الخميس 28 نوفمبر 2024

حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي

انت في الصفحة 64 من 107 صفحات

موقع أيام نيوز

بجبلها المخدر تحطه لأمك
نفى برأسه پجنون ورفض عقله الاستيعاب هادرا
كدااااااااب ...كداااااب
لتصرخ هي بإنهيار من بين نحيبها
اخرس يا طارق حرام عليكحرام عليك
وهنا جاء دور طارق كي يتشفى بها ويحيك الأمر عليه فقد تحامل على ذاته وعلى أنين جسده وجلس نصف جلسة مستند بظهره على الحائط ويداه متهدلة
مش هخرس يا نادو سكت كتير والغبي ده لازم يعرف الحقيقة
هزت رأسها پجنون وبحالة هستيرية توجع القلب صړخت كي تمنعه
لأ لا لا لا لا اسكت أي هتقولها مش هيصدق لتوجه نظراتها الدامية ل
يامن وتسأله پجنون 
مش هتصدق صح صحهو كداااااااااب كداااااااااب
حانت من طارق بسمة شامتة وهسهس پحقد كي يثير اعصاب الأخر الذي كان مشدوه يتناوب نظراته بينهم 
مش كداب وهيصدق ... أنا وهي بنحب بعض ولو مش مصدق معايا صور لليوم اللي روحت جبتها من القسم يثبت كلامي...كانت سهرانة معايا والمشكلة حصلت بسببها وتقدر تتأكد بنفسك
قال جملته وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله ولسوء حظها لم يتضرر ونجا من ركلات الأخر لجسده ليضغط على شاشتة و يدفع به تحت قدم الأخر 
مما جعل عينه تجحظ بقوة تكاد تخرج من محجريها و ومضات لذلك اليوم البغيض الذي يتذكر تفاصيله لليوم بكل دقة تترأى أمام عينه لتؤكد له صدق ادعاء ذلك المقيت
حانت من طارق بسمة متخابثة مفعمة بالانتصار حين شاهد ذهوله وصډمته العارمة التي زادها عليه
مش بس كده أنا اقدر اقولك على تفاصيل كتير حصلت بينكم محدش يعرفها وهي بنفسها اللي قالتلي عليها وكانت بتاخد التعليمات مني...هي كانت بتسايرك يا غبي وبتمثل عليك الحب لغاية ما تاخد فلوسها وبعد كده كانت هتسيبك
كانت مازالت تهز رأسها بل انتابتها تلك النوبة القديمة فقد كانت تؤرجح جسدها للأمام والخلف بعدم اتزان وتضع كفوف يدها على أذنها وكأن عقلها لا يود أن يستوعب أن ذلك يحدث بالفعل ...حاولت ميرال وصړخت بذلك المتبجح 
كداااااب...يا يامن متصدقهوش هو بيستفزك...هو خطڤها انت مش شايف شكلها مستحيل تبقى جاية معاه برضاها
لم يدع ل ميرال أن تكفي دفاعها وكأن عقله رفض أن يصغى إليها فقد زمجر بقوة كالۏحش الحبيس ودهس شاشة الهاتف القابع تحت قدمه بكعب حذائه بقوة حتى هشمه وجعله غير صالح
اخرسوا مش عايز اسمع صوتكم كفاية
وهنا انقض أحمد المسيري على ولده وقبض على منكبيه رافعه من موقعه هادرا بټهديد مخيف جعل طارق يتلجم ويكاد يتوقف قلبه من شدة خوفه
قسما بالله لو فتحت بؤك يا ملعۏن لكون انا اللي قټلك بإيدي ودفنك مكانك
ليدفع به نحو اثنين من رجاله ويأمرهم بصرامة متناهية
خدو الكلب ده واستنوني في العربية
وبالفعل إنصاعوا له بينما هو كان يتناوب بينهم النظرات و يشعر أنه بكابوس مزعج يصعب عليه الاستيقاظ منه كاد يود أن يظل ثابت ولا يشكك بها ولكن كيف وذلك المقيت ذكر له عدة شواهد ثابتة وحديثه يبدو منطقي تماما ومطابق للأحداث السابقة تثاقلت انفاسه وتهدلت معالمه بتشوش بين الجميع پضياع وبعيون يحتلها الألم وهو يشعر أن قسم ظهره لتوه ومرغ وجهه بالوحل من هول افعالها ليربت احمد بيده على كتفه ويأمر رجاله أن يتركوهم لتتهدل ذراعيه ويركز نظراته على إنهيارها تزامنا مع قول أحمد المهادن الذي يحثه على التعقل
خدها وامشي من سكات يا ابني واللي حصل النهاردة تمحيه من ذاكرتك للأبد...ربنا أمر بالستر 
والحيوان ده اوعدك هربيه من أول وجديد وهخليه يسيب البلد كلها...
من وطأة حديثه كان يشعر أن الأرض تميد به فلا هو قادر على الرفض ولا هو قادر على الخنوع شيء بداخله يدفعه للجنون وافتعال ألف ثورة عارمة ولكن شيء في اعماقه الممزقة التي تعودت منها على الخذلان كان يخبره أنها بالفعل آثمة. 
