الخميس 28 نوفمبر 2024

حكاية أنتي حقي سمرائي للكاتبه سعاد محمد سلامه

انت في الصفحة 19 من 127 صفحات

موقع أيام نيوز


أو ادنى من فقدان وعيها وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانها بعد حديثه الذي شطر قلبها لنصفين... أغمضت عيناها عندما احست بوخزة أصابت فؤادها ثم نظرت له 
وكأنها طائر جريح ذبح پسكين بارد واردفت بشفاة مرتعشة _ألف مبروك إنت أحسن راجل في
الدنيا وتستاهل أجمل بنت متزعلش مني أرجوك ثم تركته وبخطى متعثرة اندفعت تركض قبل ان يشعر بضعفها وخېانة قلبها إتجاه... أسرعت إلى غرفتها حتى لا يراها أحد 

أغلقت باب غرفتها وجلست بظهرها خلف الباب تبكي بنشيج لم تكن تعلم أن هذا الامر سيكون ممېت لروحها عندما تعرف منه بهذه الطريقة... وضعت يداها على شفتاه تمنع صوت أهاتها وصراخاتها عندما اتى إليها جاسر وظل يطرق عليها الباب ووجده مغلق 
زفر جاسر وتيقن أن أخته علمت بحب جواد لشخص آخر عندما رأها تسرع بهذه الطريقة... 
غزل حبيبتي افتحي الباب لازم نتكلم 
عايزة انام ياجاسر سيبني شوية وهقوم ونتكلم 
انا مش همشي غير لما تفتحي ونتكلم حبيبتي 
وقفت مترنحة بعدما مسحت دموعها هي تعلم أن اخاها لم يتركها بهذه الحالة 
دخل وبدا ينظر إليها بتمعن ثم تحدث قائلا 
بټعيطي ليه ايه.. وقافلة على نفسك ليه!! 
مفيش حاجة بس تعبانة شوية 
تعبانة ولا زعلانة عشان جواد هيخطب 
جحظت عيناه عندما اكتشفت أمام اخيها 
ولكن حاولت الثبات أمامه _ايه اللي بتقوله دا... انا مالي وماله مايخطب ولا يتجوز حياته وهو حر فيها 
جذب يديها وأجلسها على الاريكة ووجلس في مقابلتها وضم وجهها بين كفيها 
جواد بيعتبرك اخته وبنته يعني هو اللي مربيكي وعمره ماهيشوفك

