حكاية صانعة الرجال
صانعة الرجال
اقرأوها ولن تندموا.
طلب الملك من صائغه أن يصنع له إكليلا من الذهب ليتوج به صاحب أعظم عمل من رعيته
وبالفعل شرع الصائغ بما أمره الملك وبعد أيام كان الإكليل الذهبي بين يدي عالي المقام
عندها جاب المنادون الشوارع ينادون على قرع الطبول عن جائزة الملك لأعظم عمل في المملكة وعلى الراغبين في المنافسة المثول أمام جلالته لتقديم أعمالهم في اليوم الفلاني في باحة القصر وعلى مسمع ومشهد من الرعية أيضا !
وفي اليوم الموعود توافد الشعراء والعلماء والرسامون والحرفيون كل يدلي بدلوه جاء رسام وعرض لوحة فنية وخطا بديعا ثم عاد وجلس مكانه قام رجل يجلس بجانبه يحمل كتبا علميا وحدث الملك عن تجاربه واختباراته ثم عاد ليجلس مكانه قام رجل ثالث كان يجلس بجانبه أيضا وألقى على مسمع الملك قصيدة رائعة ثم عاد ليجلس مكانه انتبه الملك لامرأة عجوز تجلس بجانب الثلاثة فحسبها من المشتركين في المسابقة فقال لها ما لديك لتقدميه لنا أيتها العجوز الموقرة
عندها نهض الملك عن كرسيه وقال لقد انتهت المسابقة ضعوا الإكليل الذهبي على رأس صانعة الرجال إن أرقى صناعة في الوجود هي صناعة الإنسان الدببة تولد دببة والأسود تولد أسودا والأسماك تولد أسماكا و الطيور تولد طيورا ولكن البشر يولدون مادة خام قابلة لتكون إنسانا وأعظم فنان في الوجود هو الذي يتلقى هذه المادة الخام ويبدع فيها ليهب هذا العالم إنسانا حقيقيا !
ولكن الأعظم والأروع هم أولئك الفقراء والبسطاء الأميون حين يهبون العالم بشړا حقيقيون . حين يخرج المهندس من بيت عامل النظافه ويخرج الطبيب من بيت الخياط ويخرج الكاتب و أستاذ الجامعة وصاحب الشركة .و. و الأمثلة كثيرة
من بيت الاسكافي فكن على يقين أنه لا أعظم من هؤلاء إلا أولئك الذي صنعوهم ليكونوا ماهم عليه فأنتم أبطال فعلا أبطال حقيقيون وإن لم تضعوا على رؤوسكم أكاليل الذهب .