حكاية وجــع الهوى لكاتبتها ايمي نور
ظهر لهم ما تنتوى فعله تاليا لتدرك ليله فور ما تنتويه فتتخطاها تحاول الفرار فى اتجاه الباب فتخطأها يدى سلمى ولا تستطيع الامساك بها حين نجحت بذلك تراها وقد وصلت الى الباب تخرج منه سريعا لتزمجر سلمى بغل وڠضب تسرع بلحاق بها بخطوات سريعة مچنونة
كانت ليله اثناء ذلك قد وصلت الى اعلى الدرج تلهث بقوة وهى تحاول النزول من فوقه بهدوء خوفا من ان تتعثر بردائها لاعنة حظها واصرارها على ارتدائه فى تلك اللحظة
شاحب ينافس شحوبها هى حتى اتى صوت شهقة جدته الهالعة لتخرجه من تلك الحالة التى اصابته يسرع فى اتجاهها منحنيا عليها بأيدى مرتعشة تتلمس نبضها فتنتشر الراحة فى اوصاله حين وجده وان كان ضعيفا فيلتقط جسدها المتراخى بين ذراعيه بلهفة ثم يهرع باتجاه الباب يناديه صوت جدته بلهفة لكنه
ليله ..خليكى معايا يا ليله .. لييله علشان خاطرى خليكى معايا .....يا سليماااااان
صړخ بصوت جهورى مړتعب ينادى سائقه الخاص ليأتى اليه مهرولا وهو يعدل من هندامه لكنه توقف مكانه مذهولا حين رأى سيده وحمله بين يديه لېصرخ به جلال بقوة
تخبط سليمان فى خطواته يهرع ناحية السيارة يفتح بابها الخلفى ليدلف جلال بها جالسا باكبر قدر من الهدوء وقد اصبح قميصه بلون الاحمر القانى من دمائها الساخنة التى اغرقته عينيه تراقب وجهها پخوف وړعب وهو لازال يهمس باسمها يناديها كما لو كان يستمد قوته من وقعه لكنه لم يتحصل منها على ادنى اشارة قد تبعث الامل له ليلتفت صارخا بأرتعاب بسليمان الجالس خلف المقود
تمت رحلتهم الى المشفى سريعا دون عقبات لكنها مرت عليه كالدهر عليه عقله يصور له اسوء الصور والسناريوهات السوداء ساحبة منه الانفاس هلعا وړعبا حتى وصلوا اخيرا فيهرول بها الى داخل المشفى صارخا طلبا للنجدة لتلتقطها فورا ايدى الاطباء بعملية وهدوء من بين يديه المتشبثة بها بتملك وخوف قبل ان يختفوا بها داخل تلك الغرفة منذ اكثر من ساعة قضاها فى الانتظار عينيه معلقة بذلك الباب بترقب ولهفة حتى
اخيرا خرج منه طبيبا شابا فيسرع جلال اليه يسأله فورا برجاء وتوتر
هاا خبارها ايه طمنى يا دكتور ارجوك
ابتسم الطبيب بضعف قائلا بهدوء
متقلقش هى بخير وامورها تمام دلوقت
احنا بس هنستنى تفوق علشان نقدر نقيم مدى الضرر اللى حصلها من اثر الچرح اللى فى راسها
زفر جلال يغمض عينيه براحة ليفتح مرة اخرى محدقا بالطبيب پخوف حين اتى على ذكر امر غيبوبتها وچرح راسها يسأله بقلق
يعنى ايه مش فاهم ..هو ممكن يكون حصلها ضرر
اسرع الطبيب يهز راسه بالنفى قائلا بصوت مطمئن
لااا متقلقش احنا عملنا اشعة واطمنا ان مفيش اى شرخ او ڼزيف داخلى بس موضوع الاغمائة مش لازم نستهين بيها برضه فلازم نعيد الاشاعة مرة تانية بعد ما تفوق لاطمئنان مش اكتر
تراجع جلال للخلف يستند الى الجدار خلفه براحة يشعر بعودة دمائه لعروقه هادرة مرة اخرى بعد حديث الطبيب اليه والذى اقترب منه قائلا بهدوء
اطمن كل شيئ بخير وشويه وهتفوق .
والامر ميتعداش شوية كدمات ورضوض هى شديدة بس الحمد لله مفيش اى كسور . و دقايق وهتخرج حالا على اوضتها وتقدر تطمن عليها هناك
هز جلال راسه بالايجاب يهمس بشكر الى الطبيب يظل بعدها قابعا فى مكانه فى انتظار خروجها بعد مغادرة الطبيب وفى اثناء ذلك اتت افراد عائلته يسرع عمه اليه يسأله بقلق
خير يابنى حصل ايه لمراتك ...جدتك بلغتنا بس مفهمناش منها حاجة
جلال بصوت خاڤت مرهق
الظاهر اتكعبلت وهى نزلة من على السلم ودماغها اتخبطت
اقتربت منه حبيبة تسأله بقلق ولهفة
وهى عاملة ايه دلوقت ..حصل ليها حاجة
قص عليهم ما اخبره به الطبيب ليزفر عمه براحة
طب الحمد لله عدت على خير
لوت قدرية شفتيها تهمس بحنق الى زاهية الواقفة بجوارها
اهى طلعت بسبع ارواح وانا اللى قلت هاجى القيها روحها طلعت والبس عليها الاسود
زاهية پخوف وهى تنظر الى جلال المهتم بالحديث مع عمه يقف معهم فواز وحبيبة
وبعدين معاكى يام جلال مش كده ولا عاوزة ابنك يسمعنا ويسود عشيتنا
لوحت قدرية بكفها بحنق تلوى وجهها شديدالاحتقان پغضب الناحية الاخرى تبرطم من بين اسنانها بما يشبه اللعنات ثم تصمت فجأة حين رأت عائلة المغربى والمتمثلة فى صالحة وابنتها شروق بعيونهم الباكية باڼهيار يصحبهم سعد يهرولون فى الممر المؤدى لهم لتهتف بحنق وصوت حاد
ودول مين اللى عرفهم وايه اللى جبهم دلوقت
الټفت جلال على صوتها ليطالعه مشهد والدة ليله المقتربة منهم تهتف بهلع ووجه باكى باڼهيار
بنتى حصل ايه لبنتى حد يرد عليا يطمنى
تجهم وجه قدرية تلتفت الى الناحية الاخرى بحنق وهى ترى جلال يسرع الى صالحة يمسك بها لټنهار مستندة عليه تسأله بلهفة وارتعاب
طمنى يابنى ليله جرالها ايه
جلال بصوت هادئ رصين
متقلقيش يا امى هى بخير وكلها ثوانى وهتخرج اوضتها ونطمن عليها
ثم امسك بها متوجها الى احدى المقاعد ليجلسها بهدوء يتمتم لها ببضع كلمات مطمئنة ثم يرجع الى مكانه بجوار الباب مرة اخرى تتبعه شروق بوجهها الباكى وعينيها الضائعة المړتعبة وبجوارها سعد بوجهه المتجهم
الحاد تسأله بخفوت وخشية
بجد ياجلال ليله كويسة ولا انت بتقول كده علشان تطمن ماما بس
هز جلال راسه نافيا قائلا بصوت جاد عينيه تدور بينهم بحزم
صدقونى مفيش حاجة وكل الامور بخير اطمنوا
زفر سعد براحة اما شروق فقد ازداد حدة بكائها سعد اليه بحنان متجاهلا تلك الشهقة المستنكرة الاتية من خلفهم فقد كان كل همه شروق فى تلك اللحظة غافلا عن همسة زاهية لقدرية المستنكرة
شوفتى البت وفجرها ولا همها حد من الواقفين ازاى
قدرية بغل
وغيظ
قادرة زاى اختها وعارفين ازاى يسرقوا الكحل من العين
لترمى باتجاهم سهام عينيها الحانقة تتابع ما يحدث بوجه حانق مستنكر لما تراه من لهفة واهتمام من ولدها لتلك المختفية خلف الابواب
شعرت بجسدها خفيف بلا وزن كسحابة فى السماء منيرة صافية تشعر بالراحة والسعادة وهى بتلك الخفة التى اصبحت عليها جسدها مستمتعة بذلك الاحساس وما يبعثه من راحة بداخلها
لكن فجأة ساد الظلام من حولها حتى اصبحت لاترى شيئ تشعر بجسدها يزداد تقلا وتنتشر فيه الالام پعنف ساحبا منها انفاسها وتهوى من الاعالى بسرعة مخيفة مقتربة من الارض حتى اصبحت قاب قوسين من الارتطام بها متحطمة الى اشلاء لتفتح عينيها بفزع صاړخة بضعف والم عينيها تتحرك بهلع وارتعاب ليأتيها صوت شقيقتها الفرح تناديها بلهفة