غير كدا.. وبيحب واحدة بقاله سنة وكان رافض الارتباط الا لما تخلصي الثانوية عشان مينشغلش عنك 
شوفتي هو دايما بيضحي بنفسه عشانك وبس بحسه اقرب لك عني... جواد هو اللي سماكي وهو اللي رباكي وكل تفصيلة عنك هو يعرفها اكتر مني انا وبابا.. منجيش احنا نقسى عليه ونحرمه من حاجة هو حرم نفسه منه عشان سعادته وكمان بعد دا كله ان جزاته أننا نحزنه 
خبأت آهاتها داخل قلبها.. ونظرت إلى أخيها واردفت متسائلة 
ليه بتقولي كدا.. انت عارف جواد بالنسبالي إيه واتمنى له السعادة اكيد 
تنهد باستسلام عندما علم ان إخته ترواده 
فاسترسل حديثه ناظرا إليها بقيلة حيلة 
بصي ياغزل انا أخوكي وأكتر واحد عارفك بعد جواد اه هو ممكن مااخدش باله لانه ابعد اللي انا شايفه بعيني وحاسس بيكي 
فبقولك بلاش اللي بتفكري فيه انت لسة صغيرة وبكرة تقابلي شباب كتير وممكن تلاقي اللي يشدك وتحبيه بجد مش مجرد تعود قدامك طول الوقت.. واكمل مفسرا... ممكن إعجابك بجواد وشخصيته انك محاولتيش تفكري في حد تاني حياتك اتمحورت فيه هو وبس 
عشان كدا شخصيته جذبتك وخصوصا انه طول الوقت معاكي.. رفع ذقنها ونظر داخل عيونها يارب تكوني فهمتي قصدي وبلاش تحسسيني إني غبي ومش حاسس بيكي.. واكمل حديثه قائلا حتى يقطع عليها أمل التفكير به 
جواد لو بس حس حبك ليه بمعنى تاني يبقى إنت كدا بتموتيه بايدك ياغزل.. ياريت ياحبيبتي تفكري في كلامي.. اتمني له السعادة دايما وخليه يعيش سعيد مع اللي اختارها قلبه.. غير لما يدفن حبه عشانك.. صدقيني يعملها لو مجرد بس حس باللي انا شايفه
على الجانب الاخر
يجلس عاصم مع شخص ما... نظر إليه وتحدث قائلا 
عرفت هتعمل إيه... إياكي ياجابر تضيع العملية دي.. وانا عيني ليك 
بس دا ضابط ياعاصم باشا ومحبوب من كل البلد... انت مبتشفش الناس بتعمل معه ايه لما يكون هنا 
طرق عاصم بقلمه على سطح المكتب ثم نظر إليه مردفا 
_لو خلصت الموضوع دا على خير صدقني هكتبلك نص فدان قريب من السواقي 
نظر جابر بطمع إليه واردف متيقنا 
اعتبره حصل ياعاصم باشا وهخليهم يقرأو الفاتحة عليه كمان
على جانب آخر 
تجلس بثينة في حديقة الفيلا الخاص بناجي
مع صديقتها السو التي ادت بها إلى الهلاك... تنفس دخان سيجارتها بضيق وتتحدث پغضب 
لازم اخد حقي من كل اللي آذوني... ووعد من بثينة بدران لخليهم يبكو بدل الدموع ډم... اصبري عليا بس 
