قصة الأعرابي و النملة
حكاية الأعرابي و النملة
من أعجب القصص في سالف الزمان
جزاء الكذب عند معشر النمل
جلس أعرابي تحت ظل شجرة فرأى أمرا عجبا نملة تسير بجوار مكان جلوسه حتى دنت من جناح جرادة فأرادت حمله معها مرارا فلم تستطع لثقله عليها فاتجهت إلى قريتها و ما لبثت حتى جاء جم غفير من النمل و رفع الأعرابي جناح الجرادة فبحثوا فلم يجدوا شيئا فعادوا إلى قريتهم بعد أن أضناهم التعب و بقيت النملة بمفردها تبحث بهمة عالية.
فأرجع الأعرابي الجناح فلما رأته طربت له وحاولت سحبه فلم تستطع فوضعت قربه علامة ثم اتجهت مسرعة إلى رفيقاتها ولكنها أبطأت في الخروج من القرية ثم خرج معها فوج أقل من المرة الأولى حتى دنوا من مكان الجناح فرفعه الأعرابي مرة أخرى قبل وصولهم فلم يجدوا شيئا فلما أضناهم البحث رجعوا إلى قريتهم خائبين و لم تفقد النملة الأمل فقد كانت متأكدة أن الجناح في مكان ما و واصلت البحث كالمصروعة .
لقد انقضوا عليها و مزقوها قطعة قطعة فبقروا بطنها وفصلوا رأسها عن جسدها وكسروا أطرافهالا حول ولا قوة إلا بالله
قال الأعرابي فهالني ما رأيت وأحزنني ذلك كثيرا فانطلقت إلى شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله فأخبرته الخبر فقال أما أنت فغفر الله لك ولا تعد لمثلها وأما ما حدثتني به فسبحان من علم النمل قبح الكذب وعقۏبة الكذاب.
أصدقائي هذه الحكاية حقيقية وهي مستوحاة من كتاب مفتاح السعادة وإليكم الأصل قال ابن القيم الجوزية في مفتاح السعادة 234 ولقد أخبر بعض العارفين أنه شاهد منهن يوما عجبا قال رأيت نملة جاءت إلى شق جرادة فزاولته فلم تطق حمله من الأرض فذهبت غير بعيد ثم جاءت بجماعة من النمل قال فرفعت ذلك الشق من الأرض فلما وصلت النملة برفقتها إلى مكانه دارت حوله و درن معها فلم يجدن شيئا فرجعن فوضعته. ثم جاءت فصادفته فزاولتهفلم تطق رفعه فذهبت غير بعيدثم جاءت بهن فرفعته. فدرن حول مكانهفلم يجدن شيئا فتحلقن حلقة و جعلن تلك النملة في وسطها ثم تحاملن عليها فقطعنها عضوا عضوا و أنا أنظر.
سبحان الله انظروا حتى الحشرات تستقبح الكذب وتترفع عنه وتنكر على الكذاب فعله ﻻنها على الفطرة وهي تهديها الى التحلى بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة والتخلي عن المرذولة و القبيحة!
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة 119.