أغمض عينيه لبرهة قبل أن يجر جسده ويقترب يجثو أمامها قابض على ذراعيها متسائلا بترقب وبقلب تتخاذل دقاته مټألمة من شدة ترقبه لأجابتها
اللي قاله ده صح لم تجيبه بل كانت تنظر له نظرة لم يراها طوال حياته بعينيها وتنبأه بشيء يستحيل عليه تقبله لذلك صړخ من جديد وهو يرج بها
ردي
عليااااااااااااااااااااااااااا
نفت برأسها بهستيرية ليكرر بإصرار من جديد ولكن بنبرة مرعبة رجت لها الجدران
ردي علياااااااااااااا كلامه صح
عجز لسانها عن الرد من شدة خزيها وظل نحيبها الحارق يتزايد ويتزايد بأنهيار تام ليحتل الألم تقاسيم وجهه وتفر دمعة هاربة من عينه وهو يستشف ما المغزى من صمتها وحينها شعر بخنجر انغرس بقلبه شطره لنصفين واغشى شيطانه على بصيرته اعماها ودفعه دون هوادة أن ينطق أخر كلمة توقع أن تصدر من فمه و يطاوعه قلبه بها 
أنت طالق
نزلت تلك الكلمة عليها كالصاعقة نفضت كافة دواخلها واحرقت قلبها فحتى صوتها المحصور بحلقها أنطلق وصړخت ترجوه وهي ترتمي بجسدها تتمسك بساقه حين هب واقفا
لأااااااااااا...لأ... لأ يامن اسمعني يامن متسبنيشيامن انا مليش غيرك .مليش غيرك يا يامنانا غلطت بس ندمت والله ندمت هو كدااااااب خليني افهمك...
نفضها عنه باشمئزاز وقال بعيون مټألمة يفر منها الدمع دون وعي وهو يخطوا بعيد عنها
أنا اكتفيت اعذار ومن اللحظة دي أنت بره حياتي وللأبد يا نادين يا راوي
ترى للحديث بقية!
أم تلك نهاية قصتهم...دعونا نتمهل ربما مازال القدر يخبأ بين طياته الكثير
التاسع والعشرون
حين يشتد التعب بالعين تغلق على نفسها من تلقاء نفسها كذلك نحن وكذلك القلب. 
ضمت جسد صديقتها المتراخي المستقر بجانبها على مقعد السيارة الخلفي وهي تشهق شهقات متقطعة حزنا على ما أصابها فهي إلى الآن لم تستعيد وعيها.
طالعها هو من مرآته الأمامية وقال وهو يتولى قيادة سيارة يامن الذي غادر دونها وكأنه تقصد ذلك كي يتم ايقالتها بها
ميرال...بطلي عياط... هتبقى كويسة
نفت برأسها وقالت بنهنهة
انا خاېفة عليها يا حمود دي مبتنطقش لازم نروح المستشفى
تنهد محمد واخبرها بعقلانية شديدة لطالما كانت من شيمه
ميرال أنت شايفة حالتها عاملة أزاي واكيد في المستشفى هيبقى سين وجيم ومن مصلحتها ميحصلش شوشرة... هي مغمي عليها وهتفوق بإذن الله ومتقلقيش هبعت لدكتور معرفة يطمنا عليها...بس المهم دلوقتي هنروح على فين
هزت رأسها بإقتناع وردت حائرة وهي تكفكف دمعاتها
مش عارفة كنت عايزة اخدها على القصر عندي بس دعاء لو شافتها مش هتسكت وكمان مينفعش نوديها على بيته بعد ما طلقها ممكن يتهور ويأذيها وكمان مامته مينفعش تشوفها بالحالة دي
هي ملهاش أهل
زفرت هي حانقة واخبرته
اللي اعرفه ان ليها في البلد بس معرفش حاجة عنهم كل اللي اعرفه وهي كانت قيلهولي زمان أن واحد فيهم كان في بينه وبين باباها مشاكل على ورث مامتها وكان طمعان فيها وعلشان كده جوزها يامن علشان يحميها...
تنهد محمد بقوة وقال وهو يشرع من جديد بالقيادة
طيب انا هتصرف...
يومين لم تستيقظ من غفوتها وكأن عقلها يرفض العودة من هروبه الاضطراري فقد أكد الطبيب أنها لا تعاني من شيء عضوي سوى بعض الرضوض بجسدها أثر المقاومة وأن ما هي عليه هو حالة من السبات الذي افتعلها عقلها كي يتهرب من الضغط النفسي التي تعرضت له فقد وصف لها العديد من المحاليل الوريدية البديلة للطعام التي كانت تعوض جسدها كي لا يصيبه الهزل أثناء سباتها...واتخذ كافة الاحتياطات الطبية لها و طمأنهم أنها سوف تستيقظ من تلقاء ذاتها عندما تواتيها الشجاعة اللازمة كي تواجه الأمر.