نظرت سحر باستياء إليها
بلاش تفتحي في القديم يابثينة إحنا ماصدقنا ان جواد بعد عننا ماتخلهوش يحطنا في دماغه تاني وبعدين انت عارفة هو مالوش دخل باللي حصل 
وقفت ورفع سبابتها أمامها _إياكي اسمعك تقولي كدا تاني.. ماهو انا منزلش للوحل.. وهو واخوه يعيشوا حياتهم بالطول والعرض 
وقفت في مقابلتها سحر 
صهيب مالوش ذنب انت شوفتي حالته كانت إزاي.. انا خاېفة عليكي صدقيني 
جواد مش هيرحمك المرادي.. هو سامحك المرة اللي فاتت عشان صهيب اللي طلب منه واترجاه كمان... ابعدي عن عيلة الالفي انت ليه بتقلبي في القديم احنا مصدقنا نسيناه 
اتى ناجي ونظر اليهم وأردف متسائلا 
مالكم پتزعقوا ليه 
مفيش انا ماشية يابثينة واعملي زي ماقولتلك 
زفرت بثينة بضيق ونظرت بشرود خلف سيرها 
قاطع شرودها ناجي.. مالك يابثينة وعايز اعرف ايه حكايتك مع الضابط دا 
مفيش ياناجي بعدين هحكيلك ثم تركته وغادرت متجهة الى غرفتها 
جلست على فراشها وتذكرت حياتها القديمة 
فلاش باك 
تجلس فتاة في مقتبل العمر تبلغ من العمر تكتب شيئا... دخلت بثينة من باب شقتهما 
جنى انت جيتي ياحبيبتي إمتى 
نظرت جنى بفرحة لاختها 
باركيلي يابوسي اتعينت في النيابة وكمان سلمولي قضية 
ضمتها بثينة بفرحة _الف مبروك ياحبيبتي 
اخيرا اتعينتي لا وكمان مسكتي قضية 
شوفتي ياما قولتلك ماتستعجليش. وان شاءلله ربنا مش هيضيع تعبك ومجهودك 
احكيلي ايه اللي حصل 
جذبتها من يديها وجلست على الاريكة 
شوفي انا رحت ادور في اسماء المتعينين الجداد انا مكنش عندي امل.. بس كنت بقول اهو هدور يمكن الحظ يضرب معايا عشان تقديري كويس.. لقيت مها بتناديلي وبتباركي 
مصدقتش طبعا جريت ودورت في الاسماء لقيت اسمي فعلا وبعدين رحت سألت بعتوني كذا محكمة كدا.... وفي الاخر تعبت ويأست اني امسك قضية 
بس بقى كان فيه حتة ضابط يابت يابسبوس انما ايه كريزما من اللي قلبك يحبها 
ضحكت بثينة على حديثها _اه ياختي وحضرة الظابط دا عملك ايه 
خد كذا حد مننا اللي النيابة وكلتهم لبعض القضايا لقيته ماسك ملفي 
ونادى لي.. رحت معه المكتب 
ووكلني بقضية مهمة لشاب متورط في قضية 
جواد انا هوكلك في قضية لو نجحتي فيها ممكن تترقي وتوصلي لمنصب حلو في النيابة غير الشهرة طبعا... انت شابة واكيد طموحة والمحاماة عايزة جهد ومجهود عشان توصلي للشهرة وعيونك بتقول إنك ذكية ومجتهدة

