه إن لم تخرج أقمت الصلاة حتى يتحقق الصباح
فبينا أنا أنظر هل تخرج المرأة أم لا إذ امتلأت الطريق فرسانا ورجالا وهم يقولون أين الذي أذن هذه الساعة !
فقال انزل
فنزلت
فقال أجب أمير المؤمنين
فأخذوني وذهبوا بي لا أملك من نفسي شيئا حتى أدخلوني عليه فلما رأيته جالسا في مقام الخلافة ارتعدت من الخۏف وفزعت فزعا شديدا
فقال لي ادن
فدنوت
فقال لي ليسكن روعك وليهدأ قلبك وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خۏفي فقال أنت الذي أذنت هذه الساعة
فقال ما حملك على أن أذنت هذه الساعة وقد بقي من الليل أكثر مما مضى منه فتغر بذلك الصائم والمسافر والمصلي وغيرهم !
فقلت يؤمنني أمير المؤمنين حتى أقص عليه خبري
فقال أنت آمن.
فذكرت له القصة
قال ڠضب ڠضبا شديدا وأمر بإحضار ذلك الأمير والمرأة من ساعته على أي حالة كانا !
فأحضرا سريعا فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة من جهته ثقات ومعهن ثقة من جهته أيضا وأمره أن يأمر زوجها بالعفو والصفح عنها
فذكر له شيئا
كثيرا.
فقال له ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله وتعديت حدوده وتجرأت على السلطان !
وما كفاك ذلك أيضا حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر فضړبته وأهنته وأدميته !
فكان ذلك آخر العهد به !
ثم قال لذلك الرجل الصالح الخياط كلما رأيت منكرا صغيرا كان أو كبيرا فأعلمني فإن اتفق اجتماعك بي و إلا فعلى ما بيني وبينك الأذان فأذن في أي وقت كان أو في مثل وقتك هذا .
قال فلهذا لا آمر أحدا من هؤلاء الدولة بشيئ إلا امتثلوه ولا أنهاهم عن شيئ إلا تركوه خوفا من المعتضد وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة.