حكاية الملك والراعي
خرج ملك في رحلة صيد، وقد اخذ معه غير رفاقه مجموعة كبيرة من الحرس بعدتهم وعتادهم، حتى اصبح من يراهم يظن بانهم كتيبة خارجة للقتال.
اثناء تلك الرحلة مر الملك براعي يعزف على الناي وبجانبه كلبه وامامه على مسافة قريبة قطيع كبير من الاغنام ترعى في السهول الخضراء.
نظر الملك الى القطيع الكبير ونظر الى الكلب ثم عاد ليجول بنظره يمنة ويسرة، فسأله الراعي ان كان يبحث عن شيء ما.
قال الملك: اين الكلاب الاخرى؟
قال الراعي: انا ليس لدي سوى هذا الكلب يا سيدي.
تعجب الملك وقال: قطيع ضخم وبهذا العدد الهائل من الاغنام يحرسه كلب واحد!! هذا لا يكفي يا عزيزي، عليك ان تأتي بعدد كبير من الكلاب لضبط القطيع جيدا، فان كلبك وحده لا يستطيع ان يضبط جميع الاغنام ان جنحت احداها او هربت الاخرى.
ابتسم الراعي وقال: يا سيدي، اني منذ ان انشأت قطيعي وانا احكم بين خرافي بالعدل، واكفي كل خروف حاجته، فامنع ان يعتدي قويها على ضعيفها، واوزع الكلأ والماء بينها بالتساوي، فلا جاعت عندي ولا خاڤت حتى الان، وبذلك لم تضطر يوما للتمرد والعصيان والهروب، فهي تسعى في ارض الله تحت رعايتي امنة شبعة مطمئنة.
ثم اقترب الراعي ونظر في عيني الملك مباشرة وقال له: ان الراعي اذا عدل في قطيعه واعطى كل ذي حق حقه وكفى كل ذي حاجة حاجته قلّت حاجته للكلاب.