غير تقديرك طبعا 
انا موكل من النيابة العامة إني اوزع القضايا بس انا مش وكيل نيابة ولا حاجة عشان تبقي عارفة كله هيروح للنيابة فخلي عندك يقين على اد ماتتعبي هتلاقي تقدير 
جنا حضرتك اي قضية 
في واحد هنا متأكد انه مظلوم اتورط مع ناس كبار وممكن يكون متهدد انتي هتمسكي القضية دي.. حاولي تعرفي ايه حكايته... انا حاولت وهو رافض الكلام 
بس طبعا انك المحامية فدا مختلف... وصدقيني انا متاكد انه مظلوم 
فكرت ندى للحظات _خلاص هدرس القضية واقابله وهعرف حضرتك اللي حصل 
بالتوفيق ان شالله استاذة جنى 
متشكرة حضرة الضابط 
نظر إليها جواد بهدوء _إسمي جواد الالفي
البارت الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم 
اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي آخرتي التي فيها ميعادي واجعل الحياة ذيادة في كل خير واجعل المۏت راحة لي من كل شړ
بين البوح والصمت تظل الكلمات أسيره بين حنايا القلب في أبعد زوايا النفس والعقل تعترف تئن تثور وتشتكي ثم تتوارى خلف
عفة الصمت 
كلمات مروة عصمت
في مكان بعيد لأول مرة نذهب إليه تركيا 
شابة جميلة تجلس أمام سيدة أربعينية وتتحدث بمرح وتصفق بيديها 
خلاص ياخالتو يعني هنسافر القاهرة يااااه أخيرا من زمان وأنا نفسي أزورها 
نظرت ليلى إليها بحب وملست بحنان على شعرها 
إنت فاكرة حاجة من مصر لسة ياميرنا 
ابتسمت ميرنا مسترجعة ذكرياتها 
يعني مش قوي بس ممكن أكون فاكرة آبيه جواد وصهيب ومليكة يعني ممكن أشكالهم 
ايه دا ونسيتي غزل بنت خالتك وجاسر 
تنهدت ميرنا بحزن 
لا طبعا جاسر أنساه ازاي دا الحب كله ياخالتو... 
نظرت إليها ليلى باستياء 
ميرنا اوعي تقولي كدا قدام حد جاسر دلوقتي مرتبط وهيتجوز قريب 
أسبلت ميرنا عيونها
للأسفل قائلة 
حاولت أنساه ياخالتو مكنتش أعرف إن حبه هيفضل معلم في قلبي كدا.. كنت لسه طفلة إتناشر سنه بس متوقعتش إني أفضل أحبه ويفضل حبه جوايا ملازمني الوقت دا كله .... 
أخذت نفسا عميقا ثم أكملت 
كنت بشوف اهتمامه بمليكة يصعب عليا نفسي تعرفي كان بيقولي ايه... مليكة دي حبيبتي ياميرنا أما إنت أختي الصغيرة ....
كنت بتضايق وأضربه وأقوله أنا بس اللي حبيبتك 
طلع عنده حق ف الأخر هي حبيبته وأنا ولا حاجة 
حزنت ليلى على بنات أختيها وعرفت أنهما ستحصلان على ۏجع الحب وليس حلاوته ....
حتى حازم الذي أحب مليكة وأخفى حبه كي لا يحزن جاسر... 
دخل حازم في تلك الأثناء 
مساء الخير على الحلوين أخبارك ايه يامرمر 
نظرت بحب إلى أخيها 
كويسة يازومي ... ايه ياعم بقي مش هنخرج دا حتى بيقولوا النهارده عيد
ابتسم حازم مردفا 
هتفضلي طفلة ياميرنا هنستنى ماما ترجع من المستشفى وهنخرج كلنا.. 
ثم توجه بنظره إلى خالته 
مالك يالولا ايه مش فرحانة عشان هننزل أخيرا مصر 
نظرت إليه لا تعلم بما تخبره 
الحقيقة ياحازم أنا مش هعرف أنزل مصر دلوقتى محمود عنده مؤتمر وهيسافر باريس ومعرفش هينزل إمتى... ومامتك كمان عندها عمليات محجوز مواعيدها في المستشفى لشهر قدام إنت فاهم وضع مامتك مش هيقدروا يستغنوا عنها 
وقف حازم وتحدث پغضب 
وبعدهالكم يعني كل سنة نفس الموال عشر سنين وكل سنة كدا.. أنا مش هأجل سفري ولا دقيقة بعد كدا وبعد يومين هسافر.. كفاية إتحرمت إني أدخل كلية الشرطة 
في مدينة القاهرة
تجلس ندى مع والدتها تضع قدم فوق الأخرى وتتحدث عن تفاصيل خطبتها فهي الابنة المدللة لوالدها رجل الأعمال المشهور والذي يمتلك العديد من المشروعات الهامة 
أنا طلبت من جواد نعمل الخطوبة في فندق ياماما وهو معندوش مانع وافق وقالي هيجي بكرة ونتفق.. 
ردت والدتها بعنجهية 
معرفش يانودي إيه اللي عاجبك في جواد دا إنتي متعرفيش حياة الظباط دي عاملة ازاي كلها تحكمات وغير كدا كمان أنا عيلته دي مش عجباني تحسيهم كدا فلاحين 
ردت عليها ندي باستياء 
مامي أنا بحب جواد وعجباني شخصيته دا غير طبعا مكانته الإجتماعية ووضع عيلته ف الفيوم وبعدين بابا موافق ومرحب ويتمنى إننا نتمم جوازنا 
تنفست الأم بضيق 
براحتك يانودي بس مترجعيش تشتكي منه لما يتحكم فيكي 
خلاص يامامي بقى أنا هقوم أكلمه وأشوفه هيوصل امتى
في محافظة الفيوم 
يجلس في شرفة غرفته يتذكر حديثها يعلم أن هناك أمرا ما غير طبيعي تمر به .. يشرد بذكريات الماضي فيبتسم عندما تلوح بذكراه تعلقها به 
فلاش باك 
يجلس بالحديقة يستذكر دروسه وجدها مقبلة عليه تسرع الخطي ويظهر علي محياها علامات الڠضب 
نظر لها بحب وتحدث 
اجري براحة يازوزو عشان متقعيش.. مالك بتنفخي ليه كدا 
جلست على العشب أمامه غاضبة ناقمة تهتف بصوت عال 
أنا حايزة عايزة سيف
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 127 صفحات