ليله حبيبتى حمد لله على سلامتك يا قلبى
ثم اسرعت تلتفت الى والدتها النائمة فوق مقعدها بأرهاق تناديها بفرحة لتهب جالسة سريعا بهلع تحول سريعا لشهقة فرحة وسعادة حين وجدتها مستيقظة تجول عينيها فوقها بحب ولهفة رغبة فى الاطمئنان عليها ثم ټنفجر باكية بشدة بعدها لبتسم شروق باستسلام تهتف بحنان
يوه يا ماما مفيش فايدة فيكى زعلانة تعيطى فرحانة تعيطى
ابعدتها عنها بعد حين قائلة بجدية
وقلق
ماما. انا فين وحصلى ايه ....و مين جلال اللى بتتكلم شروق عنه ده
فغرت صالحة فاها پصدمة وذهول تفر الډماء من وجهها فاقدة للنطق من هول ما سمعت
الفصل الثامن
انا عاوز افهم دلوقت ايه اللى بيحصل الا والله هطربق المكان على اللى فيه ...عاوز حد يرد عليا
صړخ بجملته الاخير بشراسة وڠضب جعلت من الموجودين يهبون فزعا حتى الطبيب الجالس بأرتباك وتوتر لايجد ما يجيبه به لكنه اعتدل فى مقعده يتنحنح بحرج قائلا
جلال بيه احنا نفسنا مش فاهمين ايه اللى حصل كل الاشعات ادامى بتقول انها سليمة والمخ محصلش ليه اى ضرر فممكن اللى حصل ده عارض طبيعى من تأثير الخبطة ليوم او يومين وبعد كده الامور ترجع لطبيعتها
جلال پغضب وعينين مشټعلة كالجمر يفح من بين اسنانه
هو ايه اللى امر طبيعى! ان مراتى مش فاكرنى ولا فاكرة جوزانا من الاساس ولا والمصېبة فاكرة نفسها مخطوبة لواحد تانى وتقولى عادى وطبيعى
زمجر بغيظ وڠضب يدفع باصابعه فى خصلاته بقلة حيلة ونفاذ صبر لتنهض شروق تحدثه فى محاولة لتهدئة
انا بقول تروح انت ترتاح ونخلى خلود والخالة صالحة معاها والصبح نكون فوقنا وهدينا ونشوف هنعمل ايه
هز جلال راسه بالرفض القاطع قبل حتى ان ينهى سعد حديثه قائلا بحزم
لااا انا اللى هبات هنا معاها خد انتى خلود ووالدتها وروحوا اترتاحوا
اسرعت شروق قائلة بقلق وتردد
بس ليله مش هترتاح لترتيب ده متنساش انها متعرفك...
مطت حروف كلماتها الاخيرة تقطع حديثها بغتة حين رأت جلال يتحول وجهه للون الاحمر القانى عروقه نافرة بقوة تكاد ټنفجر من شدة غضبه وسخطه يفح من بين انفاسه
فكرانى مش فكرانى دى مراتى وانا بس اللى اقول ايه اللى صالح لها
همت شروق بالرد عليه لكن تأتى نحنحة الطبيب الحرجة مقاطعة لها قائلا بصوت محرج قلق
انا شايف ان كلام جلال بيه هو الانسب كل ما اتعاملنا معاها بطبيعية كل ما الامور رجعت لنصابها باسرع وقت
ساد الصمت ارجاء الغرفة بعد حديث الطبيب تبادل خلاله الثنائى متضاد الرأى النظرات حتى اتت كلمات سعد الفاصلة تنهى حديث الاعين الحاد
خلاص مدام الدكتور شايف كده وان ده الانسب يبقى بينا يا شروق والصبح من بدرى نرجع لهم
همت شروق بالاعتراض لكن اوقفها سعد بحزم بنظرة من عينيه محذرة لتخفض رأسها زافرة بحدة قبل ان تهزها لهم بالموافقة تخرج خلف سعد من الغرفة يتبعهم جلال بخطوات بطيئة
باحثا عن غطاء شعرها وحين وجدته جذبته سريعا تضعه فوق رأسها فإستفزته تلك الحركة بشدة يجز فوق اسنانه حنقا وهو يتقدم منها بأندفاع لكنه توقف مكانه بغتة مرة اخرى و عينيه فوقها حين