حكاية غداً تدور الدوائر
تحكي إحدى النساء ..
منذ ثلاثين عاما كنت فتاة مغرورة وزوجة حديثة ترفع شعارات تحرير المرأة وترى الزواج مجرد إجراء اجتماعي لا يترتب عليه أية واجبات ..
وشاء الله أن أقيم مع عمتي ام زوجي حتى يوفر لي زوجي سكنا مستقلا بالمواصفات التي أريدها وكانت السنوات التي عشتها مع حماتي هي أسوأ سنوات عاشتها تلك السيدة الصابرة وكنت أنا للأسف سر هذا السوء فقد أعطيت أذني لنصائح الصديقات بأن أظهر لها العين الحمراء منذ البداية
وكانت كجبل شامخ تبتسم لي برثاء وتقضي اليوم داخل حجرتها تصلي وتقرأ القرآن ولا تغادرها إلا للوضوء أو أخذ صينية الطعام التي أضعها لها على منضدة بالصالة وأطرق بابها بحدة لتخرج وتأخذها! وكان زوجي مشغولا في عمله ..
ولم أجهد نفسي كثيرا في تفسير صبرها وعدم شكايتها مني لزوجي بل أعمتني زهوة الانتصار عن رؤية الحقيقة حتى اشتد عليها المړض وأحست هي بقرب الأجل فنادتني وقالت لي وأنا أقف أمامها متململة
أنصحك كأم بأن تكفي عن قسوتك على الأقل في أيامي الأخيرة .... لعلي أستطيع أن أسامحك . قالت كلماتها وراحت في غيبوبة المۏت ..
فلم تر الدموع التي أغرقت وجهي ولم تحس بقبلاتي التي انهالت على وجهها الطيب ماټت قبل أن أريها الوجه الآخر وأكفر عن خطاياي نحوها ماټت وزوجي يظن أنني خدمتها بعيني. وكبر ابني وتزوج ولم يستطع توفير سكن خاص فدعوته للعيش معي في بيتي الفسيح الذي أعيش فيه وحدي بعد ۏفاة أبيه فاستجاب وأدارت زوجته عجلة الزمن فعاملتني بمثل ما كنت أعامل حماتي من قبل فلم أتضجر لأن هذا هو القصاص العادل والعقاپ المعجل
من_أقسى_ما_قرأت