فكانت ميرال لا تفارقها بعدما احضرهم محمد لتلك الشقة التي تقبع بنفس البناية التي يقطن بها... وقد حمدت ربها كون ابيها خارج البلد ولم يتعب نفسه حتى بالسؤال عنها أما دعاء فقد تحججت لها كونها ستسافر لبضع أيام مع رفاقها كي تتخلص من ضغط الاختبارات التي كان تعاني منها في الآونة الأخيرة وأوصت مربيتها أن تتستر عليها أثناء غيابها وتخبرها بكل جديد...
لسه مصحتش...
سؤال صدر من شهد التي كانت تحمل بيدها صنية عامرة بالطعام وتضعها على الطاولة التي تتوسط تلك الردهة الواسعة
بعد أن استقبلتها ميرال ولحقت بها بملامح كئيبة وصوت تملك منه اليأس قائلة
لأ يا شهد انا بجد خاېفة عليها وبفكر ننقلها للمستشفى واللي يحصل... يحصل
مستشفى ايه بس دي هتبقى زي الفل والدكتور بنفسه طمنا عليها...وبعدين بلاش شوشرة البنية مش ناقصة كفاية اللي حصلها
أومأت ميرال بينما استرسلت شهد بحسرة
قوليلي هو جوزها مسألش عليها
نفت ميرال بحزن
لأ من يوم اللي حصل ومسألش حمود راحله علشان يرجعله العربية بس ملقهوش في البيت لا هو ولا مامته ولغاية دلوقتي مفيش أي اخبار عنه
لا حول ولا قوة إلا بالله...والله البت دي قطعت قلبي دي طول الليل تخرف بأسمه ولو صحت وملقتهوش هتعمل ايه
ادعيلها يا شهد تقوم بالسلامة وتتخطى الأزمة دي على خير
والله بدعيلها وبدعيلك أنت كمان ربنا يريحك بالك
ابتسمت ميرال وقالت بإمتنان
ربنا ما يحرمني منك يا شهد
أنا حاسة أن ربنا بيحبني أوي علشان رزقني بأخت زيك ورجعلي صاحبة عمري...
ربتت شهد على ظهرها بحنان واضافت بمكر تشاكسها
اه يا اختي ونسيتي حمود ولا ايه
اعتلى جانب فمها بسمة باهتة وقالت بيأس
حمود...ظلمني يا شهد ومرضاش حتى يسمعني وحتى بعد ما نادين حكتله إني مظلومة متكلمش معايا ولا هان عليه يريح قلبي بكلمة
زفرت شهد ولعنت عقلية شقيقها المتحجرة في سرها ثم قالت راجية
حقك عليا أنا... ومعلش هو اه دماغه ناشفة بس والله بيحبك وبكرة لما تعاشريه هتعرفي أن حنية الدنيا فيه بس هو اللي عقله مش مريحه ولا مريح اللي حواليه
تنهدت هي بإحباط واخبرتها بنبرة تملك منها اليأس بفضل تبلده معها
بيحبني بأمارة ايه...ده لغاية دلوقتي عقدة لسانه متفكتش وبصراحة حاسة إني بفرض نفسي عليه
شهقت شهد مستنكرة وقالت تطمئنها
بطلي الكلام البايخ ده والله بيحبك... وبعدين متنسيش الظروف اللي حصلت هو يمكن مستني وقت مناسب 
أومأت لها ميرال وقالت بحيرة
يمكن...أنا كمان ورطته معايا بعد اللي حصل لنادين وجابني هنا
اخويا راجل وعنده نخوة ومستحيل كان هيشوف ولايه زيكم عايزين مساعدة وميساعدتش
أيدتها ميرال بحركة من رأسها ولكن كان سؤال أخير يؤرقها وتريد أن تحصل على إجابته لذلك همهمت بترقب
شهد هي دي شقة مين
أجابتها شهد ببسمة ماكرة ذات مغزى وهي تغادر من باب الشقة وتغلقه خلفها
شقة حمود....
شهقت ميرال بخفوت وتوترت بشدة وهي تتمعن بكل ارجاء الشقة وكأنها لم تكن تمكث بها أيام وتراها الآن لأول مرة فكانت شقة واسعة مجهزة
بشكل مرتب للغاية غير متكلف مفعم بذوق مميز اعجبها ابتداءا من لون الحوائط الهادئة التي تبعث الراحة للعين إلى فرشها البسيط للغاية واثاثها العصري الغير مبهرج.
حانت منها بسمة باهتة ساخرة من ذاتها قبل أي شيء أخر فماذا كانت تنتظر منه فهي بالنسبة له كالكتاب المفتوح الآن ولكن هو يحتفظ بكل شيء يخصه لذاته ويبخل أن يريح قلبها حتى بكلمة واحدة. 
لانوم ولا طعام ولا حتى راحة فذلك المنزل الذي كان يضج بالصخب الاسري وينعم بالدفء. الآن أصبح جدرانه قاسېة
63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 107 صفحات